زيارة أكار المفاجئة إلى طرابلس تؤجج التوتر بين الفرقاء الليبيين
إسطنبول - توجه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى ليبيا السبت بصحبة ضباط عسكريين كبار في زيارة مفاجئة لتفقّد وحدات تركية، في تطور جديد يعكس تمسك تركيا بتدخلها العسكري على الرغم من الدعوات الدولية لانسحابها من البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات، فيما دأبت أنقرة على تأجيج الصراعات بهدف الاستثمار في الفوضى.
وفي هذا الإطار أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري ووزير الدفاع التركي، على استمرار التنسيق المشترك ضد "مليشيا الانقلابي خليفة حفتر".
وتأتي الزيارة التي لم تكن معلنة مسبقا بعدما دعا قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر مقاتليه إلى "إخراج" القوات التركية الداعمة للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، في وقت تتواصل فيه المحادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ مدة طويلة في البلد الغني بالنفط.
كما تأتي زيارة أكار ضمن مخطط تركيا تثبيت تواجدها في ليبيا وإذكاء تار الخلاف بين الليبيين، في وقت تتظافر فيه الجهود الدولية لإرساء السلام بين الليبيين الذين حققوا تقدما في مفاوضات تهدف لتحقيق توافق نهائي على حل الخلافات، فيما تسعى السلطات التركية لشق أي اتفاقات تضعها خارج الخارطة المستقبلية لليبيا نظرا إلى أن أنقرة استثمرت في الصراع الليبي من أجل أهدافها الأيديولوجية في دعم جماعات الإسلام السياسي وتثبيت حكم الإخوان ولتحقيق أطماعها التوسعية في بلد غني بالثروات النفطية.
وساهم الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني في صد هجوم الجيش الوطني الذي انطلق في أبريل/نيسان 2019 بهدف تطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة.
وكان الدعم التركي لحكومة الوفاق لا سيما عبر إرسال مستشارين عسكريين وطائرات مسيّرة وجنود ومرتزقة من سوريا، قد عثر مرار جهود إرساء السلام في ليبيا.
وأبرم كل من حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج وأنقرة اتفاقا لوقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الأول، يضع حدا رسميا للقتال ويمهّد الطريق لإجراء انتخابات في نهاية العام المقبل.
لكن حفتر أشار إلى أنه لن يكون هناك سلام "في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا"، وذلك في خطاب بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا.
ودعا حفتر قواته الجمعة إلى حمل السلاح مجدداً لـ"طرد المحتل" التركي، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات لإخراج هذه الدولة من المآزق التي تعاني منها.
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ 2011 إثر سقوط نظام الرئيس الراحل معمّر القذافي، وأجج التدخل التركي العسكري منذ أكثر من عام الاقتتال بين الفرقاء الليبيين.
وقال "استعدوا أيها الضباط والجنود الأبطال ما دامت تركيا ترفض منطق السلام واختارت لغة الحرب، فاستعدوا لطرد المحتل".
وفي إشارة إلى أنقرة التي صادق برلمانها الثلاثاء على مذكرة تقضي بتمديد نشر عسكريين في ليبيا لمدة 18 شهرا، قال حفتر "اليوم نذكّر العالم بموقفنا الثابت بأنه لا سلام في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا".
وأضاف في كلمة ألقاها لمناسبة ذكرى استقلال ليبيا الـ69، "لا خيار إلا رفع راية التحرير من جديد وتصويب بنادقنا ومدافعنا ونيران قذائفنا نحو هذا العدو المعتدي المتغطرس المتجاهل لتاريخنا النضالي".
وأقر البرلمان التركي بداية الأسبوع مقترحا يمدد بقاء الجنود الأتراك في ليبيا لمدة 18 شهرا، وذلك صمن مخطط أنقرة لبقاء أطول بالأراضي الليبية ولتثبيت تواجدها على الرغم من التنديدات الدولية بالتدخلات العسكرية التركية.