مصر تتوسط في هدنة بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل
غزة/القدس - ذكرت مصادر أن إسرائيل والفصائل الفلسطينية بما فيها الجهاد الإسلامي اتفقا على الالتزام بهدنة في غزة اعتبارا من مساء الأحد عملا باقتراح القاهرة، وذلك بعد قصف الجيش الإسرائيلي لأهداف فلسطينية منذ يوم الجمعة الماضي استهدفت مواقع للجهاد مما دفع المسلحين لاستهداف مدنها بصواريخ بعيدة المدى.
وقال مصدر أمني مصري إن إسرائيل وافقت على عرض التهدئة، في حين قال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة المصرية إنه سيدخل حيز التنفيذ الساعة 20:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).
ولم يؤكد متحدثون باسم إسرائيل والجهاد الإسلامي، الفصيل الذي يقاتل في غزة منذ اندلاع الاشتباكات يوم الجمعة، ذلك واكتفوا بالقول إنهم على اتصال بالقاهرة.
وكانت مصادر فلسطينية قد أكدت في وقت سابق وصول وفد أمني من مصر إلى قطاع غزة لبحث وقف إطلاق النار مع إسرائيل وإنهاء موجة التوتر المستمرة منذ ثلاثة أيام.
وقالت المصادر إن الوفد المصري دخل غزة عبر حاجز بيت حانون على أن يلتقي مسؤولين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الاتصالات جارية على مختلف الصعد لوقف "العدوان" الإسرائيلي على غزة، وتنسيق الجهود لإدخال مساعدات إنسانية عاجلة لسكان القطاع عبر مصر.
وقال في مؤتمر صحفي في رام الله، إنه "لا يمكن القبول باستمرار المجازر المروعة ضد أطفالنا، لاسيما أن معظم الشهداء من الأطفال والنساء ويوجد عائلات فقدت أبناءها وأبناء فقدوا آباءهم وأمهاتهم".
وأضاف "يجب أن تهز صور الأطفال الشهداء والجرحى في غزة الضمير الإنساني، والعمل على وقف العدوان فورا".
وأكد اشتية أن الرد الحقيقي والفعال على التوتر في غزة "يتطلب من الجميع الوقوف عند مسؤولياته في إنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح والحسابات الحزبية الضيقة".
وشنت إسرائيل ضربات جوية على قطاع غزة وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على إسرائيل اليوم الأحد في اليوم الثالث من أعمال العنف التي أودت بحياة نحو 30 فلسطينيا ودفعت الإسرائيليين في مناطق ومدن جنوبية، من بينها تل أبيب، إلى الذهاب للملاجئ.
ويمثل هذا أخطر تصعيد بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل منذ الحرب التي استمرت 11 يوما في مايو/أيار 2021.
وفيما يلي تسلسل زمني للأحداث منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 بما يشمل المواجهات الرئيسية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع الساحلي المكتظ، الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة:
في أغسطس آب 2005 انسحبت القوات الإسرائيلية من جانب واحد من غزة بعد 38 عاما من الاستيلاء على القطاع من مصر في حرب 1967، والتخلي عن المستوطنات وترك القطاع المكتظ بالسكان تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
25 يناير/كانون الثاني 2006 حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تفوز بأغلبية المقاعد في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة تقطعان المساعدات عن الفلسطينيين بسبب رفض حماس "نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل".
25 يونيو/حزيران 2006 مسلحون من حماس يأسرون جلعاد شليط، المجند في الجيش الإسرائيلي في هجوم عبر الحدود من غزة، مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربات جوية والتوغل داخل القطاع. وتم إطلاق سراح شليط في النهاية بعد أكثر من خمس سنوات في عملية لتبادل الأسرى.
14 يونيو/حزيران 2007 حماس تسيطر على غزة في حرب أهلية استمرت لفترة وجيزة وتطيح بقوات تابعة لحركة فتح الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
27 ديسمبر/كانون الأول 2008 - إسرائيل تشن هجوما عسكريا على غزة استمر 22 يوما بعد أن أطلق فلسطينيون صواريخ على بلدة سديروت بجنوب إسرائيل. ووردت أنباء عن مقتل 1400 فلسطيني و 13 إسرائيليا قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار.
14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 - إسرائيل تقتل القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري، وأعقب ذلك إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ على إسرائيل وضربات جوية إسرائيلية على مدار ثمانية أيام.
يوليو/تموز وأغسطس/آب 2014 - أدى خطف حماس وقتلها لثلاثة شبان إسرائيليين إلى حرب استمرت سبعة أسابيع وأسفرت عن مقتل أكثر من 2100 فلسطيني في غزة و73 إسرائيليا منهم 67 عسكريا.
مارس/آذار 2018 - بدأت احتجاجات فلسطينية عند حدود غزة مع إسرائيل وفتحت القوات الإسرائيلية النار لإبعاد المحتجين. ووردت أنباء عن مقتل أكثر من 170 فلسطينيا في الاحتجاجات التي استمرت عدة أشهر، وأدت أيضا إلى اندلاع قتال بين حماس والقوات الإسرائيلية.
مايو/أيار 2021 - بعد أسابيع من التوتر خلال شهر رمضان، أصيب مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية في مجمع المسجد الأقصى بالقدس.
وبعد مطالبة إسرائيل بسحب قوات الأمن من المجمع، أطلقت حماس وابلا من الصواريخ من غزة على إسرائيل. وردت الأخيرة بضربات جوية على القطاع واستمر القتال لمدة 11 يوما مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا في غزة و13 في إسرائيل.
5 أغسطس/آب 2022 - إسرائيل تقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم قيادي كبير في حركة الجهاد الإسلامي وتصيب ما تسميه سلسلة من الأهداف العسكرية في غزة. وحركة الجهاد الإسلامي تطلق عشرات الصواريخ على مدن إسرائيلية بينها تل أبيب ردا على ذلك. ولم تشارك حماس في القتال.
6 أغسطس/آب - الضربات الجوية الإسرائيلية تتواصل على غزة بينما تطلق حركة الجهاد الإسلامي مئات الصواريخ الأخرى. وترتفع حصيلة القتلى من الفلسطينيين إلى 24، بينهم ستة أطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع بينما بدأت مصر محادثات مكثفة لتهدئة الوضع.
7 أغسطس/آب 2022- وصول صواريخ أُطلقت من غزة إلى مسافة خمسة كيلومترات غربي القدس دون سقوط ضحايا لكنها أشارت إلى مدى أبعد جديد. ووصل عدد القتلى في غزة إلى حوالي 30. وتتزايد حالة التوتر بسبب زيارة اليهود لمجمع المسجد الأقصى.