آفاق السلام في قلب مباحثات ملك الأردن وماكرون
باريس - أجرى عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، مباحثات ثنائية تناولت العلاقات بين البلدين، وأزمات المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية، إضافة إلى جائحة كورونا.
جاء ذلك خلال لقاء جمعهما في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس، ضمن زيارة رسمية غير معلنة المدة يجريها ملك الأردن إلى فرنسا.
وقال الديوان الملكي الأردني، في بيان، إن الجانبين أكدا عمق العلاقات الثنائية، والحرص على تعزيز الشراكة بين البلدين.
كما تم خلال اللقاء تأكيد ضرورة توسيع آفاق التعاون بين الأردن وفرنسا في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والأمنية، ومواصلة التنسيق والتشاور حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتطرقت المباحثات أيضا إلى الجهود الثنائية والدولية المبذولة لمجابهة وباء كورونا، الذي يضرب العالم من شهور، وسبل التصدي للآثار الإنسانية والاقتصادية الناجمة عنه.
وتناولت المباحثات التطورات على المستويين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد الملك عبدالله، ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين، والذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط 4 يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ويرفض الاردن خطة السلام الأميركية لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ويحشد دوليا ضدها في حين تتمسك فرنسا بالقرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين وذلك تماهيا مع مواقف الاتحاد الاوروبي.
وتاتي زيارة الملك عبدالله في ظل تصاعد التوتر بمنطقة الشرق الاوسط خاصة الصراع بين ايران ودول الخليج في مقدمتها المملكة العربية السعودية اضافة الى تنامي النفوذ الايراني في مناطق محيطة بالاردن كسوريا والعراق.
وتحاول الحكومة الاردنية التي تمر بظروف اقتصادية صعبة زادها تفشي وباء كورونا تازما الحصول على دعم اقتصادي فرنسي لكن مراقبين يرون ان الجهود الاردنية ستواجه بصعوبات كون فرنسا تواجه بدورها التداعيات الاقتصادية للوباء.
لكن باريس ترى في عمان حليفا قويا ضد الارهاب الذي ارق مضاجع الفرنسيين في السنوات الاخيرة لما يتمتع به الاردن من استخبارات قوية تمكنت من اختراق المجموعات المتطرفة في سوريا والعراق.
وأشاد ملك الاردن بجهود ماكرون في دعم لبنان وشعبه، عقب انفجار مرفأ العاصمة بيروت الضخم، في 4 أغسطس/ آب الماضي.
وشدد على أن الأردن مستمر، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين، في تقديم كل أشكال المساعدة لدعم الشعب اللبناني في الظرف الصعب الذي يمر به.
بدوره، أشاد ماكرون بمساعي الملك عبد الله لتحقيق السلام، وجهوده في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بحسب البيان الأردني.