إيران في استعراض قوة بسرب من المسيّرات
طهران - يبدأ الجيش الإيراني اعتبارا من يوم غد الأربعاء مناورات واسعة لطائراته المسيّرة على امتداد مساحة الجمهورية الإسلامية، تهدف إلى إظهار "قوة" هذا السلاح ذي الدور المتنامي، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الثلاثاء.
وكانت إيران قد كشفت في أكثر من مناسبة عن سرب من طائراتها المسيرة والتي أصبحت قوة ضاربة مع تنامي استخدام المسيرات كسلاح رئيسي في الحروب مثلما هو الشأن بالنسبة لتركيا الدولة المجاورة التي ركزت على صناعة المسيرات والتي أثبتت فعاليتها في مواجهات خارجية مثل سوريا وقره باغ في جنوب القوقاز والعراق وازداد الطلب عليها من قبل كثير من دول العالم.
ونقل الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي عن مساعد الشؤون التنسيقية لقائد الجيش الأميرال حبيب الله سياري قوله إن المناورات ستجرى بمشاركة أكثر من 150 طائرة مسيّرة، وتشمل مساحات على امتداد البلاد.
وقال إنها "المرة الأولى التي يتم فيها إجراء تدريب مشترك للطائرات المسيّرة على مستوى القوى الأربع لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقر المشترك للدفاع الجوي". والقوى الأربع للجيش هي الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي.
وأضاف سياري إن المناورات ستقام "من المياه الدافئة للخليج الفارسي وبحر عمان في الجنوب، إلى الأجزاء الشرقية والغربية والشمالية والوسطى للبلاد".
واعتبر أن المناورات التي لم يحدد مداها الزمني، ستعكس "جزءا فقط من قوة الطائرات المسيّرة للجيش الإيراني التي تنفذ عمليات في مختلف مهمات الاستطلاع والمراقبة والهجوم".
وبدأت إيران تطوير برامج للطائرات المسيّرة منذ ثمانينات القرن الماضي خلال الحرب ضد العراق (1980-1988).
ويثير هذا البرنامج قلق الولايات المتحدة وإسرائيل، العدوتين اللدودتين لإيران اللتين تتهمانها بتوفير هذا السلاح لوكلائها الإقليميين مثل حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والمتمردين الحوثيين في اليمن، أو استخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر/تشرين الأول 2021 عقوبات على شخصيات مرتبطة بهذا البرنامج.
وفي يوليو/تموز، قال مسؤول في البيت الأبيض إن روسيا تعتزم شراء طائرات مسيّرة من إيران لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما عدّته طهران اتهاما "لا أساس له".
وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني في مايو/ايار للمرة الأولى لقطات من قاعدة محصّنة تحت الأرض للطائرات المسيّرة تابعة للجيش وذلك بعد أسابيع من كشف الحرس الثوري في مارس/اذار، عن قاعدة مماثلة له. وسبق للقوات المسلحة الإيرانية اختبار أنواع مختلفة من هذه الطائرات.
وشدد سياري على أن "دقة وقوة الأسلحة وقدرات التوجيه وأنظمة التحكم والقدرات القتالية للطائرات المسيّرة، هي من الأمور التي سيتم اختبارها وتقييمها في المناورات" التي تبدأ اعتبارا من يوم الأربعاء.
وكانت البحرية الإيرانية قد أزاحت في يوليو/تموز الستار عما قالت غنها "أول ناقلة طائرات مسيرة تابعة لسلاح البحرية في الجيش" وحضر مراسم الافتتاح القائد العام للجيش اللواء سید عبدالرحیم موسوي.
وتضم الناقلة البحرية بحسب البحرية الإيرانية، الوحدات العوامة السطحية وتحت سطح الماء، كما تحمل مختلف أنواع الطائرات المسيرة القتالية والاستطلاعية والقتالية في الأسطول العسكري.
وكشفت البحرية الإيرانية في تلك الفترة عن طرازات مختلفة من المسيرات التي وصفتها بـ"الحديثة والمتطورة"، مشيرة إلى أنها صناعة محلية وتشمل 'بليكان' و'هما' و'آرش' و'جمروش' و'جوبين' و"'أبابيل 4' و'باور 5'.
وحلّقت المسيّرات الإيرانية حينها في مياه المحيط الهندي ضمن استعراض قدراتها كما انطلقت ولأوّل مرّة من الغواصات 'فاتح' و''كيلو كلاس طارق'.