الملك عبدالله الثاني خارج الأردن للمرة الـ12 في ستة اشهر
عمان - بعد حوالي اسبوعين على عودته من سفرة طويلة الى الولايات المتحدة، غادر العاهل الاردني عبدالله الثاني المملكة الاربعاء "لعدة ايام"، وذلك للمرة الـ12 خلال الاشهر الستة الماضية في زيارات باتت تثير التساؤلات بين الاردنيين بسبب كثرتها والنفقات المرتبطة بها.
واعتاد الملك عبدالله الثاني منذ سنوات طويلة على السفر المتكرر خارج الاردن في زيارات رسمية أو إجازات خاصة، لكن زياراته هذا العام جاءت بعد اشهر من الكشف عن عقارات وحسابات بنكية سرية للعاهل الأردني في الخارج بحوالي 300 مليون دولار.
وقال الديوان الملكي الاربعاء ان العاهل الاردني "غادر أرض الوطن في زيارة خاصة تستغرق عدة أيام" دون توضيح وجهتها.
وفي إحصاء يستند الى موقع الديوان الملكي، غادر الملك عبدالله الثاني البلاد 12 مرة منذ اواخر فبراير/شباط، زار خلالها الولايات المتحدة مرتين والامارات ثلاث مرات، كما أجرى زيارتين لمصر وزار أيضا ألمانيا والنروج والسعودية.
وزار العاهل الاردني الولايات المتحدة في أواخر ابريل/نيسان لمدة اسبوعين قبل ان ينهي زيارته الثانية ولنفس المدة في منتصف تموز/يوليو.
وقال نشطاء ان كثرة سفرات الملك تفرض ضغوطا على الموازنة العامة التي تعاني من عجز مزمن مع أوضاع اقتصادية صعبة في البلد المثقل بالديون والذي يعتمد بشكل اساسي على المساعدات والمنح الأجنبية.
وذكرت مصادر قريبة من الديوان الملكي ان العاهل الاردني يصطحب في سفراته من عشرة الى 15 شخصا بين مساعدين ومرافقين وحرس شخصي وأفراد حماية.
وكتب نشطاء ان في وسع الملك ارسال مسؤولين حكوميين للإنابة عنه في العديد من الزيارات الرسمية التي لا تتطلب بالضرورة حضور رأس الدولة.
لكن مسؤولين حكوميين قالوا ان زيارات العاهل الاردني للخارج تنسجم مع اسلوب "الدبلوماسية الملكية" السائد في البلد منذ عقود، ويعني ان الملك هو من يقود العمل الدبلوماسي والسياسة الخارجية وايضا رعاية الاتفاقات الاستثمارية الاجنبية في الاردن.
وتثار تساؤلات بين الحين والاخر على مواقع التواصل الاجتماعي في الاردن حول أموال العاهل الاردني ونفقات الاسرة الحاكمة، خصوصا مع كثرة الزيارات خارج المملكة.
وفي فبراير/شباط، كشفت تسريبات سُميت "أسرار سويس" عن اموال تقدّر بحوالي 200 مليون دولار مسجلة باسم الملك عبدالله وافراد اسرته في احد البنوك السويسرية.
وفي اوائل اكتوبر/تشرين الثاني، كشف تحقيق صحافي استقصائي ان العاهل الأردني اخفى ملكيته عقارات تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار في الولايات المتحدة وبريطانيا اشتراها عبر شركات اسسها في دول تعتمد أنظمة ضريبية متساهلة.
وغداة كشف المعلومات التي نشرت ضمن ما تسمى "وثائق باندورا"، قال الملك عبدالله الثاني ان ثمة "حملة على الأردن، ولا يزال هنالك من يريد التخريب ويبني الشكوك. ولا يوجد ما يتم إخفاؤه".
وقال الديوان الملكي انذاك ان المعلومات "مغلوطة وفيها مبالغات وتفسيرات غير صحيحة".