التقارب السوري التركي يشعل الخلاف بين الفصائل السورية

رئيس الائتلاف السوري المعارض يتعرض مع وفد مرافق له للضرب والطرد خلال مظاهرات في مدينة أعزاز بشمالي حلب رفعت ورددت فيها شعارات مناوئة لمسار التقارب السوري التركي.  

أعزاز (سوريا) - فجر التقارب السوري التركي خلافات وانقسامات بين الفصال السورية المعارضة بشقيها السياسي والعسكري وعمق الأزمة داخل مناطق سيطرة تلك الميليشيات الموالية لتركيا.

وأظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء سوريون على تويتر، تعرض سالم المسلط رئيس ائتلاف المعارضة السورية ووفد يرافقه للضرب أثناء زيارة مدينة أعزاز شمالي حلب من قبل محتجين يعتقد أن الميليشيات المسلحة أوعزت لهم بذلك.

وقام محتجون بطرد المسلط والوفد المرافق له مرددين شعارات مناوئة لبوادر التقارب التي برزت مؤخرا بين تركيا ودمشق والتي من المتوقع أن يدفع سكان شمال سوريا والميليشيات المسلحة والمعارضة السورية ثمنها بعد أن أدارت أنقرة ظهرها لحلفائها من تلك الفصائل.

وتشهد عدة مناطق في ريفي حلب وإدلب وهي مناطق خاضعة لفصائل معتدلة وأخرى إسلامية متشددة موالية لتركيا، احتجاجات رافضة لما تصفه بـ"المصالحة والتطبيع" بين أنقرة ودمشق.

وسبق للمعارضة السورية المسلحة أن وصفت خطوات التقارب التركي السوري بأنه "طعنة في الظهر"، بينما تبدي المعارضة السياسية على استحياء تفهمها لتوجه تركيا الجديدة والذي يعتبر انعطافة حاسمة تبشر بإعادة تشكل المشهد العام في الشمالي السوري.

ومع أن الحكومة التركية أعلنت أنها لن تتخلى عن المعارضة السورية وتدفع في الوقت ذاته لتكون ضمن صفقة التسوية مع النظام السوري بعد سنوات من العداء، فإن ما يجري في الكواليس يبدو مختلفا وسط اعتقاد قوي بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقدمها كبش فداء نظير المصالحة المحتملة.  

وذكرت مصادر محلية أن حادثة أعزاز ترافقت مع قيام محتجين بحرق صور لرموز من المعارضةالسورية بينها صور بدر جاموس رئيس 'الهيئة العليا للتفاوض' وصور لأنس العبدة الرئيس السابق  لائتلاف المعارضة.

وبحسب المصادر ذاته خرجت الاحتجاجات بدعوة من الجماعات المسلحة الرافضة لمسار المصالحة السورية التركية في مدن وبلدات إدلب وإسقاط وحارم وكفرلوسين وريف حلب الشمالي في عفرين وأعزاز ومارع ودابق وجرابلس ضمن تظاهرات رفضاً لمسار التقارب التركي مع الحكومة السورية.

وبعد تعرضه للضرب والطرد قال سالم المسلط إنه "لا يحمّل المتظاهرين المسؤولية عما حدث معه"، مضيفا أنه جاب شوارع اعزاز لفترة طويلة وأجرى لقاءات مع عدد من الأشخاص قبل المظاهرة.

وقال في بيان إنه حضر إلى أعزاز للمشاركة في المظاهرة بصفته الشخصية وليس بصفته الرسمية من دون مرافقة.

وتعرضت مواقع للجيش السوري لهجمات نفذتها جماعات مسلحة من بينها هيئة تحرير الشام التي كانت تسمى جبهة النصرة وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة وكذلك من قبل حركة أحرار الشام.

وقالت في بيانات إنها قصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع في أرياف إدلب وحلب واللاذقية، إن الهجمات التي نفذتها تأتي في سياق الردّ على التقارب السوري التركي.

وتشعر المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي بأن الرئيس التركي الذي دعمها طيلة سنوات النزاع مستعد للتضحية بها مقابل إنهاء الخلاف مع دمشق وفتح صفحة جديدة في العلاقات قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا المقررة في مايو/ايار أو يونيو/حزيران القادمين.

ويحاول أردوغان تخفيف جبهات المواجهة الخارجية ويعمل في الوقت ذاته على امتصاص الضغط السياسي المسلط عليه من جانب الداخل التركي الذي يدعو لرحيل اللاجئين السوريين.

ويتطلب ترحيل اللاجئين تسوية مع دمشق كما يتطلب القطع مع المعارضة السورية وقطع الدعم عنها في معاركها ضد النظام السوري.