حميدتي يزور أثيوبيا في خضم احتجاجات عارمة يشهدها السودان
الخرطوم - التقى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو السبت في أديس أبابا وزير الدفاع الإثيوبي أبراهام بلاي، في أول زيارة لمسؤول كبير من الخرطوم إلى الدولة المجاورة بعد عام من التوتر في منطقة حدودية متنازع عليها، وفق ما أعلنت شبكة "فانا" الإعلامية الإثيوبية ووكالة الأنباء السودانية.
وأوردت وكالة السودان للأنباء "سونا" أن الفريق أول دقلو سيبحث "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة".
وأعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن دقلو "وصل إلى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا صباح اليوم" في زيارة رسمية تستغرق يومين، و"كان في استقباله بمطار بولي الدولي وزير الدفاع الإثيوبي أبراهام بلاي، ومدير المخابرات وعدد من المسؤولين في الحكومة الاثيوبية، الى جانب طاقم السفارة السودانية بأديس ابابا، في مقدمتهم السفير جمال الشيخ".
وبعيد وصول نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى أديس أبابا أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد تغريدة رحب فيها بدقلو، معربا عن تقديره "للأواصر التاريخية العميقة التي تربط بين شعبينا الشقيقين والتي لا يجوز فصلها مهما كانت الظروف".
وتابع أبيي "سوف نسعى ببذل قصارى جهدنا للحفاظ عليها ولتعزيزها بما فيه الخير لبلدينا ولأبناء شعبينا".
وكانت الخرطوم أعلنت قبل أقل من شهرين أنها فقدت ستة جنود في منطقة الفشقة الحدودية الخصبة المتنازع عليها، متهمة "الجيش وميليشيات إثيوبية". لكن أديس أبابا نسبت ذلك إلى متمردي تيغراي التي تقاتلهم منذ أكثر من عام في نزاع دفع عشرات الآلاف من الإثيوبيين إلى اللجوء إلى السودان.
وقد يُدرج هذا النزوح وأعمال العنف وقضية الحدود وقضية المياه على جدول أعمال هذه "الزيارة الرسمية التي تستغرق يومين" حسب وكالة سونا التي أوضحت أن الفريق أول دقلو المعروف ب"حميدتي" سيلتقي خلالها "عددا من المسؤولين في اثيوبيا"، بدون تسميتهم.
وعلى الرغم من عدد من جولات المفاوضات، لم يتمكن السودان وإثيوبيا اللذان يدور بينهما خلاف منذ أكثر من عشر سنوات على سد النهضة الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل، من التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود بينهم.
ويشكل سد النهضة الذي يفترض أن يصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرمائية في إفريقيا، مصدر قلق آخر للخرطوم وكذلك للقاهرة اللتين يمر النهر عبر أراضيهما وتخشيان انخفاض إمدادات المياه.
وتأتي هذه الزيارة بينما يشهد البلدان دوامة من أعمال العنف. فالحرب الأهلية تتفاقم في إثيوبيا بينما يشهد السودان تظاهرات يجري قمعها منذ انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر وقتل فيها أكثر من سبعين شخصا.
والخميس علن مجلس السيادة الانتقالي في السودان أن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس عيّن 15 وزيرا في الحكومة. وتضمن القرار تعيين علي الصادق علي وزيرا للخارجية ومحمد عبدالله محمود وزيرا للطاقة والنفط وذلك بعد ضغوط من واشنطن.
ويرى مراقبون ان قيادة البلدين ستسعيان الى التقارب رغم حجم الخلافات وذلك لمواجهة جملة من التحديات والتهديدات خاصة وان اثيوبيا لعبت دورا في المصالحة والتقارب بين القوى السودانية عقب سقوط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير.