جنرالات يرفضون طلب أردوغان إغراق فرقاطة يونانية

الرئيس التركي طلب من الجيش إغراق الفرقاطة مشترطا عدم سقوط ضحايا بين طاقمها ما سيتسبب في تأجيج الصراع شرق المتوسط.
اردوغان يسعى من وراء العملية مواجهة نزيف تراجع شعبيته
رفض الجنرالات لاوامر اردوغان يشير الى حجم القلق داخل الجيش التركي

انقرة - كشفت صحيفة ألمانية عن اجراءات كان سيتخذها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لإشعال حرب في شرق المتوسط في اطار خلافه مع اليونان.
وأفادت صحيفة "ذي فيلت" في عددها الثلاثاء وفق مصادر عسكرية تركية ان الرئيس التركي طلب من جنرالات في الجيش قبل ايام باغراق فرقاطة او سفينة يونانية وذلك كرسالة تهديد لاثينا.
واشترط اردوغان وفق الصحيفة عدم سقوط ضحايا من بين طاقم الفرقاطة لكن الجنرالات رفضوا القرار وفوتوا على الرئيس للتركي فرصة تاجيج الصراع في منطقة شرق المتوسط.
ونبهت الصحيفة الالمانية ان اردوغان لا يسعى من وراء التصعيد الحفاظ على حقوق الشعب التركي وانما اذكاء صراع عسكري لاستغلاله داخليا للترفيع في شعبيته التي تراجعت مؤخرا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

لكن رفض الجنرالات الاتراك لاوامر اردوغان يشير الى حجم القلق والامتعاظ داخل الجيش التركي الذي تعرض لعمليات تطهير بحجة الانقلاب الفاشل سنة 2016.

وكانت البحرية التركية حاولت مهاجمة فرقاطة يونانية في المتوسط الشهر الماضي كما تعرضت فرقاطة فرنسية كانت تشارك في عمليات ضبط الاسلحة الى ليبيا لتهديد من قبل البحرية التركية.
والاثنين أعلنت تركيا تمديد عمليات التنقيب عن الغاز في منطقة غنية بالمحروقات في شرق البحر المتوسط والتي نددت بها اليونان، متجاهلة الدعوات الدولية لتخفيف التوتر مع أثينا.
وأعلنت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) مساء الإثنين تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي عروج ريس، إلى جانب سفينتي الدعم اللوجستي عثمان وجنكيز خان، حتى 12 أيلول/سبتمبر.
وكانت أنقرة أرسلت سفينة عروج ريس ترافقها سفن حربية إلى جنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في 10 آب/أغسطس، ما أثار غضب أثينا وصعد التوتر بين البلدين.
ويأتي تمديد المهمة وسط تصاعد التوتر، الذي اتسم باستعراض القوة. وأجرت تركيا واليونان الأسبوع الماضي مناورات بحرية متنافسة.
والثلاثاء، هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الدول التي يتهمها بأنها تريد حرمان تركيا من حقها بالحصول على حصتها من موارد الغاز، دون أن يسميها.

التصعيد التركي جعل منطقة شرق المتوسط بؤرة للتوتر وللمناورات العسكرية
التصعيد التركي جعل منطقة شرق المتوسط بؤرة للتوتر وللمناورات العسكرية

وتتنازع تركيا واليونان، العضوان في الحلف الأطلسي ويجمعهما تاريخ من العلاقات المتوترة، حول تقاسم احتياطيات ضخمة من الغاز المكتشفة في السنوات الأخيرة في شرق البحر المتوسط.
وتؤكد أثينا أن لها الحق في استغلال الموارد الطبيعية حول جزرها الواقعة بالقرب من الساحل التركي. لكن أنقرة ترفض ذلك، معتبرة أن ذلك سيحرمها من عشرات آلاف الكيلومترات المربعة من البحر.
في هذا السياق، تثير قضية جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الصغيرة الواقعة على بعد كيلومترين من السواحل التركية، غضب أنقرة بشكل خاص.
إزاء القلق من تزايد التوتر، هدد الاتحاد الأوروبي الجمعة بفرض مزيد من العقوبات على تركيا ما لم يحصل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا.
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل  ان العقوبات الجديدة تشمل تدابير اقتصادية واسعة النطاق، ما لم يتم تحقيق تقدم باتّجاه خفض التوتر.
واوضح إنه قد يتم توسيع نطاق العقوبات لتشمل سفنا أو غيرها من الأصول المستخدمة في عمليات التنقيب، إضافة إلى حظر استخدام موانئ ومعدات الاتحاد الأوروبي وفرض قيود على "البنى التحتية المالية والاقتصادية المرتبطة بهذه الأنشطة".
وأضاف أنه قد يتم النظر كذلك في فرض عقوبات واسعة ضد قطاعات بأكملها في الاقتصاد التركي، لكنه أشار إلى أن ذلك لن يتم إلا في حال لم تثبت التدابير المحددة ضد عمليات التنقيب فعاليتها.