جونسون ماض في معركة ليّ الأذرع مع بروكسل إلى النهاية
لندن/بروكسل - دخل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في معركة ليّ أذرع مع الاتحاد الأوروبي حول العلاقات التجارية لمرحلة ما بعد الانفصال، معلنا الأربعاء بكل إصرار أنه لن يتراجع عن مشروع التراجع عن بعض الالتزامات في اتفاق بريكست.
وأعلنت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي عن مسودة تشريع تقر بأنها تنتهك التزاماتها القانونية الدولية وتقتطع أجزاء من اتفاق الانفصال الذي وقعته لندن قبل خروجها رسميا من التكتل في يناير/كانون الثاني.
وأكد جونسون أنّه "متفائل" بشأن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد بريكست وذلك رغم المأزق الذي وصلت إليه المفاوضات وحالة التوتر الناجمة عن مشروع قانون بريطاني يتخلى عن بعض التزامات لندن.
وقال الزعيم البريطاني المحافظ معلقا على تداعيات عدم التوصل إلى اتفاق "ليس هذا ما نريده... وليس هذا ما يريده منّا أصدقاؤنا وشركاؤنا في الاتحاد الأوروبي. لذا أنا متفائل بأنّ عدم الاتفاق لن يكون نتيجة" المفاوضات.
وأدلى جونسون بتصريحاته ردا على أسئلة لجنة تضم رؤساء مختلف لجان البرلمان البريطاني، لكنه رفض التراجع بشأن مشروع القانون الذي يتخلى عن بعض الالتزامات التي قطعتها بريطانيا في إطار الاتفاق الذي يحكم خروجها من الاتحاد الأوروبي في نهاية يناير/كانون الثاني.
واجتاز النص الذي تقر الحكومة نفسها بأنه ينتهك القانون الدولي، مرحلة أولى الاثنين في البرلمان البريطاني رغم معارضة جزء من المعسكر المحافظ، مع تبنيه بموافقة 340 نائبا ومعارضة 263، لكن المراحل المقبلة في البرلمان البريطاني لا تبدو مضمونة.
وأمهل الأوروبيون لندن حتى نهاية الشهر الحالي لسحب هذه التدابير المثيرة للجدل ولا سيما ما يتعلق منها ببروتوكول يجنب عودة الحدود المادية بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية وإلا فقد تعرض نفسها لملاحقات قضائية.
وقال جونسون "أفضل أن تكون لدينا حمايات تضمن وحدة وسلامة أراضي هذا البلد وتحمي من احتمال انقسام في المملكة المتحدة".
وعلى خلاف التفاؤل الذي أبداه جونسون، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إن فرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع بريطانيا تتلاشى يوما بعد يوم مع مضي الحكومة البريطانية قدما في خطوات تنتهك معاهدة الانفصال.
وتريد بروكسل من رئيس الوزراء البريطاني إلغاء ما يُعرف باسم مشروع قانون السوق الداخلية قائلة إنه يهدد بإفشال محادثات الترتيبات التجارية المستقبلية قبل أن تخرج بريطانيا أخيرا من فلك التكتل عند انتهاء فترة انتقالية في ديسمبر/كانون الأول وهو ما يرفضه.
وقالت أورسولا فون دير ليين رئيسة المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد "فرص التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب تتلاشى يوما بعد يوم".
وفي كلمة أمام البرلمان الأوروبي، قالت إن اتفاق الانفصال "لا يمكن تغييره ولا يمكن عدم احترامه أو وقف تطبيقه من جانب واحد"، مضيفة "إنها مسألة قانون وثقة وحسن نية... الثقة هي أساس أي شراكة قوية".
ويخشى الاتحاد الأوروبي من خروج غير منظم لبريطانيا من التكتل إذا لم يتم الاتفاق على بنود العلاقة التجارية بين الجانبين وقال رؤساء وزراء سابقون في بريطانيا إن انتهاك القانون خطوة مبالغ فيها وتقوض سمعة بريطانيا.