خامنئي يدعو بوتين لتوثيق العلاقات واردوغان يطلب الدعم لمهاجمة سوريا

قمة طهران تبحث الملف السوري بين الدول الأكثر تأثيرا في الأزمة المستمرة منذ 11 عاما.
طهران

طهران - أشاد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، بـ"التعاون الطويل الأمد" بين إيران وروسيا، داعيا لتعزيزه بين البلدين الخاضعين لعقوبات من دول غربية.
وفي طهران، عقد بوتين أيضا أول اجتماع مباشر له منذ غزو اوكرانيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال لنظيريه الروسي والايراني الثلاثاء انه يسعى الى دعمهما في مهاجمة شمال سوريا.
وكان بوتين وصل بعد الظهر الى طهران الثلاثاء للمشاركة في قمة إيرانية-روسية-تركية تتمحور حول الملف السوري، والتقى بعد وصوله الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ثم المرشد الأعلى. وهي ثاني زيارة يقوم بها بوتين خارج روسيا منذ شنه حربا في أوكرانيا.
وقال خامنئي وفق بيان نشره موقعه الإلكتروني ان "التعاون الطويل الأمد بين إيران وروسيا يعود بفائدة عميقة على البلدين"، مشيرا الى وجود "العديد من التفاهمات والعقود بين البلدين، بما في ذلك في مجالي النفط والغاز، يجب أن تتم متابعتها وتنفيذها بالكامل".
وأكد بوتين خلال لقائه مع رئيسي أن "علاقات البلدين تتطور عمليا بسرعة جيدة"، وفق ما جاء في بيان للكرملين.
وتأتي زيارة بوتين الى طهران بعد أيام من جولة إقليمية قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، وأكد فيها أن بلاده لن تترك فراغا في الشرق الأوسط يملؤه خصومها روسيا والصين وإيران.
وقال بوتين لأردوغان بعد اجتماعهما الثنائي "بوساطتكم تحركنا قدما... لم يتم حل جميع المسائل بعد، لكن التحرك في حد ذاته أمر جيد بالفعل".
وبعد اللقاءات الثنائية، انعقدت القمة الثلاثية بين الرؤساء. وبث التلفزيون الإيراني صورا ظهر فيها رئيسي وسط إردوغان وبوتين وقد أمسك بيد كل منهما ورفعت الأيادي الى الأعلى.
وتتمحور القمة حول الملف السوري، على وقع تهديدات تركية بشن عملية عسكرية واسعة في سوريا. وهو أول لقاء ثلاثي لهم منذ العام 2019 ضمن إطار "عملية أستانا للسلام" الرامية لإنهاء النزاع السوري المتواصل منذ 2011.
وأعلن إردوغان في بداية القمة أن بلاده تعتمد على دعم روسيا وإيران "في مواجهة الإرهاب" في سوريا، مشيرًا إلى أن "الكلام لا يكفي".
وقال "ما ننتظره من روسيا وإيران هو دعمهما في مواجهة الإرهاب"، بعدما عدّد الفصائل الكردية الرئيسية التي تنشط في شمال شرق سوريا على الحدود التركية حيث يهدّد بشنّ عملية عسكرية منذ شهرين.
ولكل من روسيا وإيران وتركيا دور محوري في النزاع السوري. وقاد دعم موسكو وطهران لنظام الرئيس بشار الأسد الى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.
ويلوّح إردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد الى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.
وتخشى أنقرة وجودا قويا لأكراد سوريا عند حدودها قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه منظمة إرهابية.
وأبلغ خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا في إيران، إردوغان أن عملية تركية في الشمال السوري، "ستعود بالضرر" على مختلف دول المنطقة.
وقال وفق بيان على موقعه الإلكتروني، إنها "ستعود بالضرر على سوريا، ستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة".
وحذّر من أن الخطوة التركية المحتملة ستحول دون تحقيق "الدور السياسي المتوقع من الحكومة السورية أيضا"، وستصبّ في صالح "الإرهابيين"، معتبرا أن على "إيران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المشكلة من خلال الحوار".
وتوجه لإردوغان بالقول "نحن نعتبر أمن تركيا وحدودها من أمننا، وأنتم أيضاً اعتبروا أمن سوريا مثل أمنكم".
وخلال مؤتمر صحافي، اعتبر الرئيس التركي أن التنظيمات الكردية "مشكلة كبيرة للبلدين"، أي إيران وتركيا. وأضاف "علينا أن نقاتل ضد هذه المنظمات الإرهابية بالتكافل والتحالف".
وسبق لموسكو أن أعربت عن أملها في أن "تُحجِم" أنقرة عن شنّ الهجوم.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مساء الثلاثاء أن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وصل الى العاصمة الإيرانية.
من جهة أخرى، تحضر الحرب الأوكرانية بقوة على هامش القمة وفي اللقاءات الثنائية.
وأعلن بوتين بعد اجتماع عقده مع إردوغان تحقيق تقدم في مسألة صادرات الحبوب الأوكرانية.