العاهل الأردني يحذر من هجمات مرتبطة بايران عبر حدود سوريا

الملك عبد الله يجدد الدعوة لإقامة "منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي" لمجابهة مخاطر الإرهاب وشبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة.
العاهل الأردني يدعو لتنسيق عربي لمواجهة التهديدات الإيرانية
الملك عبد الله يحث إيران على تغيير سلوكها إزاء جيرانها العرب
عمان

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن بلاده تواجه هجمات على حدودها وبصورة منتظمة من "ميليشيات لها علاقة بإيران"، معبرا عن أمله في "تغير في سلوك طهران".
وتحدث العاهل الأردني في مقابلة نشرت الأحد مع صحيفة الرأي الأردنية الرسمية عن "عمليات تهريب المخدرات والسلاح"، وعن تدخلات إيرانية تطال دولا عربية.
وقال المتحدث باسم الجيش الأردني العقيد مصطفى الحياري في أيار/ مايو المنقضي، إن "تنظيمات إيرانية تأتمر بأجندات خارجية، تستهدف الأمن الوطني الأردني".
وقال الحياري، في تصريحات نشرها الإعلام المحلي آنذاك، إن القوات الأردنية تواجه "حرب مخدرات" على حدودها الشمالية الشرقية، مشيرا إلى ما قاله العاهل الأردني حول أن "الفراغ الذي تتركه حاليا روسيا خصوصا في الجنوب السوري تملؤه إيران من خلال أدواتها، وهي المليشيات الإيرانية".
وخلفت مواجهات على الحدود وقتها 40 قتيلا على الأقل من المتسللين فضلا عن إصابة المئات منذ بداية العام، معظمهم من البدو الرحل الذين تستعين بهم الفصائل المرتبطة بإيران التي تسيطر على جنوب سوريا.
وطالب العاهل الأردني بضرورة إقامة "منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي" لمواجهة "مصادر التهديد المشتركة".
وقبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخيرة إلى المنطقة طرح العاهل الأردني فكرة إقامة تحالف أمني عربي.
وتداولت مصادر أميركية وإسرائيلية قبيل زيارة بايدن الأخيرة فكرة إنشاء تحالف عسكري بين دول المنطقة العربية وإسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية.

العاهل الأردني يندد بعمليات تهريب المخدرات والسلاح ويشدد على أن المملكة قادرة على منع أي تهديد على حدودها

وأضاف الملك عبد الله قائلا "لو نظرنا اليوم إلى مصادر التهديد التي تواجهنا جميعا، سنجدها مشتركة، وتتطلب تعاونا عربيا يستجيب لها، خصوصا مخاطر الإرهاب المتجددة، وشبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة".
وكرر الملك عبد الله التعبير عن أمله في أن تغير إيران في سلوكها ضمانا "لمصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني".
ورأى الملك عبد الله أن "المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى التعاون والتنسيق".
وتابع "لا نريد توترا في المنطقة، والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها"، مؤكدا أن "الحوار هو السبيل لحل الخلافات".
وندد بعمليات تهريب المخدرات والسلاح، مشددا على أن "الأردن قادر على منع أي تهديد على حدوده"، ويقوم بالتنسيق مع "الأشقاء في مواجهة هذا الخطر".
وأضاف أن التحديات ما تزال موجودة، مؤكدا على استمرار عمّان في "اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمواجهتها وحماية أمننا ومصالحنا".
وشدّد الأردن الذي يستضيف نحو 1,6 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا في آذار/ مارس 2011، خلال السنوات القليلة الماضية الإجراءات عند حدوده مع سوريا التي تمتد لأكثر من 300 كيلومترا وأوقف وأحبط العديد من محاولات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات.
وتؤكد عمان أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى خارج الأردن.
ويُعتبر الأردن رقما صعبا في معادلة السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وزاد عدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في العراق وسوريا في رفع درجة الحيطة والحذر ضمانا لسلامة أمنه القومي.
وتفيد تقارير استخباراتية أن الأردن يُعتبر وجهة ومسار عبور لنقل"الأمفيتامين" السوري الصنع والرخيص، والمعروف باسم "الكبتاغون" إلى دول الخليج الغنية بالنفط.

والكبتاغون هو عبارة عن حبوب مخدرة تسبب الإدمان وتُتناول لزيادة الحركة والنشاط. وتسبب الاكتئاب الشديد وقلة النوم وتسمم القلب والأوعية الدموية.
وأعلنت الحكومة الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي أنها مادة خاضعة للرقابة وليس لها استعمال طبي مقبول.