
إيران تتباهى بمسيّرات استخدمها وكلاؤها في اعتداءات إرهابية
طهران - تتباهى إيران بمسيّراتها في خضم توترات متناثرة مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج، مؤكدة في الوقت ذاتها أن برامجها للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية لأغراض دفاعية بينما أثبتت عدة هجمات أنها لأغراض إرهابية على غرار تلك التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين أو الهجوم الإرهابي الأخير على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في أحدث محاولة اغتيال بطائرات مسيرة يرجح أن تكون طهران قد زودت بها ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لها.
واعتبر قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده الخميس أن الطائرات المسيّرة الإيرانية التي تثير قلق دول أبرزها الولايات المتحدة، باتت "شوكة في عين" أعداء الجمهورية الإسلامية.
وقال حاجي زاده "اليوم، يقول أعداؤنا إن علينا التفاوض بشأن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أصبحت شوكة في أعينهم"، وفق ما نقل عنه الموقع الالكتروني الرسمي للحرس "سباه نيوز".
وأضاف أن سعي دول غربية للحد من هذه القدرات "يظهر قوتنا"، مشددا على أنه "لسنا في حاجة للحديث عن قدراتنا لأن العدو يتحدث بما يكفي عن القدرات الصاروخية والدفاعية لإيران".
وأتت تصريحات حاجي زاده على هامش إحياء ذكرى مقتل العميد حسن طهراني مقدّم في انفجار بمعسكر للحرس قرب طهران في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وينسب إلى طهراني مقدم الذي قضى معه عدد من أفراد الحرس لثوري، الدور الأبرز في تطوير الصواريخ الإيرانية.
وفي حين تؤكد طهران أن برامجها العسكرية هي ذات أهداف دفاعية، يثير البرنامج الصاروخي قلق عدة دول في مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدوتان اللدودتان للجمهورية الإسلامية.

وتتهم واشنطن وتل أبيب طهران بالسعي إلى زيادة مدى صواريخها وزعزعة استقرار الشرق الأوسط، كما اتهمتاها باستخدام طائرات مسيّرة لاستهداف القوات الأميركية في المنطقة والملاحة الدولية في مياه الخليج.
كما تعرضت منشآت بترولية تابعة لشركة أرامكو السعودية لهجمات بسرب من الطائرات المسيرة الإيرانية كان أخطرها تلك التي استهدفت منشأتي بقيق وهجرة خُرَيص في سبتمبر/أيلول 2019. وأحدهما يُعدُّ أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. وكانت الطائرات المجنحة الإيرانية والصواريخ الجوالة قد انطلقت باتجاه المنشأتين الواقعين في بقيق وهجرة خريص في المنطقة الشرقية بالمملكة.
وباتت المسيرات الإيرانية مثيرة للقلق على نطاق واسع حيث زودت طهران وكلاءها في المنطقة بالمسيرات ودربتهم على استخدامها.
وإلى جانب الحوثيين، يمتلك حزب الله اللبناني مسيرات إيرانية الصنع. كما سلطت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قبل أيام بثلاث طائرات مسيرة مفخخة دمرت قوات الأمن العراقية اثنان منها، الضوء على امتلاك الميليشيات العراقية الموالية لإيران مسيرات إيرانية.
وبعيدا عن الدعاية الإيرانية التي تتحدث فيها طهران عن الأغراض الدفاعية لصواريخها الباليستية ولطائراتها المسيرة، أكدت حوادث متفرقة أنها أقرب للاستخدامات الإرهابية.
وتقف الهجمات التي ينفذها الحوثيون بالمسيرات الإيرانية على أهداف مدنية واقتصادية في السعودية وكذلك محاولة اغتيال الكاظمي في العراق ، شاهدة على الاستخدام الإرهابي لتلك المسيرات.

وكانت واشنطن قد أعلنت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فرض عقوبات على برنامج إيران للطائرات المسيّرة، مشيرة إلى أن الحرس الثوري زوّد مجموعات مقرّبة منه في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، بطائرات من هذا النوع.
وتطرق حاجي زاده إلى "التهديدات" الإسرائيلية لإيران، خصوصا على خلفية برنامجها النووي الذي ترى تل أبيب أنه يهدف إلى تطوير سلاح ذرّي وهو ما نفته طهران دائما.
وقال القائد العسكري "النظام الوحيد الذي يتحدث عن البقاء والوجود هو النظام الصهيوني. لذا، نظام يتحدث عن وجوده محكوم عليه بالتدمير ولا يمكن أن يتحدث عن تدمير دول أخرى".
ورأى أن التصريحات الإسرائيلية هي "تهديدات موجّهة بالدرجة الأولى إلى الاستهلاك الداخلي وهم يعرفون أنهم يمكنهم أن يبدؤوا بالاعتداء، لكن النهاية ستكون بيدنا وهذه النهاية هي تدمير النظام الصهيوني"، محذرا من أنه "في حال قدموا لنا الذريعة سيكونون بالتأكيد يسرّعون من تاريخ تدميرهم".
وحذّرت إيران إسرائيل الشهر الماضي من أي "مغامرة" ضد برنامجها النووي، في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية أنها تحتفظ بحق استخدام القوة ضد طهران.
وكانت إسرائيل من المعارضين لإبرام الاتفاق النووي عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى. ومن المقرر أن تستأنف أطراف الاتفاق في 29 نوفمبر/تشرين الثاني المفاوضات النووية غير المباشرة في فيينا والرامية لاعادة إحيائه بعد الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب منه في العام 2018.