بروكسل تلوح بتعليق مساعدات للسودان وبعقوبات على قادة الانقلاب

الاتحاد الأوروبي يجدّد التأكيد على تمسكه بالعملية الانتقالية في السودان ويدعو كافة الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين إلى دعم عودة فورية إلى مسار الديمقراطية.
الاتحاد الأوروبي يدعو البرهان إلى العودة عن التدابير الانقلابية
بوريل يصف الانقلاب العسكري في السودان بأنه تقويض للديمقراطية

بروكسل - ندّد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بالانقلاب في السودان وهدّد بتعليق مساعدته المالية لهذا البلد في حال لم يعد العسكريون السلطة إلى الحكومة المدنية فورا.

وحذّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريح باسم الدول الـ27 الأعضاء في التكتل قائلا "هذه المحاولة لتقويض الانتقال نحو الديمقراطية في السودان، غير مقبولة. إذا لم يُعاد الوضع فورا إلى ما كان عليه، ستكون هناك تداعيات خطيرة لالتزام الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك دعمه المالي" للسودان.

وأفاد مصدر أوروبي أن التدبير يتعلق بالمبالغ التي لم تُدفع بعد. وقد تتبنى الدول الـ27 عقوبات موجّهة ضد منفذي الانقلاب، خصوصا قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي كشف أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي تم توقيفه الاثنين متواجد معه في منزله.

وأدان الاتحاد إعلان حال الطوارئ في السودان وطالب بـ"الإفراج الفوري" عن رئيس الوزراء والوزراء وقادة ائتلاف قوى الحرية والتغيير وممثلين عن المجتمع المدني الذين تمّ توقيفهم، فيما جاء ذلك قبل أن تعلن مصادر أنه تم اطلاق سراح حمدوك وزوجته واعادتهما لمنزلهما وسط اجراءات أمنية مشددة بعدما كانا محتجزين في منزل البرهان.

وأكدت الدول الأوروبية أن "بعد عقود من النظام الاستبدادي والدكتاتورية القمعية، يجب احترام الحق الشرعي للشعب السوداني في مستقبل أفضل يحترم دولة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية بما في ذلك انتخاب حكومة مدنية".

وحذّرت من أنه "ينبغي تجنّب بأي ثمن أعمال عنف جديدة وإراقة الدماء ويجب محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان".

وختم التصريح الذي نشره بوريل بالقول إن "الاتحاد الأوروبي يجدّد التأكيد على تمسكه في العملية الانتقالية في السودان ويدعو كافة الأطراف المعنية والشركاء الإقليميين إلى دعم العودة الفورية للبلاد إلى مسار الديمقراطية".

وتأتي التهديدات الأوروبية بعيد إعلان جيك سوليفان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي اليوم الثلاثاء أن إدارة الرئيس جو بايدن تنظر في جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة للتعامل مع الانقلاب العسكري في السودان، وإنها على اتصال وثيق مع دول الخليج بشأن الوضع.

وحل الجيش السوداني حكومة تقاسم السلطة وعزل رئيس الوزراء المدني أمس الاثنين. وردت وزارة الخارجية الأميركية بتعليق 700 مليون دولار من المساعدات المخصصة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان.

وإلى جانب حكومتي بريطانيا والنرويج، نددت الولايات المتحدة بالانقلاب العسكري. وقالت الدول وهي من المانحين الرئيسيين، إنها تشعر بقلق عميق إزاء الوضع ودعت قوات الأمن إلى إطلاق سراح من تم اعتقالهم بشكل غير قانوني.

وقال سوليفان في إفادة بالبيت الأبيض إن أفعال الجيش السوداني "غير مقبولة بالمرة" و"انتكاسة كبيرة ومقلقة" للسودان.

وأضاف أن واشنطن على اتصال وثيق مع زعماء المنطقة، بما في ذلك منطقة الخليج، "لضمان أن ننسق عن كثب ونبعث برسالة واضحة إلى الجيش في السودان بأن عليه ... الكف عن أي عنف ضد المدنيين الأبرياء والعودة إلى مسار ديمقراطي".

وقال "سننظر في جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة لدينا، بالتنسيق والتشاور مع الأطراف الإقليمية والدول الرئيسية الأخرى، من أجل محاولة دفع العملية السياسية السودانية بأكملها للعودة للسير في اتجاه إيجابي".