من قال أن تسليم عجلة قيادة السيارات للتكنولوجيا فكرة جيدة

وفق دراسة حديثة، بعض فوائد القيادة الذاتية تقابلها زيادة في استخدام المركبات، ما يسبب ازدحام الطرقات وتعرض الأشخاص لأخطار حوادث وتصادم اكبر بسبب زيادة المسافة المقطوعة.

واشنطن - رغم كل الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات العالمية الكبرى لتصنيع سيارات ذاتية القيادة بالكامل من دون مساعدة السائق والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، ورغم الدعاية التي رافقت هذه التقنية على اساس بانها مواصفاتها غير المسبوقة مثل الفرملة الذاتية، ومستشعرات المنطقة العمياء، وحساسات الطريق، تزيد من أمانها وتقلل نسبة حوادث الطرقات، تثبت الارقام والوقائع عكس ذلك وهي مخاوف ترجمتها دراسة حديثة.

وقال باحثون في جامعة تكساس الأميركية، أن بعض فوائد القيادة الذاتية، تقابلها زيادة في استخدام المركبات، ما يسبب ازدحام الطرقات، وتعرض الأشخاص لأخطار الحوادث المرورية والتصادم.

وأظهرت الدراسة أن السائقين المتمتعين بإحدى ميزات القيادة الذاتية سافروا بمركباتهم كيلومترات كثيرة مقارنة بسائقي السيارات العادية.

ونوهت الدراسة إلى أن عدد الكيلومترات المقطوعة خلال مدة هو أهم مؤشر لحدوث الاصطدامات، إذ إن القيادة أكثر تعني التعرض لخطر التصادم بشكل أكثر.

وقال الأستاذ الدكتور تشاندرا بات، أحد مؤلفي الدراسة، إن "بحثنا أظهر بطريقة لا تترك مجالًا للخطأ، أن الحصول على ميزة ذاتية القيادة في السيارة يشجع على السفر أكثر".

الحصول على ميزة ذاتية القيادة في السيارة يشجع على السفر أكثر

وأضاف "ما توفره المركبات ذاتية القيادة من ميزات آمنة عديدة من وجهة نظر هندسية، يقابله توجه الأشخاص نحو القيادة أكثر"، وفقًا لموقع تك إكسبلور.

وعلى الرغم من أن استخدام السيارات ذاتية القيادة بالكامل لم يصبح أمرًا واقعًا حتى الآن، بحثت دراسات علمية عديدة في الآثار المستقبلية لاستخدامها، ولكن دراسات قليلة ركزت على السيارات ذات ميزات القيادة الذاتية الجزئية، والموجودة الآن في الشوارع.

ويطرح التقرير أسئلة عديدة حول أمان القيادة وسط قلق كبير إزاء استخدامها؛ وأشار بات إلى أن القيادة الذاتية ليست حلًا لمشكلات الأمان والمرور، وأن الاعتقاد السائد بذلك هو مجرد تفكير حالم.

وأوضح بات: "هنالك مسائل عديدة مطروحة، منها انطلاق عدد كبير من الرحلات الفارغة مثل توصيل شخص ثم العودة إلى المنزل لأخذ شخص آخر نحو مكان مختلف، ويجب علينا التفكير باستمرار حيال نتائج تطورنا التكنولوجي".

وبينت الدراسة أن كل ميزة ذاتية القيادة زادت من الكيلومترات التي قطعتها المركبة بنسبة 5 إلى 11 بالمئة.

وتضمنت الميزات المدروسة نظام المساعدة على الطريق، وأجهزة التصوير الاحتياطية، والتحكم بالرحلة، والفرملة التلقائية، ومراقبة النقطة العمياء.

وحتى الان، تسبب نظام القيادة الآلية في سيارات تسلا في مقتل أحد الأشخاص أثناء قيادته دراجة نارية بالولايات المتحدة مرة أخرى، إثر حادث تصادم أثناء السير على الطريق، ليرتفع عدد الحوادث بسبب القيادة الآلية إلى 48، 39 منها بسبب سيارات تسلا.

ويعزو الخبراء سبب فشل التكنولوجيا الى الان في توفير قيادة آمنة بلا سائق الى اسباب على رأسها حالة الطريق التي تكون أحيانا تكون غير متوقعة إلى حد كبير، وتختلف من مكان إلى آخر.

كما ان للظروف الجوية دورها في إفساد التجربة. فقد يكون الطقس مشمساً صافياً كما يمكن أن يكون ماطراً وعاصفاً، فيما يتعين أن تعمل السيارات الذاتية في جميع أنواع الظروف الجوية.

ويتوجب على السيارات الذاتية أن تقود نفسها جنبا إلى جنب مع سيارات ذاتية أُخرى في الوقت نفسه، وعلى طرقات فيها الكثير من المارة الذين يخالفون أحياناً قواعد المرور، بما يشكل خطراً على السلامة العامة، كما قد يظهر كائن ما في ظرف مفاجئ.