من أين أتى عباس بالتفاؤل الكبير بقرب ولادة الدولة الفلسطينية
لندن – أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء تفاؤلا لافتا بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، في حين تغيب اي مقدمات أو مؤشرات إلى قرب استئناف المفاوضات المجمدة مع اسرائيل منذ ثماني سنوات.
وقال عباس في خطاب موجه إلى المجلس الثوري التابع لحركة فتح المنعقد في رام الله مساء الثلاثاء "بالرغم من صعوبة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني لم أكن متفائلًا أكثر من اليوم بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس"، معتبرا أن "صمود الفلسطينيين هو إنهاء للاحتلال".
ولم يُعرف من اين اتى عباس بكل هذا التفاؤل، في ظل حكومة نفتالي بينيت التي يقودها اليمين المتطرف وترفض حل الدولتين وتشجع على الاستيطان بينما لا تضع استئناف عملية السلام على سلم اولوياتها.
وعلى الصعيد الدولي، لا تظهر اي تحركات للسير نحو اعادة التفاوض بين الفلسطينيين واسرائيل، خصوصا من جانب الولايات المتحدة التي تشرف على عملية السلام.
ولا ينسجم تفاؤل عباس ايضا مع الداخل الفلسطيني الذي يعاني الانقسام منذ سيطرة حركة حماس على غزة في 2007.
لكن الرئيس الفلسطيني الذي يتزعم حركة فتح قال ان المرحلة المقبلة من عملية السلام ستكون "دقيقة جراء الممارسات الإسرائيلية والتخاذل الدولي".
واضاف عباس "منذ بدء الثورة تعرضنا لمؤامرات كثيرة بسبب مواقفنا وصمودنا على الثوابت والمواقف الوطنية وحفاظنا على وحدة الحركة والقرار الوطني الفلسطيني المستقل".
وقال ايضا دون ان يشير الى دولة او جهة "لا نقبل لأحد أن يتدخل في شؤوننا كما لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في شؤون أحد ونثق بقدرتنا على الصمود وتحقيق الأهداف وسنحافظ على عهد الشهداء والجرحى والأسرى".
وبعد ان تعرضت عملية السلام لانتكاسات خلال ادارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، أعلن خلفه جو بايدن منذ توليه الحكم اوائل العام الماضي عن احياء العلاقات مع الفلسطينيين ودعم حل الدولتين.
لكن لم تظهر حتى الان اي مبادرة او تحرك دبلوماسي اميركي او دولي لاعادة عملية السلام الى مسارها ودفع اسرائيل الى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.
ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967، أساسا لحل الدولتين.
ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. واحتلت إسرائيل هذه الأراضي في حرب عام 1967 وضمت القدس الشرقية في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. وتعتبر المدينة بشطريها "عاصمتها الأبدية".