إيران ترفض العودة إلى مفاوضات فيينا بذريعة التهديدات الأميركية

الخارجية الإيرانية تقول أنها لن تقدم تنازلات في الملف النووي مؤكدة ان حاجة الغرب إلى التفاوض ليست أقل من حاجة طهران ومحملة واشنطن تداعيات الجمود في المفاوضات.
الحكومة الايرانية تتهم واشنطن بالتركيز على ملفات اخرى وليس الملف النووي في اشارة للاحتجاجات
ايران تحمل القوى الاوروبية بعضا من المسؤولية بسبب ما وصفها السير في الركب الاميركي
طهران ترد على تصريحات المبعوث الاميركي بشان دعم المتظاهرين عوض التركيز على الملف النووي

طهران - واصلت إيران سياسة التعنت فيما يتعلق بالملف النووي رافضة كل الجهود التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى الغربية للعودة إلى المفاوضات وإيجاد حلول سلمية للملف بذريعة الضغوط والتهديدات الاميركية والتهم الموجهة لواشنطن بدعم الاحتجاجات الداخلية.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أنها لن نقبل استئناف مفاوضات الاتفاق النووي تحت الضغط والتهديد ولن نقدم تنازلات وهذا ما تعرفه الولايات المتحدة في محاولة لتحميل الغرب مسؤولية الجمود المتعلق بالنووي الإيراني.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في تصريح صحفي وفق ما نقلته قناة " الميادين" "المفاوضات لها منطقها الخاص لذلك نحن ملتزمون بخطة العمل المشترك الشاملة للاتفاق النووي لكن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق".
وأضاف "إيران لا تزال ملتزمة بعملية التفاوض وتسعى إلى حسمها غير أنّها لن تتفاوض على أساس الحاجة إلى المفاوضات".
وفي محاولة للتستر على حالة الضعف قال كنعاني " حاجة الغرب إلى التفاوض ليست أقل من حاجة إيران إليه والاتفاق مُتاح ويمكن للأطراف المعنية بها التوصل إليه في أقرب وقتٍ ممكن".
وتابع "المفاوضات لم تندرج ضمن أولويات الولايات المتحدة وإنما هي تركز على قضايا أخرى، فهناك تناقض في تصريحات الأطراف الغربية المعنية بالاتفاق النووي، ولا سيما أن الإدارة الأميركية التي لم توجد مساراً غير مناسبٍ تجاه خطة العمل المشترك الشاملة فحسب بل منعت إيران من الاستفادة من الفوائد الاقتصادية لخطة العمل المشترك الشاملة أيضاً".
وسعى المسؤول الايراني للتركيز على المواقف الاميركية قائلا " "الولايات المتحدة أثارت الشكوك تجاه الحلول الدولية متعددة الأطراف لتسوية القضايا المعقدة"، موضحا "واشنطن تتحمل مسؤوليتها تجاه ما نشهده حالياً بسبب تصرفاتها غير المسؤولة".
كما حمل كنعاني الجهات الاوروبية بعضا من المسؤولية بسبب ما وصفها السير في الركب الاميركي بسبب الظروف الدولية قائلا "نوصي الأطراف الأوروبية المعنية بالاتفاق النووي بأن لا تستسلم أمام أميركا والظروف التي تفرضها منعاً للتعرّض للأضراء الناجمة عن هذه الظروف".
وتمارس الحكومة الإيرانية سياسة المناورة فيما يتعلق بالعودة إلى المفاوضات لكنها اليوم باتت أكثر تمسكا برفض الحوار محاولة ان تواري ضعفها بسبب تصاعد الاحتجاجات الداخلية ومحملة القوى الغربية وهاصة واشنطن مسؤولية تلك المظاهرات المطالبة بالحرية والتغيير.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي قال الاحد بأنّ بلاده "ستركز على دعم المتظاهرين في البلاد، بدلاً من المحادثات المتوقفة لإحياء الاتفاق النووي الدولي".
وتصاعد التوتر خاصة مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الشاملة التي فرضت على إيران عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لسنة 2015.

ايران تخرق التزاماتها النووية في بعض المواقع
ايران تخرق التزاماتها النووية في بعض المواقع

وتنصلت إيران في الفترة الأخيرة من الكثير من الالتزامات المتعلقة بالبرنامج النووي وآخر هذه السياسات انطلاقها في عملية إنشاء محطة جديدة للطاقة النووية بقدرة 300 ميغاواط من الكهرباء، في محافظة خوزستان الغنية بالنفط جنوب غربي البلاد اطلقت عليها " محطة كارون".
وتاتي الخطوة الجديدة بعد أقل من أسبوعين من إعلان إيران بدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، في منشأة فوردو النووية تحت الأرض.
ويلزم لصنع قنبلة ذرية يورانيوم مخصب بنسبة 90 %، لذا فإن التخصيب بنسبة 60 % يُشكّل خطوة مهمة نحو تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المستخدم في صنع الأسلحة.
وضربت ايران عرض الحائط قرارا أصدره مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يأمر إيران بالتعاون مع تحقيق تجريه الوكالة منذ سنوات حول مصدر جزيئات يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلن عنها.
وتجاهلت السلطات الايرانية التي تئن على وقع احتجاجات غير مسبوقة وعقوبات مشددة بسبب ملف الطائرات المسيرة الجهود التي يبذلها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لدفع إيران الى العودة إلى المفاوضات النووية في فيينا والالتزام بالقرارات الدولية.
وتعيش إيران على وقع احتجاجات شعبية طالت عددا من المحافظات تنديدا بمقتل الشابة الايرانية الكردية مهسا اميني حيث فشلت السلطات الايرانية في إسكات المتظاهرين رغم القمع غير المسبوق.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على السلطات الإيرانية بسبب الانتهاكات الحقوقية بحق المتظاهرين وعقابا على تورط طهران في بيع طائرات مسرة الى روسيا لاستخدامها في الحرب التي تشنها على اوكرانيا منذ فبراير/شباط الماضي.
وكان غروسي طالب السلطات الإيرانية بتفسير مقنع لآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة قبل سنوات قليلة فيما تقول القوى الغربية إن قضية جزيئات اليورانيوم التي لم يعرف لها تفسير أصبحت عقبة في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، إذ تسعى طهران الآن لإغلاق تحقيق وكالة الطاقة الذرية في إطار تلك المفاوضات.
وتجد القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة نفسها مضطرة لايجاد وسائل اخرى لمنع ايران من انتاج القنبلة النووية وسط دعوات من الجانب الاسرائيلي لاستهداف المنشات النووية الايرانية وتحذير ايران من هذه الخطوة وتداعياتها على المنطقة.
ورغم ان إيران تنفي دائما سعيها لامتلاك أسلحة نووية قائلة إن تقنيتها النووية للأغراض المدنية فقط لكن غموض بعض إجراءاتها ورفضها تطبيق التزاماتها النووية تزيد من الشكوك بشان نواياها.