رئيسي يريد حوارا محترما مع السعودية في جو من التصعيد
طهران - نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله اليوم السبت إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع السعودية إذا كانت الرياض راغبة في مواصلة المحادثات في مناخ من الاحترام والتفاهم المتبادل.
وقال رئيسي في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "إيران مستعدة لمواصلة هذه المفاوضات حتى الوصول إلى نتيجة بشرط أن يكون السعوديون مستعدين لمواصلة المفاوضات في مناخ من التفاهم والاحترام المتبادلين".
واستضافت بغداد عدة جولات من المحادثات بين طهران والرياض حيث وصفها وزير الخارجية الايراني في اكتوبر/تشرين الاول الماضي بالمبشرة وانها تسير على الطريق الصحيح.
لكن التطورات في المنطقة تاتي عكس ما يصرح به المسؤولون الإيرانيون حيث واصل الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد المملكة ووسعوا استهدافهم ليشمل الامارات العربية المتحدة حيث هاجموها 3 مرات خلال شهر سواء بصواريخ بالستية او طائرات مسيرة.
ويرى مراقبون ان ايران لا تقوم بما يكفي لمنع هجمت الحوثيين مع الاصرار على تسليحهم وبالتالي اعطاء انطباع ايجابي.
وتعدّ إيران والسعودية القوتان الإقليميتان الأبرز، لكنهما على طرفي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية ويتبادلان الاتهامات بشأن زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016، إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد (شمال شرق)، نفّذه محتجّون على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أعرب في حوار مطول مع عدد من القنوات السعودية في ابريل/نيسان، عن رغبة بلاده في إقامة علاقات "مميزة" مع جارتها إيران.
وقال حينها "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".
وتابع "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران سواء من برنامجها النووي أو دعمها لميليشيات خارجة عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها البالستية".
وشكلت تصريحات الأمير محمد انعطافة مهمة بعد ست سنوات من القطيعة مع إيران، فيما كانت الرياض تتهم طهران بدعم وتسليح المتمردين الحوثيين في اليمن والذين يشنون اعتداءات على أهداف مدنية واقتصادية في المملكة بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية تقول واشنطن والسعودية إن مصدرها إيران.
وكان ولي العهد السعودي قد دعا في المقابلة ذاتها، الحوثيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات "للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن وتضمن أيضا مصالح دول المنطقة".
وقدمت السعودية بوادر ايجابية للانفتاح على ايران وإنهاء التوتر في المنطقة حيث استأنفت ممثلية إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي عملها في مدينة جدة الشهر الماضي، بحضور 3 دبلوماسيين.