نصر الله يبحث مع حماس "التهديدات" في المنطقة
استقبل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الذي كان مصحوبا بوفد من قيادة الحركة يضم خليل الحية وأسامة حمدان.
وتكررت لقاءات قيادات من حزب الله بنظرائهم من حركة حماس بعد فتور في العلاقة كان أقرب إلى القطيعة منذ سنة 2011 عندما انتقدت حماس على لسان رئيس الحركة خالد مشعل، سلوك النظام السوري الذي وصفه بـ"القمعي" إزاء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد.
ومع تصاعد التوتر بين الطرفين نقلت الحركة مكتبها السياسي من دمشق إلى الدوحة قبل أن تعيد نقله مؤخرا إلى غزة.
ورغم الاختلاف العقائدي بين حزب الله وحماس، فإنهما يرتبطان من خلال ما يسمى بمحور المقاومة الذي ترعاه إيران في المنطقة.
وترتبط حماس بجماعة الإخوان المسلمين التي ترفع شعار "الإسلام هو الحل" بينما يرتبط حزب الله بمفهوم ولاية الفقيه الذي أسسه روح الله الخميني في إيران.
وتمثل إيران القاسم المشترك بين الحركتين إذ توفر لهما الدعم المالي والإعلامي الذي تراجع بالنسبة إلى حماس عندما أعلنت معاداة نظام الأسد وارتمت في أحضان الإخواني محمد مرسي في مصر.
وعادت العلاقة بين حماس وحزب الله لتتحسن بحلول النصف الأول من العام 2017، مع تجدد الاجتماعات بين مسؤولين كبار في الطرفين، وكان أبرزها اجتماع 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، عندما استقبل نصر الله، قيادي حماس البارز صالح العاروري، في بيروت.
تقارير استخباراتية تكشف عن مساع لتقوية تحالف ثلاثي يضم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله وحماس
وأفاد بيان صادر عن حزب الله الأحد، أنه "تم استعراض وتقييم لآخر التطورات السياسية والميدانية في فلسطين ولبنان والمنطقة وخصوصا المواجهات الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وأيضا تم تداول ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في المنطقة، في ضوء التطورات الحاصلة".
وشن الطيران الإسرائيلي طيلة ثلاثة أيام في الأسبوع الأول من أغسطس/ آب الجاري غارات على قطاع غزة قال إنها تستهدف حركة الجهاد الإسلامي التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ نحو جنوب إسرائيل.
وأسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية عن مقتل 44 فلسطينيا وإصابة المئات فضلا عن تدمير عشرات المنازل.
وأعلن نصر الله أثناء القصف الإسرائيلي على غزة أن حزب الله "يتواصل مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي وقيادة حركة حماس"، قائلا "نواكب وسنرى الساعات والأيام المقبلة إلى أين ستتجه".
وبالتزامن مع "تطبيع" العلاقات نسبيا بين حماس و النظام السوري، التقى نصر الله في يونيو/ حزيران الماضي بلبنان، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وأعلن الطرفان وقتها أن اللقاء تضمن "استعراض التطورات السياسية والميدانية في فلسطين ولبنان والمنطقة، وتطور محور المقاومة، والتهديدات والتحديات والفرص القائمة، مع التأكيد على تعاون كل أجزاء المحور".
وكشفت تسريبات استخباراتية غربية نشرت صحيفة بوليتيكو الأميركية جزءا منها في أبريل/ نيسان الفائت، النقاب عن السعي لتقوية تحالف ثلاثي يضم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله وحماس.
ويخمّن متابعون أن حزب الله يرغب في بعث رسائل لإسرائيل من خلال تكثيف اللقاءات مع حماس ليقول إن محور المقاومة مازال صلبا خاصة في ظل التوتر بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية ودخول حزب الله على الخط.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غيتس في يونيو الماضي، بإعادة اجتياح لبنان، متوعدا حزب الله بأنه "سيدفع ثمنا باهظا إذا فكر في تنفيذ عملية عسكرية ضد إسرائيل".
ويعتقد محللون أن العلاقة المتأرجحة بين حزب الله وحماس يحكمها عامل أساسي يتعلق بمدى الولاء لإيران والالتزام بتنفيذ أجندة محور المقاومة المعادي لإسرائيل والغرب.