تضامن خليجي مع قطر في مواجهة انتقادات ألمانية

مجلس التعاون الخليجي يندد بتصريحات وزيرة الداخلية الألمانية حول استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم، مستنكرا التدخلات الخارجية في شؤون دولة عضو في المجلس.
الاتحاد الكندي ينضم لقائمة المطالبين بتعزيز حقوق العمّال في قطر

الرياض - عبر مجلس التعاون الخليجي السبت عن تضامنه مع قطر، منددا بتصريحات وزيرة الداخلية الألمانية حول حق استضافة الدوحة لبطولة كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022) ومستنكرا لأي تدخل خارجي في الشؤون الدوحة وأي عضو في المجلس.

ويأتي هذا الموقف الذي يعبر عن وحدة مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التدخلات الخارجية بعد يوم من استدعاء وزارة الخارجية القطرية للسفير الألماني لدى الدوحة للاحتجاج رسميا على تصريحات "غير مقبولة ومستهجنة ومستفزة للشعب القطري" أدلت بها وزيرة الداخلية الألمانية الاتحادية نانسي فايسر.

واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف تصريحات فايسر في بيان نشره الموقع الالكتروني للمجلس الذي يضم دول الخليج الست ومقره الرياض.

وأكد أن "موقف دول مجلس التعاون داعم لدولة قطر في التصدي لأي تدخل في شؤونها الداخلية من خلال نشر الادعاءات التي لا تخدم قيام علاقات طبيعية بين البلدين، بوصفها انتهاكا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقوانين الدولية".

وأضاف أن "دولة قطر ماضية في تحقيق الإنجازات واستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022 يعد مصدر فخر واعتزاز مستحق".

ويأتي ردّ الفعل القطري والخليجي بعد قول فايسر في مقابلة تلفزيونية بثّت الخميس إنّ استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة للحكومة الألمانية "صعبة للغاية"، مشدّدة على أنّ "هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول".

كما قالت الوزيرة الألمانية في تصريح آخر إنّه "في ما يخصّ الأحداث الرياضية الدولية في المستقبل، يجب أن نتأكّد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الإنسان".

وهي أول مرة تستدعي فيها الدوحة سفيرا احتجاجا على تصريح مسؤول في بلده بشأن استضافتها المونديال.

ومنذ أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم حقّ استضافة المونديال إلى قطر عام 2010، تتعرّض الدولة العربية الأولى التي تستضيف الحدث الرياضي العالمي، لانتقادات لاذعة على خلفية طريقة تعاملها مع العمّال المهاجرين وحقوق المثليين والنساء فضلا عن تكييف الملاعب.

وفي أحدث تلك الضغوط والانتقادات، انضم الاتحاد الكندي لكرة القدم أمس الجمعة إلى حملة المطالبين بتعزيز حقوق العمّال ومجتمع الميم في قطر التي تستعد لاستضافة كأس العالم بدءا من 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وجاء في بيان الاتحاد الكندي إنه "يدعم السعي المستمر لتحقيق مزيد من التقدّم حيال حقوق العمال والإدماج"، مضيفا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نفسه أقرّ بأهمية هذه المسألة".

وفيما أقرّ بإحراز تقدّم، أراد الاتحاد "ضمان أن تؤدي تلك الإصلاحات إلى تحسينات ملموسة"، حتى موعد انطلاق البطولة المقررة للمرّة الأولى في الشرق الأوسط.

وقال الاتحاد الكندي "نعتقد أن إرث هذه البطولة يجب أن يتضمّن الهام وتشجيع تحسينات أخرى في هذا المجال، ليس فقط في قطر، بل في كامل المنطقة".

وأكّدت الدوحة مرارا أنها توصّلت إلى إدخال تحسينات كبيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك فرض حد أدنى للأجور وتخفيف جوانب كثيرة من نظام الكفالة الذي أعطى أصحاب العمل سلطات على حقوق العمّال في تغيير وظائفهم وحتى مغادرة البلاد.

وعبّر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء الماضي عن أسفه لأنّ بلاده تتعرّض لـ"حملة غير مسبوقة" من "الافتراءات" و"ازدواجية المعايير" بسبب استضافتها المونديال.

وشدّد الاتحاد الكندي أنه منذ تأهل منتخبه إلى النهائيات العالمية للمرة الثانية في تاريخه، بعد الأولى في 1986، التقى ممثلين عن السفارة الكندية في الدوحة في ثلاث مناسبات بالإضافة لمنظمة العمل الدولية ومنظمة العفو الدولية.

ونتيجة لتلك الاجتماعات، يعتقد الاتحاد أن "الإصلاحات القانونية في قطر يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي" إذا تمّ تنفيذها بالكامل.

وكان منتخب أستراليا اعتبر الخميس أنه لا يمكن تجاهل "المعاناة" التي رافقت تنظيم بطولة كأس العالم في قطر، ليصبح بذلك أول فريق متأهّل للمونديال ينتقد البلد المضيف علنا.

وقال الاتحاد الاسترالي الذي أرفق بيانه بمقطع فيديو قصير يظهر فيه 16 لاعبا من فريق سوكيروس "علمنا أيضا أن المسابقة ارتبطت بمعاناة العمّال المهاجرين وعائلاتهم وهذا الأمر لا يمكن تجاهله".

وردّت "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" المنظّمة للمونديال مؤكّدة أنّ "ما من بلد مثالي" مضيفة أن "حماية صحّة وسلامة وأمن وكرامة كلّ عامل يساهم في كأس العالم هي أولويتنا".

وتابع البيان القطري أنّه "غالبا ما يستغرق تنفيذ القوانين الجديدة والإصلاحات وقتا، والتطبيق الصارم لقوانين العمل يمثّل تحدّيا عالميا، بما في ذلك في أستراليا".

ولم تأت اللجنة في بيانها على ذكر حقوق أفراد مجتمع الميم، لكنّها قالت إنّ "هذا المونديال ساهم في إرث من التقدّم والممارسة الأفضل وتحسين الحياة وهو إرث سيظلّ طويلا بعد آخر ركلة" لكرة القدم في المونديال.

ومن المقرّر أن يضع قادة عدد من المنتخبات الأوروبية الرائدة في كرة القدم بما فيها إنجلترا وفرنسا وألمانيا، على زنودهم شارات تشبه ألوان قوس القزح الذي يمثّل أفراد مجتمع الميم، وسيُكتب على هذه الشارات شعار "حبّ واحد" في حملة ضدّ التمييز خلال كأس العالم.