إيران تطالب بإدانة أممية لمقتل سليماني
طهران/بغداد - طالبت إيران بإدانة أممية صريحة ورسمية لتصفية الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني فجر الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 في بغداد في عملية تمت بطائرة مسيرة واستهدفت موكب سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي (ميليشيات عراقية موالية لطهران) أبومهدي المهندس.
وكتبت إيران رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعوه إلى إصدار قرار يدين اغتيال سليماني، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية اليوم الأحد.
وكتب مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية محمد دهقان في الرسالة "على الأمم المتحدة أن تستنفد كل إمكانياتها بما يتضمن ما يشكل قرارا لإدانة هذا العمل الإرهابي وتجنب مثل هذه الجرائم في المستقبل".
كما قتلت الضربة الأميركية أبومهدي المهندس. وذكرت طهران أن سليمانى كان في مهمة دبلوماسية في العراق في ذلك الوقت.
وقال دهقان إن الهجوم قوض الامتثال للقوانين الدولية والسلام في المنطقة، مضيفا أنه ينبغي على الأمم المتحدة أن تدين فورا هذا الحادث غير الإنساني بأشد العبارات الممكنة.
ويأتي المطلب الإيراني عشية الذكرى الثانية لاغتيال سليماني والمهندس وفي خضم مفاوضات نووية غير مباشرة بين واشنطن وطهران وأيضا بعد أسابيع قليلة من قرار سحب القوات الأميركية وقوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وقصر مهام قوة صغيرة على التدريب.
ومنذ مقتل الجنرال سليماني، تدعو إيران وخاصة الحرس الثوري، إلى الانتقام. كما أدانت طهران صمت المجتمع الدولي تجاه الهجوم.
وكان سليماني قائدا لفيلق القدس الذي يعد وحدة للحرس الثوري الإيراني في الخارج. وقد لعب دورا مهما بشكل خاص في الحرب السورية وساعد في إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد بمنصبه هناك. ويعتبر المشرف والقائد الفعلي للميليشيات الإيرانية في المنطقة ومهندس عمليات إيران الخارجية.
ويُنظر إلى سليماني في غيران على أنه بطل قومي، لكن الولايات المتحدة تراه إرهابيا والوجه العسكري للتدخل الإيراني في المنطقة.
وفي العراق أقام مناصرون للحشد الشعبي وقفة مساء الأحد في مطار بغداد وأضاؤوا الشموع في الذكرى الثانية لاغتيال سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، بضربة أميركية قرب المطار. ووضع في الموقع الهيكل المحترق للسيارة التي كانت تقلّ الرجلين.
وتجمّع مناصرون للحشد وهو تحالف فصائل موالية لإيران باتت منضوية في الدولة، الأحد في الموقع نفسه بينهم رجال ونساء وأطفال وأضاؤوا الشموع حول هيكل السيارة.
وحمل المئات صورا للمهندس وسليماني وأعلام الحشد، فيما رددوا أناشيد دينية للمناسبة. وحضرت أيضا ابنتا سليماني والمهندس.
وتأتي الوقفة بعدما أحيا آلاف من مناصري الحشد الشعبي خلال تظاهرة في وسط بغداد السبت، الذكرى الثانية للاغتيال، كرر قياديون في الحشد خلالها مطالبتهم بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وردت طهران بعد أيام من اغتيال سليماني بقصف صاروخي على قاعدة عين الأسد في غرب العراق حيث ينتشر جنود أميركيون.
وشهد عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصاعدا في التوتر بين العدوين اللدودين: الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية. وبلغ البلدان مرتين شفير مواجهة عسكرية مباشرة، أولاهما في يونيو/حزيران 2019 بعد إسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار قالت إنها اخترقت مجالها الجوي، وثانيهما بعد اغتيال سليماني.
وتوالت مذاك مطالبات إيران والفصائل الشيعية الموالية لها في العراق بالانسحاب الكامل للقوات الأجنبية المنتشرة في البلاد في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
كما تكثفت الهجمات ضدّ المصالح الأميركية في العراق بصواريخ أو طائرات مسيرة أحيانا، استهدفت محيط السفارة الأميركية في العراق، أو قواعد عسكرية عراقية تضمّ قوات من التحالف الدولي، مثل عين الأسد أو مطار أربيل.
وتراجعت وتيرة هذه الهجمات في الفترة الأخيرة. وغالبا ما لا تسفر عن ضحايا أو أضرار تذكر، ولا تتبناها أي جهة، لكن واشنطن تنسبها إلى الفصائل الموالية لإيران.
وأعلن العراق رسميا أن وجود قوات "قتالية" في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021 وأن المهمة الجديدة للتحالف استشارية وتدريبية فقط، تطبيقا لاتفاق أعلن للمرة الأولى في يوليو/تموز في واشنطن على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.