
إيران تعدل بوصلتها من دعم غزة إلى دعم الفصائل في الضفة
طهران - قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في مقابلة نشرت على الموقع الإعلامي الرسمي للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، إن "المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تتسلح" وأنها على خطى المقاومة في غزة، مشيرا إلى ما مسألة مهمة في "توسيع ساحة المعركة من غزة إلى الضفة".
وتتهم إسرائيل إيران بدعم حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في غزة بالمال والسلاح ولا تنكر الحركتان ولا طهران هذه الصلة، فيما شن الجيش الإسرائيلي مؤخرا غارات مكثفة على القطاع قتل فيها عناصر من الجهاد والعديد من المدنيين بينما اكتفت حركة حماس بإدانة العدوان.
وردا على سؤال حول الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوسيع المعركة قال سلامي "طبعا، هذا الواقع يجري الآن.. مثلما تسلحت غزة، يمكن أن تتسلح الضفة بالطريقة نفسها، وهذه العملية تجري حاليا".
وأشار قائد الحرس الثوري إلى أن هذا الأمر بدأ بالفعل (تسلح الضفة) قائلا "نعم بصرف النظر عن ذلك، انظر إلى المقاومة داخل الأراضي المحتلة، في جنين على سبيل المثال إنها فعالة للغاية، المقاومة اليوم ملتهبة ونشطة في الضفة. الفلسطيني نفسه الذي بنى القوة في غزة يبني القوة في الضفة، فلا فرق بين هاتين المنطقتين".
وتابع "الآن صار الحصول على الأسلحة أسهل بكثير من ذي قبل. التكنولوجيا ليست شيئا يمكن لأي شخص أن يوقف نقلها ونموها. في العالم اليوم، تصنع الأسلحة وتنقل بسهولة بالغة وعادة ما يكتشف الإسرائيليون ذلك بعد فوات الأوان".

وقال أيضا "اليوم، شيئا فشيئا، هب شباب مناطق 48 و67 والشباب الجهاديون في الضفة والقدس لإحياء الجهاد.. سيحدث هذا بالتأكيد في المستقبل غير البعيد دون تأخير وبسرعته عالية أيضا مقارنة مع الماضي"، مضيفا أن "عملية تراكم القوة تنمو باستمرار وعلى نحو تصاعدي".
واعتبر سلامي أن لدى فصائل المقاومة في فلسطين وحزب الله في لبنان ما وصفها بـ"مرتكزات قوية جدا"، مضيفا أن القوّة البريّة في فلسطين ولبنان قوّة قادرة اليوم في المعركة البريّة أن تسيطر كليا على معادلة البقاء والممات".
وشرح كيف أن حزب الله بات قادرا على إدارة معركة برية بالكامل وتحقيق النصر فيها بعد أن اكتسب خبرة قتالية جيدة في إدارة المعارك البرية من خلال المواجهات التي خاضها في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد وهو يعتمد على تلك "التجارب وثقته بالنّفس والتدريبات والعلوم والمهارات والتجهيزات والتكتيكات التي اكتسبها من معركته في سوريا".
وأشار إلى أن حزب الله كان يواجه التكفيريين وأن المعركة مع التكفريين ليست بالأمر الهيّن لأنهم يقاتلون دون خوف ومقدمون على الموت ولا يواجههم إلا من كان له الثقة بنفسه.
حماس لم تنخرط في المواجهة بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل لأن أبعاد تلك المعركة لم تتطلب أكثر من الجهاد
وقال إن الفلسطينيين قادرون أيضا على خوض معركة برية وأن نقطة ضعف إسرائيل هي في المواجهة البرية، معتبرا أن معركة الصواريخ ليست هي النقطة الأساسية للمواجهة.
وقال "هم يعلمون أنه ينبغي تحرير الأرض بالقوّة البريّة. الصّواريخ رائعة في ما يرتبط بالرّدع وإدارة الحروب الساكنة لكنّ الصاروخ لا يحرّر الأرض ولا بدّ للقوّات البريّة أن تطأ الأرض بقدمها وتحرّرها خطوة بخطوة".
وقدم سلامي جوابا على سؤال ملح يتعلق بخوض الجهاد الإسلامي في غزة مواجهة لوحده مع إسرائيل خلال المعركة الأخيرة دون أن تتدخل بقية الفصائل ومنها حماس وكأن الأمر لا يعنيها على اعتبار أن العملية العسكرية الإسرائيلية استهدفت الجهاد دون غيرها.
ورأى أن الأمر يتعلق أولا بمؤامرة صهيونية تستهدف تشتيت فصائل المقاومة الفلسطينية وهذا يعني حسب تقديره، أنها تريد أن تضرب هذا الفصيل ولم تنتهي منه تنتقل إلى فصيل آخر.
لكنه اعتبر أن الفصائل الفلسطينية ومنها حماس لم تنخرط في المواجهة بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل لأن "أبعاد تلك المعركة لم تتطلب أكثر من الجهاد" وأن الأخيرة كانت "كانت صاحب الميدان والبقية يقدمون الدعم المعنوي. لو كانت المعركة ستتوسع، لكانت الفصائل الفلسطينية كافة ستدخل قطعا، لكن بما أن الجهاد الإسلامي كانت قادرة على حسم هذه المعركة بمفردها، لم تكن هناك حاجة إلى دخول الآخرين".