هل ترضخ إيران لمطالب القوى الغربية لإحياء الاتفاق النووي؟
الدوحة - قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن القيادة الإيرانية أبلغت الدوحة باستعدادها لقبول حل وسط فيما يتعلق "بالملف النووي الإيراني" وذلك في إشارة إلى المحادثات الجارية بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي.
وعرضت قطر منذ أشهر التوسط في حل أزمات إقليمية من ضمنها أزمة الملف النووي الإيراني فيما ترتبط الدوحة بعلاقات وثيقة مع كل من طهران وواشنطن وأيضا مع الشركاء الآخرين في الاتفاق النووي.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد عبر الجمعة عن تفاؤله إزاء فرص التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران مبديا استعداده للمساهمة في ذلك.
والأسبوع الماضي كذلك تحدثت تقارير إخبارية ان وساطة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي وقطر في كسر جمود محادثات فيينا النووية حيث أعلن وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل أنه "أعيد فتح" المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي التي تشهد حالة من الجمود منذ عدة سنوات
ولم تتوصل القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة بعد الى اتفاق نهائي مع استمرار الخلافات في عدد من الملفات أبرزها موضوع سحب الحرس الثوري من القائمة الأميركية للإرهاب.
وحديث وزير الخارجية القطري عن حل وسط يمكن ان يكون رضوخا من إيران للمطالب الغربية فيما يتعلق ببعض الملفات العالقة بما فيها ملف سحب الحرث الثوري من قوائم الارهاب.
واضح وزير الخارجية القطري إن التوصل إلى حل وسط في الملف النووي سيدعم الاستقرار في منطقة الخليج وفي أسواق النفط موضحا أن "ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني في الأسواق سيساعد في استقرار أسعار الخام وخفض التضخم".
ويأتي ذلك في خضم ازمة طاقة نتيجة التدخل الروسي الى اوكرانيا في فبراير/شباط الماضي حيث سعت القوى الغربية لتشديد عقوباتها على القطاعات المالية والاقتصادية اضافة الى قطاع الغاز.
وربما تعول قطر على الغاز الإيراني لتعويض احتياجات اوروبا للغاز الروسي وهو حل يراه البعض غير عملي نظرا للعلاقات التي تربط طهران بموسكو ونتيجة العقوبات الاميركية المشددة على طهران مع توقف المفاوضات في فيينا.
وفي 2018 انسحب الرئيس الاسبق دونالد ترامب من الاتفاق النووي لسنة 2015 مع ايران وفرض عقوبات مشددة وصلت الى حد السعي الى تصفير إيرادات النفط والغاز.
وساعد خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض وصعود الرئيس الحالي جو بايدن في تنشيط محاولات إحياء الاتفاق.