بن غفير على خطى شارون يستعد لاقتحام المسجد الأقصى
القدس - يخطط إيتمار بن غفير زعيم حزب القوة اليهودية (عوتسما يهوديت) الذي تولى منصب وزير الأمن القومي في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاقتحام المسجد الأقصى في مدينة القدس خلال الأسبوع الحالي، وفق ما أكدت قناة 'كان' الإسرائيلية الرسمية، بينما حذّرت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية من أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء تلك الخطوة التي قالت إنها ستكون بمثابة صاعق تفجير.
وستجري الشرطة الإسرائيلية تقييما للوضع قبل أي خطوة من هذا النوع حيث تعيد هذه الخطوة إلى الأذهان تلك التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق الراحل ارييل شارون قبل 22 عاما وهي الخطوة التي فجرت الانتفاضة الثانية.
وبحسب الصدر ذاته اتصل مكتب بن غفير بالشرطة أمس الأحد وأبلغها أنه يعتزم اقتحام المسجد الأقصى يوم الثلاثاء أو الأربعاء القادمين، لكن القناة الإسرائيلية رجحت نقلا عن مصادر خاصة لم تسمه، أن وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف قد يضطر لتأجيل الاقتحام.
وأحاط رئيس الوزراء الإسرائيلي حكومته بأحزمة من الأحزاب الدينية الأشدّ تطرفا من بينها حزب القوة اليهودية المتحالف مع حزب الصهيونية الدينية وأحزاب أخرى من اليمين المتطرف، ما يثير مخاوف غربية وعربية من تصعيد خطير يعيد المنطقة لمربع العنف.
وتسود بالفعل مخاوف من أن يفجر بن غفير أو حلفاؤه من اليمين الديني المتشدد انتفاضة ثالثة وهو أمر قد يرخي بظلالها على اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل قبل عامين من أربع دول عربية أكدت جميعها رغم اتفاق تطبيع العلاقات، دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة عدم تغيير وضع القدس.
وفي حال أقدم بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى فسيكون ذلك الأول منذ توليه منصبه وزيرا للأمن القومي في حكومة نتنياهو التي أدت الخميس الماضي اليمين الدستورية.
وكان تحالف الصهيونية الدينية والقوة اليهودية قد فاز في الانتخابات التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بـ14 مقعدا ووجد نتنياهو نفسه مضطرا لتشكيل ائتلافي حكومي هو الأشد تطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، معتمدا على ترضيات وتسويات مع الأحزاب الدينية ليتمكن من إعلان فريقه الحكومي في الآجال المحددة.
لكن تركيبة الحكومة الإسرائيلية قد تكون هشة بالنظر إلى الخطر الذي تمثله تلك التحالفات وسيكون نتنياهو أمام اختبار صعب للحفاظ على تماسك حكومته.
وفي المقابل حذّرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من أي استفزازات قد يقوم بها بن غفير ومنها اقتحام المسجد الأقصى، معلنة أنها أبلغت مصر التي رعت تهدئة بينها وبين إسرائيل، بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، بحسب ما نقلت قناة الميادين اللبنانية عن مصادرها.
ووفق المصدر ذاته نقلت حركة حماس عبر الوسطاء المصريين والأمميين رسائل شديدة اللهجة تحذر من إقدام بن غفير على تلك الخطوة وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعيات أي خطوة تصعيدية واستفزازية.
وقالت للجانب المصري إنه في حال أقدم بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى فإنها لن تبقى مكتوفة الأيدي.
وفي تغريدة على حسابه بتويتر قال عبداللطيف القانوع المتحدث باسم الحركة إن "إعلان المجرم بن غفير نيته اقتحام المسجد الأقصى يعكس غطرسة حكومة المستوطنين الفاشية ونواياها المبيّتة لتصاعد الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه".
وتابع "التصعيد في المسجد الأقصى يمثل صاعق تفجير وستتحمل حكومة الاحتلال نتائج ذلك... الشعب الفلسطيني سيتصدى ببسالة لهذه الحماقات والاستفزازات ولن يسمح بتمرير مخططات الاحتلال".