استياء دولي من إحكام البرهان قبضته على الحكم
القاهرة - عبرت الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى عن قلق عميق اليوم الجمعة من تعيين القائد العسكري الذي قاد انقلابا الشهر الماضي لمجلس سيادة جديد في السودان وقالت إن الخطوة تعقد جهود إعادة عملية الانتقال الديمقراطي لمسارها.
وأدى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليمين أمس الخميس رئيسا لمجلس السيادة الجديد الذي يحل محل مجلس تقاسم فيه المدنيون والعسكريون السلطة وحله البرهان الشهر الماضي في انقلاب قوض انتقال السودان إلى الحكم المدني.
وقال تلفزيون السودان اليوم الجمعة إن محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع أدى اليمين نائبا لرئيس مجلس السيادة أمام رئيس المجلس عبدالفتاح البرهان ورئيس القضاء.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي وسويسرا في بيان إن الخطوة التي اتخذها الجيش تقوض التزامه باحترام ترتيبات الانتقال التي تقتضي ترشيح قوى الحرية والتغيير، وهي التحالف السياسي الذي تقاسم السلطة مع الجيش منذ 2019، لأعضاء مدنيين في مجلس السيادة.
وأضاف البيان أن ذلك "يعقد جهود إعادة عملية الانتقال الديمقراطي في السودان لمسارها" ووصف الخطوة بأنها "انتهاك" لاتفاق انتقال السلطة. وقالت الدول في البيان "نحث بشدة على عدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية إضافية".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر الليلة الماضية إن الأحداث في السودان مقلقة للغاية، مضيفا "نطالب بالإفراج فورا عن جميع من يجسدون روح وأمل الثورة السودانية التي يجب ألا تتعرض للخيانة".
ويمثل مجلس السيادة المؤلف من 14 عضوا مناطق السودان، لكنه لا يضم أي عضو من تحالف قوى الحرية والتغيير السياسي الذي كان يتقاسم السلطة مع الجيش منذ 2019 مما يعني فعليا حل الشراكة الانتقالية. ويبقى عضو واحد في المجلس لم يتم اختياره بعد.
ولا يزال عبدالله حمدوك رئيس الوزراء الذي أطاح به الجيش يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول قيد الإقامة الجبرية في منزله. ويركز جزء من جهود الوساطة على إعادته لتولي رئاسة حكومة تكنوقراط.
ويطالب حمدوك من جانبه بإطلاق سراح المسؤولين المدنيين والعودة إلى الفترة الانتقالية التي بدأت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.
وجمد المانحون الغربيون ومنهم الولايات المتحدة، الذين دعموا الانتقال في السودان المساعدات ردا على سيطرة الجيش على الحكم.
وفي وقت سابق، قال فولكر بيرتس مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان إن "التعيين الأحادي الجانب لمجلس سيادة جديد يزيد من صعوبة العودة إلى النظام الدستوري".
ويشارك بيرتس في جهود وساطة تهدف لتأمين إطلاق سراح محتجزين والتوصل إلى أسلوب تفاوضي للخروج من الأزمة عبر العودة إلى تقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين، لكن هذه الجهود تعثرت وسط مؤشرات على أن الجيش يتجه صوب تعزيز قبضته على الحكم.
ودعا معارضو الانقلاب العسكري إلى احتجاجات كبيرة غدا السبت. وقتلت قوات الأمن بالرصاص ثلاثة أشخاص خلال أحدث احتجاجات على سيطرة الجيش على السلطة في 31 أكتوبر/تشرين الأول. وقُتل 15 محتجا منذ الانقلاب.
وتحسبا لاحتجاجات السبت، ذكر التلفزيون السوداني اليوم الجمعة أن مرور الخرطوم سيغلق جميع جسور الولاية عدا ثلاثة عند منتصف الليل قبل مظاهرات مقررة.