ثقة عالمية في الإمارات تُبدد أوهام الحوثيين بتقويض أمنها واقتصادها

هجمات الحوثيين الإرهابية على أبوظبي لم تحدث أي تأثير يذكر ولم تفقد الدولة الخليجية مكانتها كوجهة عالمية آمنة للاستثمار والسياحة بل زاد تدفق عدد السياح الأجانب عليها.
هجمات الحوثيين الصاروخية لا تثير قلق السائحين في الإمارات
جاهزية الإمارات الدفاعية وسمعتها كأثر وجهة آمنة تسقط رهانات الحوثيين
لا تأثير يذكر لاعتداءات الحوثين على صناعة السياحة في دبي

دبي - شكلت هجمات الحوثيين الإرهابية على دولة الإمارات اختبارا لمدى قدرة الدولة الخليجية على الردّ والتصدي لأي اعتداء من جهة ومدى احتمال تأثير تلك الهجمات على بيئة الأمن والاستقرار التي تتميز بها أبوظبي وجعلتها وجهة عالمية للسياحة والاستثمارات الأجنبية من جهة ثانية.

وكان المتمردون اليمنيون يراهنون من خلال تلك الاعتداءات على ضرب الاقتصاد الإماراتي وتقويض الثقة العالمية في الإمارات كوجهة آمنة للاستثمار والسياحة، لكن سقط ذلك الرهان سريعا وبددت تدفقات السياح الأجانب على الدولة الخليجية كل أوهام الحوثيين بزعزعة أمنها واستقرارها واقتصادها.

ولم يثن الهجوم الصاروخي الأخير لجماعة الحوثي اليمنية على الإمارات الكثير من الأجانب عن التدفق إلى الوجهة الإماراتية سعيا للتمتع بشمس شتائها، على الرغم من تحذيرات السفر التي أصدرتها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأشاعت تحذيرات واشنطن ولندن في البداية المخاوف، لكنها سرعان ما تبددت أيضا في الوقت الذي أعلنت فيه الإمارات جاهزيتها الدفاعية للتصدي لإرهاب الحوثيين المدعومين من إيران.

وتشير البيانات إلى أن صناعة السياحة التي تتركز في دبي، تشهد ازدهارا كبيرا خلال موسم الذروة حيث أفاد أصحاب الفنادق ووكلاء الحجز بوجود ارتفاع في الطلب على الرغم من إعادة العمل بقيود السفر المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في العديد من البلدان أواخر العام الماضي.

وتشهد الشواطئ والمطاعم إقبالا كبيرا في وقت يجذب فيه معرض إكسبو العالمي في دبي المزيد من الزوار إلى المركز التجاري والمالي والسياحي في الشرق الأوسط.

وقال دانييل ريفلين (22 عاما) لدى زيارته معرض إكسبو بعد ساعات من إعلان الإمارات يوم الاثنين أنها اعترضت صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون في نفس اليوم الذي كان فيه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ يزور البلاد "أشعر بأمان تام"، مضيفا "باعتباري مواطنا إسرائيليا أشعر بالأمان في دبي...أشعر بذلك مع كوني أجنبيا في دبي".

ويمتد موسم الذروة السياحي في الإمارات من أكتوبر/تشرين الأول إلى مارس/آذار عندما يهرب العديد من الأوروبيين إلى طقس شبه الجزيرة العربية المشمس من برودة الشتاء في بلدانهم. وقالت وكالة ستاندرد أند بورز للتصنيف الائتماني إن قطاع السياحة يشكل 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدبي في عام 2020.

ووفقا لموقع هوبر وهو محرك بحث متخصص في السفر ويستخدم البيانات التراكمية للتنبؤ بأسعار الرحلات الجوية وتحليلها، لم تشهد عمليات البحث عن الإمارات تغييرا كبيرا في النصف الأول من شهر يناير/كانون الثاني، بل وارتفعت 22 بالمئة في وقت لاحق من الشهر.

وقالت شركة إس.تي.آر لتحليل بيانات قطاع الضيافة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، إن صناعة الفنادق في دبي سجلت نسبة إشغال بلغت 78.2 بالمئة.

