إيران تتودد للسعودية وتستميت لتوقيع الاتفاق النووي

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن بلاده ليس لديها شروط مسبقة في محادثاتها مع السعودية، داعيا الرياض إلى تبني "نهج بناء" لتحسين العلاقات.

دبي – مع سعي طهران الحثيث لتوقيع الاتفاق المتعلق بملفها النووي مع الغرب، والذي تمّ تجميده مؤخراً، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الاثنين إن إيران ليس لديها شروط مسبقة في محادثاتها مع السعودية، داعيا الرياض إلى تبني "نهج بناء" لتحسين العلاقات.
وقال كنعاني في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون "إيران سترد بشكل متناسب على أي خطوة بناءة من جانب السعودية".
وتخوض الرياض وطهران صراعا إقليميا على النفوذ منذ عقود.
وقالت طهران الشهر الماضي إن الجولة السادسة من المحادثات المؤجلة بين السعودية وإيران في بغداد ستعقد عندما تكون الظروف مواتية في العراق.
وفي مايو أيار، ذكر وزير الخارجية السعودية أن هناك بعض التقدم في المحادثات مع إيران التي يتوسط فيها العراق لكنه ليس كافيا.
كما قال كنعاني إن إيران مستعدة لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، داعيا الوكالة إلى "عدم الإذعان لضغوط إسرائيل" بشأن أنشطة طهران النووية.
ويجتمع مجلس محافظي الوكالة اليوم الاثنين، بعد ثلاثة أشهر من تبني قرار يحث إيران على تقديم إجابات موثوقة في تحقيقات الوكالة في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع في إيران.
ورفضت إيران التحقيقات، قائلة إنها ذات دوافع سياسية.
كان الرئيس الأميركي في ذلك الوقت، دونالد ترامب، قد أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، قائلا إنه كان متساهلا للغاية مع إيران، وأعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية، مما دفع طهران إلى البدء في انتهاك القيود النووية الواردة في الاتفاق بعد ذلك بعام واحد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في المؤتمر الصحفي الاثنين "تعلن إيران تعاونها البناء مع الوكالة باعتباره التزاما... وبينما هناك التزامات على إيران، فإن لها حقوقا أيضا".
وأضاف أنه "ينبغي للوكالة أن تحافظ على مصداقيتها".
وتوعدت إسرائيل، التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، بعدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة ذرية، قائلة إن طهران تدعو إلى تدميرها. وتنفي إيران تماما أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها النووي سلمي.
وقال كنعاني "من الطبيعي أن تتوقع إيران إجراءات بناءة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعضاء مجلس محافظيها".
وبعد 16 شهرا من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الثامن من أغسطس آب إن التكتل قدم عرضا نهائيا للتغلب على مأزق من أجل إحياء الاتفاق.
وأرسلت إيران هذا الشهر أحدث رد لها على عرض الاتحاد الأوروبي. لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا قالت يوم السبت إن لديها "شكوكا جدية" بشأن نوايا إيران، بعد أن حاولت ربط إحياء الاتفاق بإغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووصف كنعاني البيان الأوروبي بأنه "غير بناء".
وقال "يجب على كل من الولايات المتحدة وأوروبا إثبات أنهما لا يعطيان الأولوية لمصالح النظام الصهيوني (إسرائيل) عند اتخاذ قرارات سياسية".