إسرائيل تعمل على عرقلة الاتفاق النووي الإيراني بالتفاصيل الاستخباراتية

تشنّ إسرائيل حملة دبلوماسية واستخباراتية مكثّفة في محاولة لإقناع الغربيين بعدم إحياء الاتفاق المبرم بينهم وبين الجمهورية الإسلامية في 2015 والذي أصبح في حكم الميت منذ انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في 2018.

واشنطن – تعمل إسرائيل على عرقلة الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والدول الغربية من جهة وإيران من جهة أخرى استخباراتياً، وهي في الوقت الذي بدت أنها تعجز عن منع الأمر سياسيا، فهي تجرب أن تعرقله بالتفاصيل المقدمة لدائرة صنع القرار في واشنطن التي ستجد نفسها مجبرة على تدقيق المعلومات الإسرائيلية المقدمة.

وتشنّ إسرائيل حملة دبلوماسية واستخباراتية مكثّفة في محاولة لإقناع الغربيين بعدم إحياء الاتفاق المبرم بينهم وبين الجمهورية الإسلامية في 2015 والذي أصبح في حكم الميت منذ انسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً في 2018.

وفي هذا السياق يقوم رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) دافيد بارنيع بزيارة حالياً إلى الولايات المتّحدة في إطار "الحملة الدبلوماسية ضدّ إيران".

واستعرض رئيس "الموساد" دافيد بارنيع، الخميس، مواد استخباراتية حساسة بخصوص الملف النووي الإيراني، مع مسؤولين أمريكيين، في الولايات المتحدة.

وجاء في بيان لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي، أن" رئيس الموساد دافيد بارنيع، استعرض خلال لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، مواد استخباراتية حساسة بخصوص الملف الإيراني الخميس، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة".

وذكر البيان، أن "سلسلة اللقاءات شملت كل من رئيس السي آي إي ويليام بيرنز) ورئيس الـ إف بي آي كريستوفور راي، ومستشار الأمن القومي (جيك سوليفيان) ووزير الدفاع (لويد أوستن)، ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الخارجية الأميركية".

وأوضح البيان أن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تواصل إيران فيه خداع العالم".

وأشار إلى، أن المسؤولين الأميركيين أكدوا خلال اللقاءات على أن الولايات المتحدة، لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وأن الإدارة ستواصل العمل بتعاون كامل مع إسرائيل، في قضايا إقليمية تتعلق بأمنها.

وتتهم إسرائيل إيران بالسعي لصنع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران التي تقول إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية.
ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران وواشنطن و5 دول أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو/ أيار 2018.

وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الثلاثاء، من أمام مقاتلة إف-35، إيران من الاستمرار في "اختبار" الدولة العبرية، في الوقت الذي تتفاوض فيه طهران مع الدول الكبرى لإحياء الاتفاق النووي الذي أُبرم في فيينا في 2015 وتعارضه إسرائيل بشدّة.

وأدلى لبيد بهذا التصريح خلال زيارة إلى قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، وقد نشر مكتبه مقطع فيديو ظهر فيه وهو يتحدّث وخلفه طائرة مقاتلة من طراز إف-35.

وقال لبيد إنّ "الوقت ما زال مبكراً لمعرفة ما إذا كنّا قد نجحنا بالفعل في وقف الاتفاق النووي، لكنّ إسرائيل مستعدّة لأيّ تهديد ولأيّ سيناريو".

وأضاف "إذا استمرّت إيران في اختبارنا، فسوف تكتشف ذراع إسرائيل الطويلة وقدراتها"، متعهّدا "مواصلة العمل على جميع الجبهات ضدّ الإرهاب وضدّ أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا".

وأكدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّه حصل من الرئيس الأميركي جو بايدن على الضوء الأخضر لكي تفعل الدولة العبرية "كلّ ما تراه مناسباً" لمنع إيران من امتلاك السلاح الذرّي، وهو هدف لطالما نفت الجمهورية الإسلامية سعيها لتحقيقه رغم الاتّهامات الغربية والإسرائيلية لها بعكس ذلك.

وقال لبيد "بحسب ما اتّفقت أنا والرئيس بايدن، فإنّ إسرائيل تتمتّع بالحرية الكاملة للقيام بكلّ ما تراه مناسباً لمنع إيران من أن تصبح مصدر تهديد نووي".

وتعارض إسرائيل بشدّة الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 2015 وخفّف العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية مقابل التزامها تقليص برنامجها النووي.

وفي حين يسعى بايدن إلى إحياء الاتفاق، فإنّ إسرائيل التي تُعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، تعهّدت بذل كلّ ما في وسعها لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.