شك شعري لا ريب فيه في 'البحر لا ينام'
بيروت – صدر حديثا عن الدار العربية للعلوم ناشرون ديوان 'البحر لا ينام" للشاعر ياسر سعيد دحي.
والعلاقة بين الشعر والشك واليقين هي الدائرة الدلالية التي تنهض عليها شعرية ياسِر سَعيد دحيْ في ديوانه الشعري الجديد فالشعرُ شكٌ دائم، ولا يقين لدى الشاعر، ومهما يكن من أمره، فإن الشعر لا يمكن أن يكون إجابة عن سؤال أو استفهام.
فالوجود كله موضع سؤال، والشعر كذلك عوالمه خيالية واحتمالية ومفترضة.. حالة سرمدية لا منتهية.. بهذه الحمولة الفكرية والذهنية والروحية يكتب الشاعر ياسر سعيد دحي.
والعلاقة بين الشعر والشك واليقين هي ما تشغل فالشعر لا يعترف بمنطق البرهنة والاستدلال، بل بمنطق "الشعرُ الذي ابتكرَتْهُ المياه" وما خُطَّ على المياه ستسكبه الأمواج في بحر لا يهدأ ولاينام.
في القصيدة المعنونة "الشك لا ريب فيه" يقول:
"أنا خندقٌ خانقٌ وجُرْحُ سؤالاتٍ بأنَّ الشكَّ لا ريبَ فيهِ/ وبأنَّ موجَ البحرِ رقصةٌ وطفولةٌ أُخرى/ وأنَّ كلَّ المآلاتِ تقودُ إلى النخيلِ/ وأنَّ النخيلَ ماءٌ/ وحقولُ/. أنا خندقٌ عمَّقَتْهُ الظنونُ/ بأنَّ السؤالَ طفلُ ماءٍ/ وأنَّ الماءَ حضنٌ حنونُ/ أنا طفلُ ماءٍ/ عمَّقَتْهُ السؤالاتُ بأنَّ الشكَّ لا ريبَ فيهِ/ وبأنَّ الماءَ نخيلُ/. أنا طفلُ ماءٍ والماءُ وجهُ المحبةِ/ ووجهٌ جليلُ".
ويضمّ الديوان ما يقارب السبعين قصيدة في الشعر العربي الحديث، نذكر منها:
"لا تقفْ في الظلّ"، من يضحكُ في السرّ يموت"، "في الأعلى عين الشمس"، "ستعرفُ منْ دونِ سؤال"، "المراكبُ"، كلُّ الأشياءِ طازجةٌ وجديدةٌ قبل القول"، "القبور"،... وقصائد أخرى.