بايدن يدعو الى حوار عراقي مرفوض من الصدر المعتزل
واشنطن - دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء جميع القادة العراقيين إلى الانخراط في "حوار وطني" في سبيل صياغة خارطة طريق من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي انزلقت الى احداث عنف اودت بحياة العشرات من انصار رجل الدين النافذ مقتدى الصدر.
ويرفض الصدر، الذي يتحكم بالمشهد السياسي في العراق، الجلوس الى طاولة حوار مع خصومه الموالين لايران الذين يسميهم "الفاسدين والساعين الى قتله". وسبق ان قاطع جلسة حوار ضمت كبار المسؤولين وقادة القوى السياسية.
وأخفق العراق الذي هيمنت عليه السياسات الطائفية منذ إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003 في تشكيل حكومة منذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر، في ظل التوتر بين الصدر والفصائل الموالية لإيران.
وذكر البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "رحب خلاله بعودة الأمن إلى الشوارع العراقية" مشيدا بجهود الكاظمي من أجل خفض حدة التوترات.
وأضاف البيان أن بايدن قدم "دعمه الكامل" لجهود الكاظمي لتهدئة التوترات في المنطقة من خلال الحوار والدبلوماسية، مشددا على دعم الولايات المتحدة لعراق "مستقل وذي سيادة".
وقبل ساعات قالت السفيرة الأميركية لدى العراق آلينا رومانوسكي إن بلادها "تشارك في الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس والحوار بين جميع الأطراف حتى لا تتكرر هذه الأحداث المأساوية".
والاثنين قتل ما لا يقل عن 23 شخصا وأصيب 380، معظمهم من مؤيدي التيار الصدري في المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد، مع اعلان الصدر اعتزال العمل السياسي وغلق المؤسسات التابعة له.
وانتهت الاشتباكات إثر دعوة كل من الصدر وتحالف الإطار التنسيقي المقرب من إيران، وهما أكبر قوتين شيعيتين في الساحة العراقية أنصارهما إلى الانسحاب من وسط بغداد.
ومنذ 30 يوليو/ تموز الماضي يعاني العراق من أزمة سياسية زادت حدتها حين بدأ انصار التيار الصدري اعتصاما داخل المنطقة الخضراء في بغداد رفضا لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
وحالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة منذ آخر انتخابات في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.