ميليشيات إيران تُحرّض على الكاظمي وتدين محاولة اغتياله!

دول عربية وغربية وهيئات دينية تندد بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي معتبرة في بيانات تضامن مع الكاظمي، أن الهدف من الهجوم الإرهابي تقويض سيادة العراق، داعية الجميع إلى ضبط النفس.
إيران وميليشياتها العراقية تعتبران محاولة اغتيال الكاظمي مؤامرة خارجية
دول مجلس التعاون الخليجي تندد بمحاولة اغتيال الكاظمي
دعوات لملاحقة الجناة بينما لم تتبن أي جهة محاولة اغتيال الكاظمي

بغداد/واشنطن (عواصم) - نددت إيران وميليشيات شيعية تنضوي في إطار ما يسمى بـ"المقاومة العراقية" الموالية لطهران، الأحد، بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، معتبرة أن هدف المحاولة هو فرض نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت الشهر الماضي.

ويعتقد أن هذا التنديد محاولة لإبعاد الشبهة عنها وهي التي وصفت الكاظمي مرارا بـ"العميل" للولايات المتحدة وحملته المسؤولية عما ما قالت إنها عمليات تزوير للانتخابات.

والمفارقة أن قادة تلك الميليشيات كانوا وراء عملية الشحن والتحريض والتهديد باستخدام السلاح إن لزم الأمر رفضا لنتائج الانتخابات. وتمتلك الفصائل الموالية لطهران ترسانة أسلحة ضخمة وطائرات مسيرة يعتقد أنها إيرانية الصنع.  

وتضم "المقاومة العراقية" فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بإيران ومناهضة للوجود الأميركي في العراق بينها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء.

وترفض هذه الفصائل النتائج الأولية للانتخابات بعد خسارة مظلتها السياسية تحالف "الفتح" الكثير من مقاعدها.

وقالت الفصائل في بيانها "نُدينُ عملية استهداف منزل رئيس مجلس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ونعده استهدافا للدولة العراقية كون هذا الموقع حصرا من أهم مؤسسات الدولة ونعتبره المنجز الأهم الذي حصلت عليه الأغلبية (الشيعية) بعد سقوط الدكتاتورية".

وأضافت أن "من قام بهذا العمل يحاولُ خلط الأوراق"، مشددة على مطالبتها بقوة "بإجراء تحقيق عادل" في فض اعتصام المحتجين على نتائج الانتخابات ببغداد يوم الجمعة الماضي.

واعتبرت أن "صناعة حادثة كهذه لنْ تمنعنا من إصرارنا على معاقبة الجناة ولاسيما المتورطين الكبار في إراقة دماء الأبرياء من المتظاهرين السلميين".

والجمعة شهدت بغداد مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين ضد النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية المبكرة، أسفرت عن إصابة 125 شخصا بينهم 27 من أفراد الأمن، وفق وزارة الصحة العراقية، فيما أكد مصدر طبي مستقل مقتل متظاهر.

كما دعت إلى "تشكيل لجنة فنية مختصة بمشاركة المختصين من الحشد الشعبي للتحقيق بهذا الحادث وإعلان النتائج"، مشيرة إلى أن "إتباع الطرق السلمية والقانونية المكفولة دستوريا في استرداد الحقوق المنهوبة هو سبيلُنا الذي نراهُ يتلاءمُ وحرصنا في الحفاظ على استقرار العراق وأمنه".

من هو الكاظمي الذي نجا من محاولة اغتيال؟
من هو الكاظمي الذي نجا من محاولة اغتيال؟

وحذرت الفصائل من "وجود مسلسل يحتوي المزيد من هذه الأفعال التي هدفها إرباك الشارع العراقي وتمشية نتائج الانتخابات المزورة للانتقال بالعراق إلى مراحل خطيرة في مستقبله السياسي والاقتصادي والأمني".

وفي تناغم مواقف قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني عبر تويتر "محاولة الاغتيال هي فتنة جديدة يجب التحري عنها في مراكز الفكر الأجنبية والتي لم تجلب منذ سنوات، من خلال خلق ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال البلاد، سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار للشعب العراقي المظلوم".

واستنكرت إيران الأحد الهجوم الذي استهدف رئيس الوزراء العراقي في بغداد ودعت إلى "اليقظة لإحباط المؤامرات الأمنية" في البلد المجاور.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) "ندين استهداف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ونؤكد موقفنا الثابت بدعم الأمن والاستقرار في العراق".

وأضاف "أدعو الجميع إلى التحلي باليقظة لمواجهة المؤامرات الرامية لاستهداف أمن العراق وتنميته"، مشيرا إلى أن "عملية الاغتيال تصب في مصلحة المعتدين على استقرار العراق وأمنه واستقلاله لتحقيق مطامعهم الإقليمية".

وتابع "مثل هذه الأحداث تصب في صالح من انتهك سيادة العراق واستقلاله على مدى 18 عاما وأيضا في صالح من سعى لتأسيس الجماعات الإرهابية وزرع الفتنة لتحقيق أهدافه الإقليمية المشؤومة" في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

ويأتي بيانا الميليشيات الشيعية العراقية المنضوية في معظمها تحت الحشد الشعبي وإيران، تتالت اليوم الأحد ردود فعل عربية ودولية منددة بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في هجوم بطائرات مسيّرة، فيما أجمعت مختلف المواقف على أنه اعتداء إرهابي استهدف تقويض سيادة العراق.  

ونجا الكاظمي فجر الأحد من محاولة اغتيال بثلاث طائرات مسيرة محملة بمتفجرات، نجحت القوات الأمنية في إسقاط طائرتين بينما سقطت الثالثة فوق مقر إقامة رئيس الوزراء مخلفة أضرارا مادية.

