حزب الله يتبنى وحماس تبارك التصعيد العسكري في جنوب لبنان

شنّ الجيش الإسرائيلي ضربات في لبنان ردّا على إطلاق صواريخ باتجاهها، فيما أعلن حزب الله إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مزارع شبعا ردا على الغارات. وحماس تدخل على الخط وتدعو إلى مواجهة "مفتوحة" مع إسرائيل.
تفعيل الجبهة اللبنانية يمكن أن يزود حماس بأداة تكتيكية ضد إسرائيل
يونيفيل تحذير من إقحام لبنان المنهك في معركة جديدة بين إسرائيل و"محور المقاومة"

بيروت - ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، إن السلطات الإسرائيلية وحزب الله اللبنانية غير معنيتين بالتصعيد العسكري الشامل رغم إطلاق النار المتبادل، في خطوة اعتبرت ردا على دعوة حركة حماس إلى “مواجهة “مفتوحة على كل الجبهات” مع إسرائيل عقب التوتر الحاصل في جنوب لبنان.

وشهد جنوب لبنان خلال اليومين الماضيين توترا عسكريا بعد أن نفذ الجيش الإسرائيلي الأربعاء هجمات جوية على جنوب لبنان رد عليها الخمس حزب الله بإطلاق 3 صواريخ من لبنان يوم الأربعاء باتجاه مزارع شبعا المحتلة سقط 2 منها في مناطق مفتوحة في إسرائيل.

وفي خضم دوي صفارات الإنذار، يحذر المتابعون من إقحام لبنان المنهك في معركة جديدة بين إسرائيل وحزب الله وحماس، ومن ورائهما إيران. بينما أبدا الجيش الإسرائيلي عدم رغبته بالتصعيد على الحدود، بموازاة إعلان استعداده لذلك.

عشية الهجمات الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن أنه بدأ تدريبا يحاكي قتالا على حدود لبنان. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: “يبدأ اليوم مساء (الاثنين)، تمرينا عسكريا على طول الحدود مع لبنان، يندرج ضمن التدريبات المخطط لها على الخطة السنوية 2021”.

وأضاف: “التدريب الذي يعرف باسم (أشعة الشمس) هدفه فحص جاهزية قوات الجيش الإسرائيلي ومدى استعدادها لأيام قتالية محتملة على الحدود مع لبنان، مع الأخذ بعين الاعتبار كافة العبر من العمليات العسكرية السابقة مع التشديد على استنتاجات حملة (حارس الأسوار) كجزء من التحقيق وتبادل المعلومات مع فرقة غزة”.

ولم يدم الأمر طويلا حيث تحول التدريب على مواجهة حقيقة يخشى المراقبون أن تزيد من مـزق الدولة اللبنانية التي على وشك الانهيار، وأقصى ما تحتاج إليه اليوم تصعيدا مع إسرائيل سيضاعف من أزمتها.

ودخلت حماس على خط المواجهة ببيان باركت فيه العملية التي قادها حزب الله ودعت إلى دعمه. وبالمثل أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانا عبرت من خلالها عن دعمها الكامل لرد حزب الله.

تلقّف المتابعون البيانات الفلسطينية ليدعموا ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الهجوم كان "يهدف إلى إرسال رسالة" إلى فصيل فلسطيني في لبنان يعتقد أنه أطلق الضربات الصاروخية الأخيرة ضد إسرائيل من منطقة في لبنان يسيطر عليها بشكل آمن حزب الله.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن الصواريخ انطلقت من لبنان، ولكن لم يتضح ما إذا كانت الجهة التي أطلقت هذه الصواريخ حزب الله أو فصائل فلسطينية على طول الحدود.

تصعيد قد يقود لبنان على حافة الهاوية

ويقول الباحث في مركز السادات- بيغن للأبحاث الإستراتيجية، دورون ميتسا "لم يكن الصاروخان اللذان تم إطلاقهما مؤخرا من لبنان على الأراضي الإسرائيلية هو الأول من نوعه. وسبقهما حادث مماثل خلال حرب غزة في مايو 2021. ويبدو أن كلا الحادثين شمل عناصر فلسطينية تابعة لحماس تصرفت بموافقة ضمنية من الحاكم الحقيقي للبنان ، حزب الله".

ويضيف ميتسا إن لحماس مصلحة في تسخين الضفة الغربية وتوسيع الصراع العسكري ليشمل لبنان، لافتا إلى أن تفعيل الجبهة اللبنانية يمكن أن يزود حماس بأداة تكتيكية - عملياتية ضد إسرائيل تنقل المشهد المحتمل للاشتباكات من غزة إلى جنوب لبنان.

ويلفت خبراء عسكريون في معهد ستراتفور الأميركي للدراسات الأمنية والإستراتيجية إلى أن محاولة إسرائيل لردع إطلاق الصواريخ من لبنان تهدد بإثارة صراع أكبر مع حزب الله على حدودها الشمالية، بينما تلهم نشطاء غزة لاستئناف الهجمات على حدودها الجنوبية.

ويرى الخبراء أنه مع تشتت إسرائيل بسبب الأزمة الأمنية الجديدة على حدودها الشمالية، قد تنتهز حماس الفرصة للقيام بهجوم عسكري جديد، وإن على مستوى محدود، في محاولة لانتزاع تنازلات جديدة من الحكومة الإسرائيلية. لكنهم يحذرون من أنه مع قدرة إسرائيل على إدارة صراع متعدد الجبهات، فإن مثل هذه المناورة قد تشعل حربا دموية أخرى ستكون مكلفة لغزة ولبنان.

وبينما حذرت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)  من "وضع خطير جدا" جراء هذا التصعيد العسكري، قال رئيس الوزراء اللبناني السابق وزعيم تيار المستقبل سعـد الحريري إن لبنان ليس جزءا من الاشتباك الإيراني الإسرائيلي والدولة هي المسؤولة عن حماية المواطنين. وأضاف "استخدام جنوب لبنان منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة نحو المجهول".