إسرائيل والإمارات تختتمان أول لقاء رسمي بتفاهمات اقتصادية

إسرائيل والإمارات تتفقان على تدشين التعاون الاقتصادي بما يشمل الاستثمار والتمويل والصحة وبرنامج الفضاء المدني والطيران المدني والسياسة الخارجية والدبلوماسية والسياحة والثقافة والقطاع المالي.
وفد إسرائيلي يغادر الإمارات بوعود اقتصادية بعد زيارة غير مسبوقة
إسرائيل والإمارات تتفقان على تشكيل مجموعات عمل ولجان لتسهيل الأعمال المصرفية

أبوظبي - غادر وفد إسرائيلي أبوظبي الثلاثاء بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها الاتفاق على بدء تدشين التعاون في عدة مجالات بين الدولتين، بانتظار توقيع اتفاق تطبيع العلاقات النهائي في البيت الأبيض خلال أسابيع.

وأقلعت الطائرة من العاصمة الإماراتية عائدة إلى إسرائيل وعلى متنها الوفد الإسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي مائير بن شبات.

والطائرة التي جاءت من مطار بن غوريون قرب تل أبيب الاثنين وعبرت الأجواء السعودية نحو أبوظبي بموافقة سلطات المملكة، هي أول رحلة تجارية بين الإمارات وإسرائيل وهي الرحلة التي اسست لتعاون واسع في عدة قطاعات اقتصادية واعدة.

وإلى جانب الوفد الإسرائيلي، حملت الطائرة على متنها وفدا أميركيا برئاسة مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر. ولم يتضح ما إذا كان المسؤول الأميركي عاد مع الوفد الإسرائيلي أم انه سيزور وجهة أخرى في المنطقة.

وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس/اب 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، لتصبح الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).

وفي إطار اتفاق السلام التاريخي، وافقت إسرائيل على تعليق ضم أراض جديدة في الضفة الغربية المحتلة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد أنه لم يعدل عن ذلك على المدى البعيد.

ومن المفترض أن توقّع إسرائيل والإمارات على اتفاق التطبيع الذي ولد برعاية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة بحضور قادة الدولتين.

الوفد الاسرائيلي بحث في الامارات تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية
الوفد الاسرائيلي بحث في الامارات تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية

وفي أبوظبي، اتفق المسؤولون الإماراتيون مع نظرائهم الإسرائيليين الاثنين على مباشرة "مناقشة آفاق التعاون الثنائي" في مجالات رئيسية"، بحسب بيان مشترك إماراتي أميركي إسرائيلي.

وهذه المجالات هي "الاستثمار والتمويل والصحة وبرنامج الفضاء المدني والطيران المدني والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية والسياحة والثقافة".

وأعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أنّ عبدالحميد محمد سعيد الأحمدي محافظ مصرف الإمارات المركزي ورونن بارتس مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقّعا مذكرة تفاهم "للتعاون المستقبلي في القطاع المصرفي والمالي".

واتفق الجانبان كذلك على "تشكيل مجموعات عمل ولجان ثنائية لتسهيل الأعمال المصرفية".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية "نحن في بداية عملية تاريخية ونعتزم تعزيز إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتح سفارات في كلا البلدين بأسرع ما يمكن والعمل على تعزيز التعاون الثنائي".

وتابع "إن تبادل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال بين البلدان هو المفتاح لتحقيق إمكانات العلاقة".

وقال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية للنسخة الانكليزية من موقع قناة 'العربية' السعودية إن الرحلات المباشرة بين إسرائيل والإمارات قد تبدأ بحلول نهاية 2020.

ولقي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ترحيبا في العالم العربي وتحديدا من قبل البحرين وسلطنة عمان، بينما شددت السعودية رغم وجود مؤشرات على تقارب محتمل مع إسرائيل على أن لا تطبيع مع الدولة العبرية قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقال بيان إسرائيلي إن إسرائيل والإمارات اتفقتا اليوم الثلاثاء على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون في الخدمات المالية بهدف تشجيع الاستثمار بين البلدين.

وقال نتنياهو في البيان إن ممثلين عن الجانبين وقعوا على التفاهم، مضيفا أن أحد المحاور يركز على "التعاون في مجال الخدمات المالية وإزالة الحواجز المالية أمام الاستثمار بين الدولتين، فضلا عن تشجيع الاستثمارات المشتركة في أسواق المال".

وقال إن البلدين سيتعاونان أيضا في الخدمات المصرفية والقواعد التنظيمية للمدفوعات.

وبشكل منفصل، قال مكتب أبوظبي للاستثمار التابع للحكومة ومؤسسة "استثمر في إسرائيل"، التابعة لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية في بيان مشترك إنهما اتفقا على وضع خطة لتأسيس علاقات تعاون ثنائية رسمية بين الطرفين.

وقالا "سيدرس الطرفان مجالات التعاون ذات المنافع المتبادلة والاستفادة من فرص الشراكات والاستثمارات بين الشركات من إسرائيل وأبوظبي مع التركيز بشكل خاص على مجالات الابتكار والتكنولوجيا".

وعُقد اجتماع عن بعد بين زيفا إيجر الرئيسة التنفيذية لـ'استثمر في إسرائيل' ومنيرة هشام الكتاب التي تدير أنشطة الترويج الدولي لمكتب أبوظبي للاستثمار. ومن المقرر عقد مزيد من الاجتماعات خلال سبتمبر/أيلول.

وقالت إيجر في البيان "المنظومة الاستثمارية الإسرائيلية تقدم فرصا هامة لاقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد الابتكار، لاسيما في مجالات علوم الحياة والتكنولوجيا النظيفة والتكنولوجيا الزراعية والطاقة".

وقال المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار طارق بن هندي "سيقوم فريق علاقات المستثمرين لدينا بتسهيل هذه الخطوات على امتداد المنظومة الاستثمارية في الإمارة، ونتطلع قدما إلى تعزيز التعاون مع استثمر في إسرائيل خلال الأشهر المقبلة لاستكشاف السبل المتاحة لتوفير أفضل الفرص للشركات من إمارة أبوظبي وإسرائيل على حد سواء".

ويحرص المسؤولون الإسرائيليون على إبراز الفوائد الاقتصادية للاتفاق الذي فور إضفاء الصبغة الرسمية عليه سيشمل ترتيبات بشأن السياحة والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والأمن ومجالات أخرى.

ووقع عدد من الشركات الإسرائيلية والإماراتية اتفاقات بالفعل فور الإعلان عن تطبيع العلاقات.