الإمارات وأميركا واسرائيل تدعو الفلسطينيين الى التفاوض
أبوظبي - وصل كبار مساعدي الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإمارات الاثنين على متن رحلة تاريخية من تل أبيب لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يؤسس لعلاقات مفتوحة بين الدولة الخليجية وإسرائيل، وقالوا للفلسطينيين إن الوقت حان بالنسبة لهم ليتفاوضوا على السلام.
وجرى الإعلان عن اتفاق "التطبيع" في 13 أغسطس/آب، وهو أول تسوية من نوعها بين دولة عربية وإسرائيل منذ أكثر من 20 عاما، وقد جاء إلى حد بعيد بدافع من مخاوف مشتركة من إيران.
وقال جاريد كوشنر المستشار الكبير للبيت الأبيض إنه ينبغي على الفلسطينيين "ألا يظلوا عالقين في الماضي".
وتابع قائلا "عليهم الجلوس إلى طاولة المفاوضات. سيكون السلام جاهزا لهم، ستكون هناك فرصة سانحة لهم بمجرد أن يصبحوا مستعدين لاغتنامها".
وصل كوشنر ضمن الوفد الاميركي الذي رافق مسؤولين إسرائيليين في أول رحلة جوية رسمية إسرائيلية من تل أبيب إلى الإمارات.
وفي بيان مشترك، حثت الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة الزعماء الفلسطينيين على إعادة التواصل مع نظرائهم الإسرائيليين.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن ولي عهد أبوظبي قوله في وقت سابق إن الإمارات ملتزمة بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
ونسبت إليه الوكالة قوله "السلام خيار استراتيجي لكن ليس على حساب القضية الفلسطينية".
ويرأس كوشنر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين الوفد الاميركي. ويقود الفريق الإسرائيلي مئير بن شبات، نظير أوبراين.
وستبحث إسرائيل والإمارات التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي خلال الزيارة. وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية لتلفزيون العربية بعد هبوط الطائرة في أبوظبي إن الرحلات المباشرة بين الجانبين ستكون أيضا على جدول الأعمال.
وحتى قبل هبوطهم، فقد صنع المسؤولون الإسرائيليون والاميركيون تاريخا في مجال الطيران عندما طارت الطائرة الإسرائيلية التجارية التي تقلهم فوق الأراضي السعودية في الرحلة المباشرة من تل أبيب إلى العاصمة الإماراتية.
وقال نتنياهو على تويتر "هكذا يبدو السلام مقابل السلام".
وخلال مؤتمر صحفي في القدس في وقت لاحق يوم الاثنين، قال نتنياهو "سيكون سلاما دافئا لأنه سيكون قائما على التعاون في مجالات الاقتصاد، مع اقتصاد ريادي مثل اقتصادنا، مع قدرات اقتصادية هائلة وبأموال ضخمة تبحث عن قنوات الاستثمار".
يأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تخرج الزيارة التي تستغرق يومين بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في سبتمبر/أيلول، بين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتحاول إدارة ترامب إقناع الدول العربية الأخرى القلقة من إيران بالتواصل مع إسرائيل. وأشارت السعودية، أقوى هذه الدول، إلى عدم استعدادها لذلك لكنها فتحت مجالها الجوي أمام رحلة شركة العال الإسرائيلية.
وعلى متن الطائرة المكتظة، استُقبل الركاب بعبارات الترحيب باللغات العربية والإنكليزية والعبرية في لفتة خاصة بمناسبة الرحلة التاريخية.
وقال قائد الطائرة الطيار تال بيكر عبر الإذاعة الداخلية للطائرة "نتمنى للجميع السلام" ورددها بالإنكليزية والعربية والعبرية. كما استخدم اللغات الثلاث في الإعلان عن رقم رحلة الطائرة ووجهتها.
وقال متحدث إسرائيلي إن الطائرة مزودة بنظام مضاد للصواريخ كما هو الحال في جميع طائرات شركة العال من هذا الطراز، وهي تقل أفراد أمن من جهاز الخدمة السرية الاميركي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) لحماية الوفدين.