لبنان المأزوم اقتصاديا غير قادر على منع الهجرة السرية

وزير الخارجية اللبناني يؤكد أن بلاده لم تعد قادرة على منع اللاجئين السوريين من الهجر غير النظامية بحرا مؤكدا ان المجتمع الدولي لا يريد مساعده بلاده.
لبنان يتهم الغرب بتجاهل مطالبه للحصول على مساعدات تقنية لانتشال جثث مهاجرين من قاع البحر

بيروت - أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الخميس، أن بلاده لم تعد قادرة على منع اللاجئين السوريين من الهجر غير النظامية بحرا وذلك في خضم الازمات التي تمر بها البلاد.
وقال بو حبيب، بأن "المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا والولايات المتحدة، لا يريدون أن يهاجر اللاجئون إلى بلدانهم"، وفق ما نقل بيان للرئاسة اللبنانية.
وأضاف "لبنان لم يعد باستطاعته تحمل النزوح السوري على أراضيه ولم يعد قادرا على منعهم من الهجرة في البحر".
وذكر أن بيروت طلبت من المجتمع الدولي الأسبوع الماضي "آليات باستطاعتها النزول في البحر إلى عمق 400 متر (للمساعدة في البحث عن مفقودي غرق قارب طرابلس) وحتى الساعة لم يردنا الجواب".
والأحد، توفي 6 أشخاص بينهم نساء وأطفال، بينما أنقذت البحرية اللبنانية 47 فردا، ولا يزال آخرون في عداد المفقودين، إثر غرق مركب يقل أكثر من 84 مهاجرا غير نظامي، انطلق من لبنان باتجاه قبرص.
وتابع بو حبيب "لا يريد (المجتمع الدولي) أن يساعدوا النازحين فيه (لبنان)، أو أن يساعدوه هو، فنحن نهتم بأنفسنا إذا عاد النازحون السوريون إلى بلادهم".
وتساءل "هل المجتمع الدولي يهتم لمصلحة لبنان؟ كلا، إن مصلحة لبنان تهم اللبنانيين وليس المجتمع الدولي الذي يهتم لمصلحته".
واستطرد "وكذلك الأمر بالنسبة للأوروبيين الذين يهتمون لمصلحتهم باعتبارها أهم من مصلحة لبنان".
وكان وزير الشؤون الإجتماعيّة اللبنانية هيكتور حجّار افاد الاسبوع الماضي أن بلده أبلغ الأمم المتحدة بعدم قدرته على تحمل ملف اللاجئين السوريين من أجل مصلحة دول أخرى (لم يسمها).
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان قرابة مليون و500 ألف، نحو 900 ألف منهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعاني معظمهم أوضاعا معيشية صعبة.
وازدادت محاولات الهجرة غير النظامية من لبنان تجاه الدول الأوروبية، وخاصة قبرص، بحثا عن حياة أفضل في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ أكثر من عامين، جراء أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخ البلاد.
وأواخر 2020، دعت إدارة قبرص إلى التعامل مع ظاهرة الهجرة غير النظامية من سواحل لبنان باتجاهها "بأفضل طريقة ممكنة وأكثرها فاعلية"، بعد ارتفاع عدد المهاجرين نحوها.
تطالب العديد من القوى السياسية في لبنان على غرار حزب الله بضرورة اعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم مع تحسن الوضع الامني في سوريا.
بدوره شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على أن اللاجئين السوريين يمثلون عبئا ثقيلا أمنيا وماليا على لبنان المنهك اقتصاديا، داعيا المجتمع الدولي لمساعدة بلاده في تحمل تلك الأعباء.