لعنة الحرب الأهلية السورية تلاحق إيران

إيران تنضم إلى روسيا في مخاوفها من تبعات إرسال تركيا لإرهابيين ومرتزقة سوريين لإقليم ناغورني قاره باغ على أمنها الداخلي.
ايران تامل في وقف الحرب بين اذربيجان وارمينيا
المرتزقة السوريون المدعومين من تركيا يثيرون قلق دول منطقة القوقاز ومحيطها

طهران - تتخوف الحكومة الإيرانية من تبعات إرسال تركيا لاعداد كبيرة من المرتزقة والمقاتلين السوريين للقتال الى جانب الجيش الاذري في اقليم ناغورني قره باغ على حدودها الشرقية.
وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء من خطر تحول الصراع بين أذربيجان وأرمينيا إلى حرب إقليمية.
وقال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون "يجب أن ننتبه كي لا تتحول الحرب بين أرمينيا وأذربيجان إلى حرب إقليمية. السلام أساس عملنا ونأمل في إعادة الاستقرار إلى المنطقة بطريقة سلمية" مضيفا أن إيران لن تسمح "للدول بإرسال الإرهابيين إلى حدودنا تحت ذرائع مختلفة".

ودائما ما تدعي طهران ان دعمها للحكومة السورية ياتي للقضاء على خطر التنظيمات الارهابية لتفاجئ بوجود مجموعات جهادية مدعومة تركيا على حدودها.
وكانت تركيا تورطت في ارسال المئات من المقاتلين السوريين من بؤر التوتر في العالم للقتال في الاقليم ما دفع روسيا لاطلاق تحذيرات من تبعات هذا الخيار الخطير.
وذكرت وكالة انترفاكس للأنباء الثلاثاء نقلا عن رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرجي ناريشكين تحذيره من أن جيب ناغورني قاره باغ يخاطر بأن يصبح منصة انطلاق للإرهابيين الذين يكون بوسعهم دخول أراض روسية.
وياتي التحذير الروسي عقب اتهامات أطلقها الثلاثاء السوري بشار الاسد في حوار نشرته وكالة الإعلام الروسية الثلاثاء بانه يجري نشر مسلحين من سوريا في منطقة قره باغ محملا الرئيس رجب طيب اردوغا مسؤولية تصاعد العنف هناك.
وإيران تتخوف بدورها من تبعات ارسال المخابرات التركية لعدد من المرتزقة السوريين الذين خبرتهم طهران في الحرب الاهلية السورية على امنها الداخلي.
وكانت طهران نفسها تورطت في نقل مقاتلين موالين لها من جنسيات مختلفة لمساندة النظام السوري في حربه ضد المعارضة المسلحة ما ادى في النهاية لتأجيج الصراع هناك.
وكان روحاني اكد في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف الثلاثاء ، إن "وحدة أراضي جيراننا لها أهمية قصوى بالنسبة لنا".

إيران تحذر أرمينيا وأذربيجان من سقوط قذائف على أراضيها
إيران تحذر أرمينيا وأذربيجان من سقوط قذائف على أراضيها

وأكد روحاني أن "الشعب الايراني برمته تربطه علاقات تاريخية وثقافية ومذهبية وثيقة للغاية مع أذربيجان، ولطالما كانت العلاقات بين شعبي وحكومتي هذين البلدين الجارين والشقيقين رصينة".
وأشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين اتخذوا على الدوام مواقف صريحة وواضحة حيال النزاع الأخير بين أذربيجان وأرمينيا.
وأعرب روحاني عن قلقه إزاء التدخل المحتمل من جانب دول أخرى في الخلافات بين أذربيجان وأرمينيا وتحويل هذا الصراع الى حرب إقليمية.
وأبدى استعداد إيران لـ"اتخاذ كافة الإجراءات لتسوية الخلافات في إطار القوانين الدولية والحدود المعترف بها بين باكو ويريفان".
من جانبه، قال الرئيس الأذربيجاني إن أمن إيران من أمننا ولن نسمح بأن تؤدي هذه المواجهات الى زعزعة الأمن في دول الجوار إطلاقا.
وأضاف أن العلاقات الثنائية لطالما كانت متنامية خلال السنوات الاخيرة، وباكو ترحب بتوسيع هذه الأواصر مع طهران.
حذر وزير الدفاع الإيراني أمير خاتمي، كلا من أرمينيا وأذربيجان من سقوط قذائف على أراضي بلاده نتيجة الاشتباكات القائمة في إقليم "قره باغ"، مشيرا إلى أنها ستتخذ المزيد من الإجراءات، في حال استمرت المشكلة.
وأفاد خاتمي خلال مشاركته في فعالية بمدينة مشهد، الثلاثاء، أن حماية أمن حدود بلاده مسألة حيوية بالنسبة لهم، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وأضاف: "ليس من المقبول أن تضرب رصاصة حدود إيران عن طريق الخطأ واللامبالاة، وقد تم توجيه التحذيرات اللازمة للأطراف المتصارعة في منطقة القوقاز بشأن هذه القضية".
وأعرب عن أمله في تنفيذ هذه التحذيرات وأخذها بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن أمن المواطنين الإيرانيين وسكان الحدود مسألة مهمة.
ورغم ان إيران تؤكد انها في وضعية حياد في الصراع الاذري الارمني مع استعدادها للوساطة لكن مراقبين يرون ان المواقف الإيرانية أكثر قربا من المواقف الارمنية في مواجهة اذربيجان بسبب المصالح التي تجمع البلدين اضافة الى توجس طهران من السلطات العلمانية في اذربيجان وخاصة من الدعم العسكري الإسرائيلي للقوات الاذرية.