حملة إغلاقات واسعة لشركات الصرافة في عدن
عدن - أعلن البنك المركزي اليمني رسميا مساء السبت وقف 54 شركة ومحال صرافة في مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد وسحب تراخيص مزاولة نشاطها لعدم التزامها بقانون تنظيم أعمال الصرافة وتعليمات البنك.
ويأتي وقف البنك المركزي اليمني هذا العدد الكبير من شركات صرافة في وقت واصلت قيمة العملة اليمنية هبوطها الحاد والقياسي لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار والعملات الأجنبية في مدينة عدن الساحلية، حيث اقترب سعر الدولار من حاجز 1400 ريال، وسط موجة غير مسبوقة من الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الغذائية في عدن ومحافظات الجنوب.
وأكد البنك المركزي ومقره الرئيسي عدن في بيان انه سيتم إحالة تلك الشركات الى جهات الاختصاص (القضائي والأمني) لاستكمال عملية تنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها بناء على قرار البنك المركزي.
وشدد البنك المركزي اليمني في بيانه على ضرورة الالتزام بكافة التعليمات المنظمة لأنشطة الصرافة الصادرة عنه وتجنب الأعمال والممارسات التي من شأنها المضاربة في سعر الصرف والإضرار بحالة الاستقرار في السوق.
ويقول متعاملون إن سرعة التطورات السياسية والعسكرية في اليمن أدت إلى انخفاض غير مسبوق لسعر صرف الريال بواقع حوالي 150 ريالا أمام الدولار خلال عشرة ايام فقط.
وقال متعاملون في عدن لوكالة رويترز للأنباء إن سعر الريال سجل انخفاضا غير مسبوق في سوق الصرف مساء السبت إلى 1350 ريالا للدولار للشراء و 1370 ريالا للبيع، مقارنة مع 1320 ريالا يوم الخميس ونحو 1210 ريالات للدولار قبل 10 أيام.
وقبل اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 كان متوسط سعر الدولار في السوق المحلية 215 ريالا.
وأدى التراجع في سعر الريال إلى احتجاجات في عدة مدن يمنية ومطالب شعبية متكررة للحكومة بالتدخل لوقف تدهور العملة وسط تحذيرات من اتساع رقعة الجوع والفقر.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من 7 سنوات أودت بحياة اكثر من مئتي ألف شخص وبات ثمانون بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على الدعم والمساعدات في أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، وفق الأمم المتحدة.
وفي آذار /مارس الماضي، حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن المجاعة قد تصبح "جزءا من واقع اليمن" في 2021، بعدما تعهد مؤتمر للمانحين توفير أقل من نصف الأموال اللازمة لمواصلة عمل برامج المساعدات.
وتقول الامم المتحدة إنّ المجاعة في اليمن تتعلق بالدخل إلى حد كبير، وليست بالضرورة حالة لا يتوافر فيها الطعام.