برادر يلتقي في كابول جهاديين وسياسيين لتشكيل “حكومة شاملة”

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبدالغني برادر إلى كابول، السبت، قادما من ولاية قندهار، تمهيدا لبدء محادثات تشكيل حكومة جديدة.
فوضى عارمة في عمليات الإجلاء في أفغانستان

كابول– بعد ستة أيام على دخول طالبان إلى كابول، وصل الرجل الثاني في الحركة الملا عبدالغني برادر إلى العاصمة الأفغانية لتشكيل “حكومة شاملة” بينما ما زال عشرات آلاف الأفغان يسعون إلى الفرار من بلدهم عبر جسر جوي “صعب” اعترف الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لا يضمن “نتائجه”.

وكان الملا برادر عاد إلى أفغانستان السبت بعد يومين على إحكام طالبان سيطرتها على البلد، قادما من قطر حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة. وقال قيادي كبير في طالبان إن برادر “حضر إلى كابول للقاء قادة جهاديين وسياسيين من أجل تشكيل حكومة شاملة”.

وشوهد قادة آخرون من طالبان في العاصمة الأفغانية في الأيام الماضية بينهم خليل حقاني أحد أهم الإرهابيين المطلوبين في العالم من قبل الولايات المتحدة التي وعدت بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله.

ونشرت على وسائل للتواصل الاجتماعي مؤيدة لطالبان صورا للقاء بين حقاني وقلب الدين حكمتيار الذي يُعتبر أحد أشرس أمراء الحرب في البلاد لقصفه كابول خصوصا خلال الحرب الأهلية (1992-1996). كان حكمتيار الملقب بـ"جزار كابول" منافسا لطالبان قبل أن تتولى الأخيرة السلطة بين عامي 1996 و2001.

 وبرادر كان أول قيادي كبير في الحركة يعود علنا إلى أفغانستان منذ أن أطاح تحالف تقوده الولايات المتحدة طالبان من الحكم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

وبين الطرق المغلقة بالحشود واقتحام طائرات الشحن والأطفال الذين ألقى بهم آباؤهم فوق الأسلاك الشائكة، تعزز صور الفوضى في مطار كابول كل يوم الانطباع بأنه لم يجر الاستعداد لعملية الإجلاء.

واعترف بايدن في كلمة في البيت الأبيض كانت ثاني خطاب متلفز له خلال بضعة أيام “لا أستطيع أن أعد بما ستكون النتيجة النهائية” ولا أنه لن يكون هناك “خطر وقوع خسائر” بشرية، مؤكدا أن حلفاء واشنطن لا يشككون في “المصداقية” الأميركية في هذه العملية.

وأعلن أنه تم إجلاء 13 ألف شخص من قبل الجيش الأميركي منذ 14 أغسطس. واستقل آلاف آخرون طائرات خاصة قدمت من دول أوروبية وبريطانيا.

وتخطط الولايات المتحدة وحدها لترحيل ثلاثين ألف شخص.

ومعظم الذين تم إجلاؤهم رعايا أميركيون سمحت لهم طالبان بالدخول. لكن العديد من الأفغان وخصوصا الذين عملوا لحساب الولايات المتحدة ويحملون تأشيرات هجرة خاصة (اس آي في) لأنفسهم ولأقاربهم لا يستطيعون الوصول إلى المجمع الذي يتولى ضمان أمنه أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي.

واضطر الجيش الأميركي الجمعة لنشر ثلاث مروحيات لنقل 169 أميركيا لم يتمكنوا من الوصول إلى المطار من فندق في كابول.

ولا يزال هناك كثيرون عالقون بين نقاط التفتيش التابعة لطالبان والأسلاك الشائكة التي أقامها الجيش الأميركي بانتظار رحلة بيأس.

وبين الشهادات المؤثرة التي لا تعد ولا تحصى، يظهر في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي أفغان يدفعون طفلا يبكي فوق حشد من الناس في المطار ويعطونه إلى جندي أميركي. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه تمت معالجته وإعادته إلى والديه.

آلاف الأفغانيين يرابطون أمام مطار كابل سعيا لـ"رحلة الأمل"
آلاف الأفغانيين يرابطون أمام مطار كابل سعيا لـ"رحلة الأمل"

وفي مواجهة الانتقادات والخلافات التي تهز الولايات المتحدة منذ الانتصار الخاطف لطالبان، تولى الجيش الأميركي الإعلان عن أخباره الجمعة بنشر مختارات من الصور تظهر جنوده يعتنون بأطفال أفغان رضع وصغار في المطار. وشدد الناطق باسم البنتاغون جون كيربي على “تعاطف” الجنود.

وتم تعليق عمليات إجلاء المدنيين لساعات الجمعة بسبب امتلاء القواعد الأميركية في الخليج وخصوصا في قطر حيث يتواجد آلاف اللاجئين.

وحصلت الولايات المتحدة على ضوء أخضر من برلين لإرسال بعض الذين تم إجلاؤهم إلى ألمانيا حيث تملك واشنطن العديد من القواعد العسكرية بما في ذلك قاعدتها الكبيرة في رامشتاين ومستشفاها العسكري المهم.

وقال الاتحاد الدولي للصحافيين الجمعة إن “الذعر والخوف” يسودان بين الصحافيين الأفغان خصوصا بين النساء، مشيرا إلى أنه تلقى “مئات طلبات المساعدة” من متخصصين في مجال الإعلام في أفغانستان.

وحذرت المنظمة الدولية التي أنشأت صندوقا خاصا لمساعدة هؤلاء، من أن مراقبتها “للوضع على الأرض، والطلبات الكثيرة (للحصول على) دعم طارئ، تكشف عن حالة من الذعر والخوف داخل مجتمع الإعلام الأفغاني”.

وقال جيريمي دير نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحافيين في بيان “تلقينا المئات من طلبات المساعدة إما للإجلاء وإما لمساعدة مَن انتقلوا من مقاطعة أفغانية إلى أخرى هربا من التهديدات”، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الصحافيين الذين يحاولون الفرار من البلاد هم من النساء.

وأقدم عناصر من طالبان يبحثون عن صحافيّ يعمل لحساب “دويتشه فيله” ويقطن حاليا في ألمانيا، على قتل أحد أفراد عائلته بالرصاص الأربعاء في أفغانستان وإصابة فرد آخر بجروح بالغة، وفق ما ذكرت الوسيلة الإعلامية الألمانية على موقعها الإلكتروني.

من جهتها قالت لجنة حماية الصحافيين وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك، الأربعاء إن طالبان فتشت هذا الأسبوع منازل “أربعة صحافيين وعاملين” في قطاع الإعلام. وأشارت اللجنة إلى وقوع أعمال عنف ضد العديد من الصحافيين الذين كانوا يغطون تظاهرة في جلال اباد في ولاية ننغرهار (شرق).