وأكد الكاظمي في كلمة متلفزة عقب نجاته من محاولة الاغتيال، أن المسيرات والصواريخ "الجبانة" لا تبني أوطانا.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر فيسبوك "تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الاغتيال الآثمة وأدعو كافة الأطراف والقوي السياسية بالعراق إلى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ على استقرار الدولة".

وفي الدوحة، أعربت خارجية قطر في بيان عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة اغتيال الكاظمي والتي تعد "عملا إرهابيا" يستهدف الدولة العراقية، داعية إلى ملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم للعدالة.

ونددت الكويت كذلك بمحاولة الاغتيال وقالت الخارجية الكويتية في بيان "المحاولة لم تستهدف الكاظمي فقط، وإنما ما تحقق للعراق وشعبه من وحدة وإنجازات على الصعد كافة"، داعية العراقيين إلى "تفويت الفرصة" على من أراد بوطنهم ووحدتهم السوء.

وفي الرياض أدانت وزارة الخارجية السعودية بشدة في بيان ما وصفته بـ"العمل الإرهابي الجبان"، مؤكدة "وقوفها صفا واحدا إلى جانب العراق الشقيق حكومة وشعبا في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثا منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره".

إيران وميليشياتها الشيعية في العراق، يعتبران في مواقف متناغمة أن محاولة اغتيال الكاظمي تقف وراءها جهات أجنبية في تصور يشير إلى محاولة إبعاد الشبهات عنهما

وأعلنت الإمارات من جهتها تضامنها مع الكاظمي، مؤكدة في بيان حرصها على "استتباب الأمن والاستقرار بالعراق ووقوفها إلى جانب الشعب العراقي الشقيق في مواجهة الإرهاب"، معربة عن إدانتها لمحاولة الاغتيال.

ووصفت البحرين محاولة اغتيال الكاظمي بـ"العمل الإرهابي الآثم" الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة في العراق، مؤكدة في بيان "وقوفها مع العراق حكومة وشعبا في حربه ضد الإرهاب".

كما أعرب أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف عن الرفض القاطع لمثل هذه الاعتداءات الإجرامية، مشددا في بيان على "التضامن مع العراق والشعب العراقي للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه"، مضيفا أن "أمن العراق من أمن دول المجلس".

وأدان الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، محاولة اغتيال الكاظمي، وفق بيانين للرئاسة والحكومة اللبنانية.

كما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس محاولة الاغتيال، معربا عن تضامنه مع العراق وشعبه، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فيما أدان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تغريدة عبر حسابه بتويتر، بأشد العبارات محاولة اغتيال الكاظمي التي اعتبرها "جريمة إرهابية نكراء وعدوانا جبانا ضد العراق واستقراره".

وأجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا مع الكاظمي، أدان فيه الجريمة، مجددا وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع العراق في دعم أمنه واستقراره وجهود الحكومة العراقية في مواصلة الحرب على الإرهاب، وفق بيان للديوان الملكي.

وفي اليمن، قالت وزارة الخارجية في بيان، إن "هذا الاعتداء الإجرامي عمل غير مقبول، وتلك الأعمال الإرهابية لن تُثني العراق الشقيق عن استكمال مسيرة الإنجازات الوطنية".

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة (تضم 57 دولة، مقرها جدة) في بيان "محاولة الاغتيال الدنيئة". وقال أمينها العام يوسف العثيمين، إن "هذا الهجوم عمل إرهابي يستهدف وحدة العراق وأمنه واستقراره"، داعيا كافة الفاعلين السياسيين العراقيين إلى التهدئة واعتماد الحوار لتجاوز الصعاب.

بدوره أدان  الأزهر الشريف بشدة محاولة الاغتيال التي وصفها بـ"الآثمة" التي تعرض لها مصطفى الكاظمي، مؤكدا تضامنه الكامل مع العراق ووقوفه معه ضد كل ما يهدد أمنه واستقراره.

وطالب في بيان نشره موقعه الالكتروني "جموع العراقيين بالوحدة والتكاتف وإعلاء مصلحة العراق والوقوف في وجه أعدائه وتفويت الفرصة على أصحاب النيَّات الخبيثة ممن لا يريدون الخير لهذا البلد العربي الكبير"، داعيا "المولى عز وجل أن يحفظ العراق من كل مكروه وسوء، وينعم عليه بالأمن والاستقرار والرخاء".

وأدانت تركيا كذلك "الهجوم الإرهابي" الذي استهداف الكاظمي، مضيفة في بيان "نأمل أن يتم التعرف على مرتكبي هذا الهجوم الجبان الذي يهدف بوضوح إلى الإضرار بسيادة العراق واستقراره، في أسرع وقت ممكن وتقديمهم إلى العدالة".

وأكد البيان أن أنقرة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقي ودولته وحربها ضد الإرهاب بغض النظر عن مصدره.

وفي واشنطن، أدانت وزارة الخارجية الأميركية بشدة، محاولة الاغتيال كما عرضت المساعدة في التحقيقات بالهجوم، قائلة "نحن على اتصال وثيق بقوات الأمن العراقية المكلفة بالحفاظ على سيادة العراق واستقلاله وقد عرضنا مساعدتنا في التحقيق في هذا الهجوم".

وأدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) "بأشد العبارات" محاولة اغتيال الكاظمي، مضيفة في بيان "يجب ألَّا يسمح للإرهاب والعنف والأعمال غير الشرعية بتقويض استقرار العراق وعرقلة عمليته الديمقراطية".

وندد الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع الكاظمي، الهجوم، مشددا على دعم فرنسا لأمن واستقرار العراق، فيما قالت أيضا وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس اليوم الأحد إن بلادها تدين الهجوم وتساند دعوة رئيس الوزراء العراقي إلى الهدوء وضبط النفس.