أبوظبي تشهد وضع اللمسات النهائية على اتفاق السلام مع اسرائيل

أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات تحط في أبوظبي وعلى متنها وفد إسرائيلي أميركي يترأسه صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر بعد نحو أسبوعين من الإعلان عن اتفاق تاريخي.
نتانياهو: محادثات سرية مباشرة مع قادة دول عربية بينها السودان وسلطنة عُمان
إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين من الحجر الصحي لدى عودتهم من ابوظبي
طائرة العال الاسرائيلية مرت فوق الأجواء السعودية

أبوظبي - وصل كبار مساعدي الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الإمارات لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين الدولة الخليجية وإسرائيل.
وحتى قبل بدء المباحثات في أبوظبي، سيكون الموفدون قد صنعوا تاريخا في مجال الطيران باستقلالهم طائرة تجارية إسرائيلية مباشرة من تل أبيب إلى العاصمة الإماراتية فوق الأراضي السعودية.

وحطّت في أبوظبي أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات كانت انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي أميركي يترأسه صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، بعد نحو أسبوعين من الإعلان عن اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات.

وهبطت طائرة البوينغ 737 قرابة الساعة 15:39 (11:39 ت غ) في المطار الإماراتي بعد نحو ساعتين ونصف ساعة من إقلاعها من إسرائيل.

وتحمل رحلة شركة العال الرمز "إل واي 971"، وهو رقم الاتصال الدولي للإمارات، وخطت على الهيكل الخارجي لقمرة القيادة كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنكليزية. وستحمل رحلة العودة رقم الاتصال الدولي 972 الخاص بإسرائيل.

وقبيل انطلاق الرحلة، أعرب مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر عن أمله بأن تكون الرحلة بداية "مسار تاريخي في الشرق الأوسط"، داعيا الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات.

ولدى وصوله إلى أبوظبي، أعلن كوشنر أن السعودية سمحت للطائرة الإسرائيلية بعبور أجوائها في طريقها لجارتها الخليجية. وقال عند نزوله من الطائرة "هذه أول مرة يحدث فيها هذا الأمر وأود أن أشكر المملكة العربية السعودية لجعل ذلك ممكنا".

وأظهرت مواقع تحديد مسارات الطائرات عبور الطائرة أجواء السعودية ومرورها فوق العاصمة الرياض، في أول رحلة معلنة لشركة طيران إسرائيلية تسافر في سماء المملكة، لكنّها تفادت أجواء البحرين وقطر.

وفي يونيو/حزيران هبطت طائرة إماراتية تابعة لطيران الاتحاد في تل أبيب محملة بمساعدات طبية للفلسطينيين لمواجهة وباء كوفيد-19، لكنها لم تكن تعتبر رحلة تجارية.

وشهد الأسبوعان الماضيان تكثيف الاتصالات بين الإمارات وإسرائيل وألغت أبوظبي السبت قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاما من المقاطعة.

ويرأس الوفد الاميركي كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين. ويقود الفريق الإسرائيلي مئير بن شبات، نظير أوبراين. وسيبحث المسؤولون التعاون الثنائي في مجالات مثل التجارة والسياحة، ومن المقرر أن يزور مبعوثو الدفاع الإسرائيليون الإمارات بشكل منفصل.
ومن المتوقع أن تخرج الزيارة التي تستغرق يومين بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول، بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونتنياهو. وقال كوشنر في القدس الأحد إن الاتفاق "خطوة عملاقة إلى الأمام".
وتحاول إدارة ترامب إقناع الدول العربية الأخرى القلقة من إيران بالتواصل مع إسرائيل. وأشارت السعودية، أقوى هذه الدول، إلى عدم استعدادها لذلك.
لكن فيما يمكن أن يشي بموقف أكثر لينا للرياض، سيتم السماح لطائرة العال الاثنين بالتحليق فوق الأراضي السعودية لتقليص زمن الرحلة.
وضمت وزارة الصحة الإسرائيلية في وقت متأخر الأحد الإمارات وثماني دول أخرى إلى قائمة "الدول الخضراء" ذات معدلات الإصابة المنخفضة بفيروس كورونا المستجدّ.
وعليه، سيتم إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين المسافرين إلى أبوظبي من الحجر الصحي لمدة 14 يوما عند عودتهم.
وقام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي بجولة إقليمية استمرت خمسة أيام، زار خلالها إسرائيل والسودان والبحرين وسلطنة عمان، في محاولة لإقناع هذه الدول بتوقيع اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد وجود محادثات سرية مباشرة مع قادة عدد من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن السودان وسلطنة عمان بين هذه الدول، إضافة إلى تشاد.
واعتبر نتانياهو الأحد أن "اختراق اليوم سيصبح مبدأ الغد. ويمهد الطريق أمام دول أخرى لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل".