'أوروبا في خطر' تستعجل عقيدة عسكرية جديدة للاتحاد الأوروبي

لدى الدول الأوروبية جنود مدربون تدريبا عاليا وقوات إلكترونية وبحرية وجوية، لكن لم يحدث ازدواج للموارد عبر 27 جيشا ومهام الاتحاد الأوروبي للتدريب والمساعدة تبقى متواضعة في الحجم.
الخلاف بين ضفتي حلف الأطلسي حفّز فكرة القوة الأوروبية المشتركة
الاتحاد الأوروبي نفى مرارا أن تكون القوة الأوروبية رديفا للناتو
'أميركا أولا' كانت الشرارة التي أوقدت مخاوف الأوروبيين

بروكسل - من المقرر أن يحذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاتحاد اليوم الأربعاء بخصوص ضرورة الموافقة على عقيدة طموحة كأساس للعمل العسكري المشترك في الخارج، تشمل قوة حل أزمات يمكن نشرها، وفق مسودة ستعرض على المفوضين الأوروبيين.

وبرزت فكرة القوة الأوروبية المشتركة أو قوة التدخل السريع التي يدفع قادة أوروبيون لتشكيلها يتقدمهم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، في السنوات الأخيرة حين أحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب شروخا عميقة بين ضفتي حلف الأطلسي وتعززت في عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن مع قرار الانسحاب الفوضي من أفغانستان الذي سهل استيلاء حركة طالبان سريعا وعودتها للحكم بقوة السلاح بعد 20 عاما من الإطاحة بحكمها.

وسيقدم بوريل لزملائه المفوضين الأوروبيين المسودة الأولى لهذه "البوصلة الإستراتيجية" التي تعتبر أقرب شيء يمكن أن يمتلكه الاتحاد الأوروبي لعقيدة عسكرية، كما أنها تشبه "المفهوم الاستراتيجي" لحلف شمال الأطلسي الذي يحدد أهداف الحلف.

ووفقا لمسودة تمهيدية، سيقول مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي "أوروبا في خطر". وسيشدد على أن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة يبقى مسؤولا بشكل أساسي عن الدفاع المشترك عن أوروبا.

ورغم أن لدى الدول الأوروبية جنودا مدربين تدريبا عاليا وقوات إلكترونية وبحرية وجوية، فإنه يحدث ازدواج للموارد عبر 27 جيشا، ومهام الاتحاد الأوروبي للتدريب والمساعدة متواضعة في الحجم.

كما ينقص الدول الأعضاء القدرات اللوجستية والقيادية والسيطرة التي تملكها الولايات المتحدة، كما لا يمكنها مجاراتها في جمع المعلومات الاستخباراتية.

ويعتبر تقييم التهديد المنفصل سريا، لكن دبلوماسيين يشيرون إلى الدول المفككة على حدود أوروبا كمناطق يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إرسال قوات حفظ سلام لها أو إجلاء مواطنين.

وسيبحث وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي القضية يوم الاثنين بهدف الاتفاق على وثيقة سياسية نهائية في مارس/آذار.

وبمباركة الرئيس الأميركي جو بايدن في إعلان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي، يرى الاتحاد الأوروبي أنه يمكن أن يكون حليفا أكثر فائدة للولايات المتحدة إذا طور قدرات عسكرية قائمة بذاتها.

ومع أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حرم الاتحاد من قوة عسكرية، فإنه أعطى باريس فرصة لدفع طموحاتها للقيام بدور أكبر في الدفاع بالاتحاد الأوروبي مع برلين.

ويقول دبلوماسيون إن علامات التحذير كثيرة، بما فيها سياسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "أميركا أولا" التي قوضت أولويات الاتحاد الأوروبي.

ولم ينشر التكتل الأوروبي بعد مجموعات قتالية بحجم كتيبة في أزمة، على الرغم من التقدم الذي تحقق في إنشاء صندوق دفاع مشترك لتطوير الأسلحة معا منذ أواخر عام 2017.

ومن المقرر أن يقول بوريل إن البوصلة الإستراتيجية ليست مجرد وثيقة أخرى للاتحاد الأوروبي، في إشارة للإخفاقات السابقة في الدفاع.

وقال بوريل في تقديم المسودة "الاختلاف هذه المرة يكمن في السرعة التي يتغير بها السياق الجغرافي السياسي. الأمر الذي يجعل اتخاذ إجراء أكثر إلحاحا. كل التهديدات التي نواجهها تتزايد وقدرة الدول الأعضاء على التصدي لها غير كافية وتتراجع".