توفيق الكوكي يضع قلمه على مواطن الخلل بالكاريكاتور
تلوينات وأساليب متعددو جمعت بين لوحات وأعمال فنية مرسومة ومجسدة وعبر تقنية
الانعكاس حيث المرآة القائلة بالنص المغاير للمحتوى الفني ويكفي أن ترى الأثر على المرآة المعلقة في الرواق لتعيد القراءة الأخرى على غير المألوف والعادي لذات العمل الفني..
هكذا هو هذا المعرض الفني الذي يتواصل برواق الفنون علي القرماسي بنهج شارل ذيقول بتونس العاصمة والتابع لوزارة الشؤون الثقافية والذي يتواصل بعد افتتاحه يوم 2 ديسمبر/كانون الاول بحضور عدد من الفنانين والاعلاميين وأحباء الفن التشكيليي والكاريكاتور عموما.
الكاريكاتور أبلغ من الكتابة أحيانا وقد يغني عنها بما يحوزه من خصوصية تعبيرية وقدرات فنية ومضمونية واشارات يبدع بها وفيها الرسام الكاريكاتوري ومن هنا نلمس تلك العلاقة الحميمة والعضوية بين الكتابة الصحفية وفن الكاريكاتور منذ عقود كثيرة..
في هذا السياق وضمن تجربته الطويلة وبمناسبة معرضه الأخير المعنون بـ "كوكيات" بفضاء العرض برواق الفنون القرماسي.. نذكر الفنان الكاريكاتوري توفيق الكوكي الذي الذي هام بهذا الضرب الفني منذ أكثر من أربعة عقود لتبرز تجربته من خلال المعارض الفردية والجماعية وبصفحات الصحف والمجلات التونسية والعربية ضمن تعاطيه الفني مع الحدث الثقافي والاجتماعي والسياسي والرياضي.
وهكذا... وتحت عنوان "كوكيات" انتظم هذا المعرض حيث نجد عددا من الأعمال الفنية الكاريكاتورية منها "غلاء المعيشة " و"حليب البقرة" و"كح" و" الريشة اللاذعة" و"الضحية" و"حلم" والضحية".
ويقول الفنان توفيق الكوكي عن معرضه هذا "اطلقت على هذا المعرض عنوان كوكيات لأنه معرض متنوع فيه الجانب التجديدي باستعمال تقنيات متعددة ومتنوعة في فن الكاريكاتور المنعكس بالمرآة وبالكاريكاتور عبر الأبعاد الثلاثة والمسطح المرسوم بالحبر الصيني الأبيض على الورق الأسود والكاريكاتور المرسوم بقلم الرصاص وبالألوان الزيتية والزائر هنا يجد نوعية جديدة من الاشتغال على الفن الكاريكاتوري وفق التعبيرات الفنية المعاصرة... مواضيع اجتماعية ثقافية سياسية رياضية ما يلخص القضايا والمشاكل وفق رؤيتي وتصوري لها".
أعمال فنية متعددة التقنيات والتعاطي الفني للكوكي في معرضه هذا برواق القرماسي المعروضة للفترة من 2 ديسمبر /كانون الاول الى الآن.. ويتواصل هذا المعرض لفترة لاحقة.
نعم.. ضمن بانوراما الفنون وتلويناتها التشكيلية ..مثل فن الكاريكاتور مجالا شاسعا للذهاب الى صنف من التعبير الجمالي فيه الكثير من الابداع والامتاع حيث الوجه الآخر والصورة المغايرة والتعبير البليغ والمبالغ عن الحدث والموضوع والحالة..
توفيق الكوكي اشتغل كثيرا على الظواهر الاجتماعية وكانت أعماله المتعددة مجالا لقراءة الحدث والظاهرة بأسلوبه الخاص الذي صار يحل من خلاله بصمته الفنية بل انه ذهب أكثر في تطوير تجربته الكاريكاتورية التي يقول عنها ضمن لقاء جمعني به "أنا أعرض في تونس وخارجها منذ سنة 1979من ذلك معرضي الشهير بدبي وفي المهرجان المتوسطي للأشرطة المرسومة بالجزائر الى غير ذلك من المشاركات التي قدمتها بايطاليا وتركيا، وقد تم تصنيفي كفنان مخترع الى جانب اختياري كأفضل الكاريكاتوريين العرب كما أني أنجزت الكاريكاتور بالأبعاد الثلاثة والكاريكاتور المنعكس أي بالوجهين والكاريكاتور العائم المقتبس عن تجربة القائد حنبعل الذي حمل الفيلة من افريقيا الى ايطاليا مرورا بجبال الآلب والبيريني ومسيرته المعروفة".
"لقد حققت من خلال أعمالي الفنية أحلاما ضمن التقنية وتنوع التجربة ..ان اللون القاتم يعبر عن أعماقي لذلك أوجدته في تجاربي وهي تجربة غير مسبوقة تلك التي عبرت فيها باللون الأبيض على حامل أسود، وقد لاقى كل ذلك نجاحا على النطاق الدولي لتصل أعمالي عديد المعارض في العالم، لدي الآن صداقات مع فنانين عالميين من نقاشين ونحاتين وكاريكاتوريين ورسامين كما صارت لي صداقات مع الأدباء..ان مثل هذا الحضور قد أثرى تجربتي ..على الفنان أن ينفتح على العالم فالعالم اليوم قرية صغيرة ..هناك مشاريع مع أروقة بالخارج وهناك من اتصل بي من الفنانين وأصحاب القاليريهات.. الرسام الكاريكاتوري في تونس لم ينل حظه وحقه وهذا لأسباب تخص أصحاب الصحف والمجلات الذين لم يع بعضهم أن الكاريكاتور يجلب القراء وهو مقال بحد ذاته ".
هكذا هو الفنان الكوكي صاحب التجربة الطويلة مع الصحف والمجلات والدوريات يبعث مع الاطلالة الاعلامية تلك البسمة الممزوجة بالسخرية والشجن والحرقة والعمل المتواصل وتحت عنوان كبير هو النقد بالفن الكاريكاتوري يمكن الاصلاح وتفادي السقوط والاشارة الى مواطن الخلل.
هو من المأخوذين بالفعل الثقافي الوطني .. له صداقات كبيرة مع الشعراء والكتاب والمبدعين فهو يرى في التواصل الابداعي مجالا لرأي عام ثقافي ونقدي تحتاجه البلاد..
ان الفنان الكاريكاتوري توفيق الكوكي لا يمل من البحث ضمن التنويعات الجمالية بما يثري ويجدد علاقته بالكاريكاتور كفن وكتعبيرة عالية وساخرة ومتألمة وحميمية.. و.. و.. تجاه الواقع..تجاه الأنا.. تجاه الآخرين.. انها فكرة الفن النبيلة في هذا الكون المربك.
معرض للكاريكاتور متنوع التعاطي والتناول الفني الجمالي للكوكي الذي يظل فنانا مشتغلا على مسيرته بما يملكه من موهبة وتجربة كوكيات معرض متعدد الأعمال الفنية عمل ضمنه الفنان توفيق الكوكي على التواصل مع جمهوره وأحباء فنه وبصمته وخصوصيات رسوماته وهو الفنان الذي تنوعت المعارض في مسيرته من حيث المشاركات والفعاليات التونسية والعربية والدولية.