وجاء هجوم يوم الاثنين في أعقاب هجوم مماثل يوم 17 يناير/كانون الثاني على مستودع للوقود في أبوظبي، العاصمة الغنية بالنفط لدولة الإمارات، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وتشكل الهجمات تطورا خطيرا في الصراع بالنسبة للدولة الخليجية حيث استهدفت الضربات السابقة السعودية في الأغلب.

والإمارات حليف ثري ووثيق للولايات المتحدة وكثيرا ما كان استقرارها مصدر فخر بالنسبة لها. وهي عضو في التحالف الذي تقوده السعودية لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن.

وبعد أن حثت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها الشهر الماضي على إعادة النظر في خططهم للسفر إلى الإمارات بسبب خطر وقوع هجمات بصواريخ أو طائرات مسيرة، حذرت بريطانيا اليوم الأربعاء في توجيهات تتعلق بالسفر من "احتمال حدوث مزيد من الهجمات".

وقالت جماعة الحوثي إنها أطلقت أيضا طائرات مسيرة صوب دبي التي تحتضن أطول مبنى وكذلك أطول عجلة فيريس في العالم والتي تشكل الملاهي الليلية ومراكز التسوق بها نقطة جذب للسياح.

وأثارت الهجمات مخاوف أمنية نادرة بين بعض السكان في بلد يشكل فيه المغتربون أغلبية السكان، لكن يبدو أن السياحة لم تتأثر.

وفي منتجع حبتور غراند الذي يحظى بشعبية كبيرة بين البريطانيين والروس والكازاخيين والأوكرانيين والألمان والفرنسيين، كان النزلاء يستلقون باسترخاء تحت أشعة الشمس بجانب حوض السباحة أو يلعبون التنس.

وقالت المديرة العامة للمنتجع كارولينا باليسزيوسكا إنه لم يتم إلغاء أي حجز بسبب هجمات الحوثيين. وبدلا من ذلك توقعت نهاية مظفرة لموسم قالت إنه كان بالفعل أفضل من سنوات ما قبل الجائحة مباشرة.

وأضافت "الوضع يبدو أفضل بكثير من العام الماضي. الربع الأول يتجاوز بكثير ما سجلناه في نفس الفترة العام الماضي، لذلك نحن متفائلون للغاية، كما أن إكسبو ما زال مستمرا وهو ما يجذب المزيد من الاهتمام".

وقال فيناياك ماهتاني الرئيس التنفيذي لشركة بي.إن.بي.إم.آي لإدارة منازل العطلات، إنه يتوقع طلبا قويا لحين بدء أشهر الصيف الحارقة، مضيفا "الإمارات بفضل قيادتها مكان آمن... لا يوجد شعور بانعدام الأمن أو الخوف بيننا أو بين السياح"، مؤكدا أن الهجمات "لم يكن لها أي تأثير على الإطلاق".

وأثناء استمتاعها بأشعة الشمس، قالت أنستازيا نيكيتينا التي تدرس في موسكو "الطقس لطيف جدا مقارنة بروسيا. نشعر بالأمان حقا هنا ولا شيء يزعجنا على الإطلاق".

إحباط اعتداء حوثي جديد

وأفادت وزارة الدفاع الإماراتية اليوم الأربعاء باعتراض وتدمير ثلاث طائرات مسيرة حاولت استهدافها في هجوم جديد تتعرّض له الدولة الخليجية بعد ثلاث هجمات شنّها عليها المتمردون الحوثيون في اليمن الشهر الماضي.

وأعلنت الوزارة في تغريدة على تويتر "اعتراض وتدمير عدد 3 طائرات من دون طيار معادية اخترقت المجال الجوي للدولة فجر اليوم (الأربعاء) بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان"، من دون أن تحدد المنطقة التي حاولت الطائرات استهدافها أو الجهة التي تقف خلف العملية.

وأكدت أنها "على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أية تهديدات وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من أي اعتداء".

ووقع الهجوم الجديد بعد ساعات من قرار الولايات المتحدة إرسال طائرات مقاتلة ومدمّرة تحمل صواريخ موجّهة إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات المتمردين الذين فتحوا جبهة جديدة في الحرب اليمنية عبر تكرار استهداف الأراضي الإماراتية بعد الأراضي السعودية.