السعودية تعزز اسطولها باتفاقية مع شركة اسبانية لبناء سفن قتالية
الرياض - وقعت وزارة الدفاع السعودية مذكرة تفاهم مع شركة نافانتيا الإسبانية المملوكة للدولة الأربعاء لبناء سفن قتالية للقوات البحرية الملكية السعودي في خضم جهود تقوم بها المملكة لدعم أمنها القومي ومواجهة تهديدات إقليمية بعد أن توعد الحوثيون في اليمن باستهداف سفن النفط في البحر الأحمر وقرب باب المندب.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر اليوم الخميس نقلا عن وزارة الدفاع أن مذكرة التفاهم تهدف إلى "رفع مستوى جاهزية القوات البحرية الملكية السعودية لتعزيز الأمن البحري في المنطقة وحماية المصالح الحيوية والإستراتيجية للمملكة".
وتأتي مذكرة التفاهم بعد حوالي ثلاثة أشهر من وصول سفينة "الجبيل" القتالية من طراز "كورفيت - أفانتي 2200" إلى قاعدة الملك فيصل البحرية، قادمة من مقر تصنيعها في إسبانيا.
وتسعى السعودية لتعزيز قوتها البحرية بينما هددت قيادات من الحوثيين بشن حرب مشددة على القوة البحرية للتحالف العربي واستهداف ناقلات النفط في خضوع للاملاءات الإيرانية.
وقام الحوثيون بالفعل بشن هجمات طالت بعض الموانئ في جنوب اليمن كما تم اختبار صواريخ مضادة للسفن كما تورطوا في السابق في استهداف السواحل السعودية عبر زوارق مفخخة لكن تم احباطها.
وشنت إيران بدورها هجمات طالت ناقلات نفط باستخدام طائرات مسيرة كان أخرها سفينة نفط على ملك رجل أعمال إسرائيلي في مياه عمان.
ووفقا لمذكرة التفاهم ستقوم الشركة الإسبانية "بتوطين ما يصل إلى 100% من بناء السفن البحرية وتكامل الأنظمة القتالية وصيانة السفن، وبما يتماشى مع أهداف ورؤية المملكة 2030".
وشدد رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة نافانيتا، ريكاردو جارسيا باقيورو على جاهزية وفعالية سفن المشروع بتضمينها أحدث الأنظمة القتالية للتعامل مع التهديدات الجوية كافة، السطحية وتحت السطحية، وتعد الأحدث من طرازها في العالم، حيث تلتزم الشركة الإسبانية بنقل التقنية إلى المهندسين السعوديين، والمساهمة في توطين القدرات التقنية للمملكة.
وتم توقيع مذكرة التفاهم بإشراف وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ووزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية ماريا رييس ماروتو حيث تهدف الى رفع مستوى جاهزية القوات البحرية الملكية السعودية لتعزيز الأمن البحري في المنطقة وحماية المصالح الحيوية والإستراتيجية لها ودعم أهداف وزارة الدفاع الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية.
وتؤكد مذكرة التفاهم على ضرورة ان تقوم الشركة الاسبانية "بدمج أنظمة القتال في السفن الجديدة، وتصميم النظم وهندستها، وتصميم الأجهزة، وتطوير البرمجيات، والاختبارات، وأنظمة التحقق، والنماذج الأولية، والمحاكاة، والنمذجة، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي، وتصميم برامج التدريب".
وتؤكد السعودية على ضرورة تطوير القدرات البحرية في خضم قيام دول عديدة بتحسين قدراتها في هذا الجانب خاصة وان المملكة قريبة من المضائق المهمة لإمدادات النفط حيث افاد مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية خالد البياري أن مذكرة التفاهم هذه تأتي ضمن رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي بإيجاد قاعدة لصناعات بحرية متقدمة في المملكة.
كما تاتي هذه المشاريع وفق توجيهات الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع السعودي، وذلك بغرض رفع جاهزية القوات المسلحة، واستدامة المنظومات، وتوطين الصناعات العسكرية، وتعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي.
وقال البياري أن الحدث يمثل أهمية كبيرة لوزارة الدفاع السعودية ومعلما بارزًا في التعاون مع شركة نافانتيا الإسبانية، بهدف تعزيز القدرات البحرية للقوات البحرية الملكية السعودية مؤكدا أن المذكرة تعزز المساهمة في رفع الجاهزية العسكرية، وتعزيز التشغيل المشترك بين جميع الجهات الأمنية والعسكرية، إضافة إلى رفع الشفافية وكفاءة الإنفاق.
من جانبه قال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية، أحمد العوهلي، أن المذكرة تعزز مسيرة التوطين في قطاع الصناعات العسكرية عبر تحقيق مستهدفات رؤية المملكة بتوطين ما يزيد عن 50 بالمئة من إجمالي الإنفاق العسكري بحلول 2030.
وشدد على ان الخطوة "ستمكن المملكة من تحقيق الأولويات الوطنية المتمثلة في تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية، إضافة إلى تطوير قطاع صناعات عسكرية محلية مستدامة تعزز من بناء قدرات صناعية محلية وسلاسل امداد متنوعة بالإضافة الى توطين الكوادر البشرية".
بدوره أكد باقيورو أن توقيع مذكرة التفاهم مع وزارة الدفاع السعودية لبناء عدد من السفن القتالية متعددة المهام، جاء بعد نجاح المشروع الأول (السروات)، الذي يعد قفزة نوعية لشركة نافانتيا والقوات البحرية الملكية السعودية.
وقال ان إنجاز المشروع الأول بالوقت المحدد ساهم في تجديد ثقة المملكة في شركة نافانتيا، حيث جرى تدشين سفينتين من سفن المشروع هما: سفينة "جلالة الملك الجبيل" وسفينة "جلالة الملك الدرعية".
وتسعى السعودية الى تنويع مصادر سلاحها وعدم التعويل فقط على الجانب الاميركي خاصة مع تصاعد الخلافات بين الرياض وواشنطن وتهديد مسؤولين بمراجعة العلاقات وتجميد بيع الاسلحة على خلفية رفض المملكة طلبا اميركيا برفع الانتاج ضمن تحالف اوبك+.