الماء منتشر على القمر اكتشاف ليس جديدا؟
موسكو – سارعت موسكو الى التقليل من أهمية الاكتشاف العلمي حول انتشار المياه على القمر حيث اعلن كيسي هونيبول مدير مختبر التحليل الطيفي لأشعة غاما الفضائية، أن المعلومات بشأن وجود الماء على الجانب المضيء للقمر معروفة للعلماء الروس منذ عام 2010 ولكن ناسا لم تصدقها.
وتخطط ناسا لإعادة رواد فضاء إلى القمر، وهي مهمة ينظر إليها من زاوية أنها تمهد الطريق لرحلة لاحقة تحمل طاقما إلى المريخ. وستكون المصادر المتاحة للعثور على المياه على سطح القمر مفيدة لهذه الجهود.
والماء من الموارد الطبيعية الثمينة، وقد يصبح وجوده بغزارة على القمر أمرا شديد الأهمية بالنسبة للبعثات المستقبلية لرواد الفضاء أو الإنسان الآلي (الروبوت)، والتي تسعى لاستخراج المياه واستخدامها لأغراض مثل الشرب أو في صنع الوقود.
واكتشف فريق بقيادة كيسي هونيبول من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في ولاية ماريلاند وجود جزيئات مياه على سطح القمر محاصرة داخل حبيبات الحطام أو في شظايا معادن يُطلق عليها الزجاج الطبيعي نظرا للشبه بينها وبين الزجاج.
ولا توجد على سطح القمر مسطحات مائية كالتي تميز كوكب الأرض، لكن علماء قالوا الاثنين إن مياه القمر منتشرة على نحو أكبر مما كان يعتقد في السابق.
فجزيئات الماء محاصرة داخل حبيبات معدنية على السطح مع احتمال وجود المزيد منها في بقع جليدية بمناطق الظلال الدائمة التي لا تصل إليها أشعة الشمس.
وفي حين أشار بحث قبل 11 عاما إلى أن الماء منتشر نسبيا بكميات صغيرة على سطح القمر، يتحدث فريق من العلماء حاليا عن أول اكتشاف لا لبس فيه لجزيئات الماء على سطح القمر. وفي الوقت نفسه، تشير تقارير فريق آخر إلى وجود ما يقرب من 40 ألف كيلومتر مربع من الظلال الدائمة التي قد تحتوي على جيوب من المياه في صورة جليد.
في حين أشار الخبير الروسي ميتروفانوف، في حديث لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، إلى أن ناسا نسبت هذا الاكتشاف إلى برنامج القمر الأميركي "أرتميس".
وقال "الخبر المنشور لا يتطرق حتى بكلمة واحدة إلى أننا نشرنا في وقت سابق حقيقة احتمال وجود الماء حتى في الأماكن التي تضيئها الشمس".
وأضاف، "اكتشفنا وجود الماء على الجانب المضيء للقمر في عام 2009 بواسطة جهاز LEND الروسي، لذلك فإن الإعلان عن اكتشافه ليس "جديدا".
واضاف ميتروفانوف، "سلطت الفكرة الأميركية الضوء على وجود الماء في الأماكن المظلمة في الحفر الموجودة على قطبي القمر. ولكن عندما بدأنا في اختبار جهاز LEND المثبت على القمر الأميركي LRO لاحظنا علامات تشير إلى وجود الماء ليس فقط في هذه الحفر، بل وفي الأماكن المضاءة دائما".
واستشهد بدراسات علمية للعلماء الروس في مقالات نشرت في مجلة Science.
واشار الخبير الروسي، إلى أن معظم الخبراء الأميركيين، يتشبثون بفكرة وجود الماء فقط في الحفر المظلمة على قطبي القمر. واضاف بلهجة ساخرة "في المقال الجديد حققوا اكتشافا أميركيا عظيما" لأنهم اكتشفوا وجود الماء على سطح القمر المضاء.
وكانت الرؤى والملاحظات السابقة حول وجود المياء في القمر على درجة من الغموض والضبابية يستحيل معها التفريق بين الماء والهيدروكسيل الذي يشبهه في التركيبة الجزيئية، لكن الاكتشاف الجديد اعتمد على وسيلة كانت نتائجها واضحة لا يكتنفها الغموض.
والسبيل الوحيد لاستمرار وجود هذه المياه على مناطق من سطح القمر مضاءة بأشعة الشمس هو أن تكون حبيسة حبيبات المعادن، مما يحميها من البيئة المتجمدة والظروف القاسية.
استخدم الباحثون بيانات من مرصد (صوفيا) المحمول جوا، وهو عبارة عن طائرة بوينغ 747 إس.بي جرى تعديلها لتحمل تلسكوبا.
وقال الفريق البحثي "يُظهر بحثنا أن عددا كبيرا من مناطق القمر التي لم تكن معروفة لنا في السابق يمكن أن تكون موطنا للجليد المائي.. تشير نتائجنا إلى أن المياه قد تكون أكثر انتشارا في المناطق القطبية للقمر مما كان يُعتقد في السابق، الأمر الذي يجعل إمكانية الوصول إليها واستخراجها وتحليلها أكثر سهولة".