إيران تضيق بالاعتقالات الخناق على حراك اجتماعي في غربها

الشرطة الإيرانية تعتقل محتجين تصفهم بالمخربين في محافظة اذربيجان الغربية خلال احتجاجات منددة بإهمال السلطات لملف جفاف يهدد بحيرة أروميه إحدى أهم البحيرات التي تشكل مورد رزق لملايين المزارعين.  

طهران - اعتقلت إيران عددا من المحتجين على شح المياه في محافظة اذربيجان الغربية، واحدة من الأقاليم الإيرانية النائية التي تشهد منذ مدة توترات اجتماعية تنديدا بنقص المياه.

وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن الشرطة أوقفت عددا من المخلّين "بالأمن" خلال تجمع احتجاجي على خلفية انحسار منسوب بحيرة في شمال غرب إيران كانت تعد الأكبر في الشرق الأوسط، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية 'إرنا' الأحد عن قائد الشرطة في محافظة آذربيجان الغربية رحيم جهانبخش قوله "تم تحديد وتوقيف عدد من الأفراد المشاغبين والمنافقين الذين لم يكن لديهم غرض آخر سوى تخريب الممتلكات العامة والإخلال بأمن السكان" على هامش هذا التحرك الاحتجاجي.

وتصف السلطات الإيرانية عادة المحتجين بأنهم مخربون تدعي في أحيان كثيرة أن الاحتجاجات الاجتماعية تقف وراءها جهات خارجية تعمل على تأجيج التوترات الاجتماعية لزرع الفتنة والفوضى وهي الذريعة التي تسوقها غالبا لتبرير الاعتقالات وقمع التحركات الاجتماعية.

وتأتي هذه التطورات بعد ما أوردت وكالة 'فارس' السبت أن "العشرات نزلوا إلى الشوارع في مدينتي نقده وأروميه احتجاجا على نقص الاهتمام الذي توليه السلطات في مواجهة جفاف بحيرة أروميه".

وأوضحت أن هؤلاء هتفوا بشعارات منها "بحيرة أروميه تحتضر والمجلس (البرلمان) يأمر يقتلها"، و"بحيرة أروميه عطشى".

وبدأ منسوب بحيرة أروميه الواقعة في المناطق الجبلية بين مدينتي تبريز وأروميه، بالانحسار منذ العام 1995 بعدما كانت تعدّ من أكبر البحيرات شديدة الملوحة في العالم.

وشكّل جفاف البحيرة أحد أكبر الكوارث البيئية في المنطقة خلال ربع القرن الأخير بفعل الإهمال البشري والتغير المناخي، فيما قالت السلطات قبل نحو أربعة أعوام إن البحيرة بدأت باستعادة بعض منسوبها.

وتصب في البحيرة المياه المتأتية من 13 نهرا، وهي منطقة رطبة ذات أهمية دولية بموجب اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة الموقعة في 1971 بإشراف الأمم المتحدة.

وتُعرف المنطقة بكونها محمية للمحيط الحيوي من الطراز الأول محببة خصوصا لدى الطيور المهاجرة. وتضم البحيرة نفسها جنسا متأصلا من الأرتيميا (التنين المائي) فضلا عن ثروة بحرية كبيرة. كما اعتاش أكثر من ستة ملايين شخص من الزراعة في مناطق محيطة بها. وتتبدل المساحة الإجمالية للبحيرة بدرجة كبيرة تبعا لمستويات المتساقطات وتبخر المياه.

وخلال الأشهر الماضية، شهدت مناطق عدة في إيران خصوصا في الوسط والجنوب الغربي، احتجاجات على خلفية شحّ المياه والجفاف لأسباب عدة أبرزها شح كميات المتساقطات في مناطق واسعة من الجمهورية الإسلامية.