اشتباكات مسلحة في الخرطوم واضطرابات في دارفور

السلطة الانتقالية في السودان تكابد لإرساء الاستقرار في مهمة تبدو صعبة بفعل تركة ثقيلة من المشاكل من ارث النظام السابق.
مقتل طالب وإصابة آخرين في احتجاجات بدارفور
مواجهات بين حركة مسلحة موقعة على اتفاق السلام وقوات الأمن السودانية

الخرطوم - يتقلب السودان بين اضطراب وآخر فما أن تهدأ موجة عنف واحتجاجات حتى تتفجر أخرى بينما تكابد السلطة الانتقالية لإرساء الاستقرار في مهمة تبدو صعبة بفعل تركة ثقيلة من المشاكل من ارث النظام السابق.

وفي أحدث تلك الاضطرابات، اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم الأربعاء اشتباكات بين قوات حكومية مشتركة وحركة مسلحة موقعة على اتفاق السلام، فيما شهدت ولاية دارفور احتجاجات طلابية قتل فيها طالب وأصيب فيها آخرون.

ونقلت وسائل إعلام محلية بينها صحيفة 'السوداني' (مستقلة) عن مصدر أمني قوله إن الاشتباكات اندلعت بضاحية سوبا جنوبي الخرطوم دون تسمية الحركة، مضيفا أن "الاشتباكات جرت بالذخيرة الحية بين قوات أمنية مسلحة من الشرطة والدعم السريع وقوات تتبع لحركة مسلحة".

وتابع "أسباب الاشتباكات تعود لاستقرار الحركة بالضاحية، حيث اختارت أحد المجمعات السكنية مقرا لها بعد توقيع اتفاق السلام، رافضة إخلاءه".

وذكر شهود عيان أن قوات الأمن انتشرت في الشوارع المؤدية إلى منطقة الاشتباكات لمنع المواطنين من الوصول إليها، فيما لم يصدر عن السلطات السودانية أي تعليق حول تلك الأحداث.

وبرعاية من جنوب السودان، وقعت الحكومة السودانية وحركات مسلحة منضوية ضمن تحالف 'الجبهة الثورية' في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، اتفاقا لإحلال السلام بالبلاد، وهو الاتفاق المعروف إعلاميا باتفاق جوبا.

وإحلال السلام في السودان هو أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة عبدالله حمدوك وهي أول حكومة منذ أن عزلت قيادة الجيش في 11 أبريل/نيسان 2019 الرئيس السوداني عمر البشير من منصبه (1989-2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.

وتأتي هذه التطورات بينما أعلنت السلطات السودانية الأربعاء، أن احتجاجات طلابية في مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور (غرب)، أسفرت عن قتيل و5 جرحى بين الطلاب، إضافة إلى إصابة عدد من أفراد الشرطة.

واندلعت أمس الثلاثاء احتجاجات من جانب طلاب جامعة زالنجي (حكومية) في مدينة الجنينة مركز الولاية، للمطالبة بتحسين مستوى السكن الجامعي.

وقالت الولاية في بيان، إن "المحصلة النهائية لأحداث مدينة زالنجي تلخصت في إصابة 5 طلاب وقتيل واحد بين الطلاب وتعرض عدد من أفراد الشرطة لإصابات"، مضيفة ايضا أنه تم "تدمير مقر أمانة حكومة الولاية بشكل شبه كامل وحرق 15 سيارة وتهشيم زجاج 17 سيارة وسرقة أجهزة ومعدات".

ودعت الولاية المواطنين إلى ضبط النفس، مشددة على قدرة الأجهزة الأمنية والعدلية على فرض الأمن والاستقرار بقوة القانون وتقديم الجناة إلى العدالة، في حين أدانت وزارة التعليم العالي في بيان استخدام العنف المفرط وإطلاق النار على الطلاب العزل، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، داعية إلى سرعة تقديم الجناة للعدالة، مؤكدة دعمها لتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات إطلاق النار على الطلاب.

وكانت السلطات الأمنية قد قررت أمس الثلاثاء فرض حظر تجوال ليلي في الولاية إلى أجل غير مسمى بسبب الاحتجاجات.

ويعد ضبط الأمن أحد أولويات السلطات السودانية خلال مرحلة انتقالية بدأت في 21 أغسطس/آب 2019 وتستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.

ويتقاسم السلطة خلال هذه المرحلة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.