
حسام الكيلاني صناعة الكتاب مهمة نبيلة وتوزيعه مغامرة
الأديب الدكتور مصطفى الكيلاني تنوعت إصداراته وإنتاجاته الأدبية الفكرية ومساهماته النقدية والأكاديمية على مر عقود في الفعاليات الثقافية والأدبية التونسية والعربية والدولية وفي هذا السياق كان لهذا التراكم أثره في مجالات النشر وصناعة الكتاب وترويجه عربيا.
وكان لابنه حسام الكيلاني هذا الهاجس في حب الكتاب وجماليات إخراجه وتسويقه ومن هنا جاء بعثه للمؤسسة ونعني شركة "دار لوغوس للنشر والتوزيع".
وحسام الكيلاني شاب طموح يبلغ من العمر 29 عاما، درس القانون بكلية الحقوق والعلوم السياسية بسوسة تخصص قانون خاص، ناشط في السينما ويكتب الشعر ومصور فوتوغرافي ويمارس الرياضة.
وأضحى ناشرا وموزعا دخل عالم ريادة الأعمال والنشر بتحد كبير تألق فيه وحقق نجاحات عدة.
٭ متى تأسست الشركة وكيف كانت الانطلاقة؟
● كانت ولادة الشركة بين شهري ديسمبر/كانون الأول 2020 ويناير/كانون الثاني 2021 والمنطلق كان فكرة وحلم أَخذ في التشكل.
أما مرجع الفكرة فكان من منطلق محبتي لعالم الكتاب واعتيادي عليه داخل بيت توجد به مكتبة ضخمة تعود لأب مفكر وباحث وجامعي هو مصطفى الكيلاني، ولما استشرته شجعني وحذرني في الآن ذاته، إذ أَن صناعة الكتاب مهمة نبيلة وتوزيعه مغامرة.
لم تكن طريق البداية معبدة أمامي، فقد تعرضت للسخرية من قبل البعض عندما انطلَق المشروع سمعت تساؤلات ساخرة من قبيل "شركة ماذا؟ نشر؟ نشر ماذا؟ كتب؟ القراء اليوم انقرضوا في تُونس.. ستفشل.. أنصحك بأن تغلق أبواب شركتك حتما ستفشل من أول يوم يا حسام".
هذه العبارات المستفزة تركتها ورائي وحفزت نفسي وحفزني من حولي من العائلة وخارجها وعملت ليلا نهارا بإرادة صامدة قادرة على التجاوز وحققت عدة نجاحات ودخلت سوق الكتاب بتحد كبير رغم ما تعرضت له من مضايقات من كل حدب وصوب وفرضت منتوجي من خلال صناعته المتفردة.
٭ ما هي فلسفة واستراتيجية الشركة؟
● راهنا على القيمة الإبداعية والمستوى الفكري الراقي والصناعة الجيدة باختيار مصمم للغلاف لرسام سوري وأُستاذ جامعي بارز هو وسيم عبدالحميد ومصمم للداخل له تجربة زمنية طويلة هو وديع بن مفتاح.
والفضل في معرفتهما يعود إلى صديق الوالد الصحافي السوري التونسي والناشر ومدير عام شركة الشنفرى للنشر والتوزيع الهادي دانيال.
وإلى ذلك فلنا لجنة قراءة تتثبت في الأعمال وتدقق في كل شيء ولا تختار إلا المتفرد وإن وسعت قليلا من دائرة الاختيار، فلتشجيع تجربة شبابية واعدة أو الانتصار لقيمة، ذلك أَن شركة لوغوس للنشر والتوزيع نهجها التحريري حداثي تقدمي الذي ينتصر للتنوير والتأسيس الفكري والإبداعي والثقافي للمستقبل.
والقيمة الربحية تأتي بعد القيمة الفكرية النبيلة ولا يراد بها الاستثراء وإنّما ضمان استمرار المشروع وتجنيبه خطر الإفلاس لا غير.
٭ حضور الشركة في المعارض؟
● رغم أَن شركة لوغوس للنشر والتوزيع هي حديثة عهد بالتأسيس فقد أمكن لها الحضور في الكثير من المعارض داخل تونس وخارجها مثل: مصر، الجزائر، الإمارات، البحرين، الكويت، قطر، المغرب، الشارقة والعراق.
وحضور هذه المعارض هو بالتعاون مع شركتي ديار للنشر والتوزيع والشنفرى للنشر والتوزيع الصديق الناشر الهادي دانيال وثلّة من الموزعين الكبار المشهود لهم بالأمانة والمصداقية والتشجيع على صناعة النشر في الداخل والخارج.

كما لشركة لوغوس للنشر والتوزيع موقع إلكتروني ينشر جميع الأنشطة ويعرف بمنتوج الشركة وعدد متقبلي هذه الصفحة هو بالآلاف في جل البلدان العربية وفي العالم، بالإضافة إلى أنها وضعت منتوجها كأول خطوة في كندا.
٭ الدور الذي تضطلع به شركة لوغوس من خلال أحوال النشر اليوم؟
● لا نخفي عنكم أن مهمة صناعة النشر صعبة فهو مكلف عموما وكذلك مهمة توزيعه، لكن شركة لوغوس للنشر والتوزيع أصدرت إلى اليوم سبعة عشر عنوانا في الفكر والفلسفة والتاريخ والرواية والقصة القصيرة والتراث.
٭ مشاريع شركة لوغوس؟
● مشاريعنا كثيرة والإعلان عنها قد يفهم من قبيل الالتزام حاليا. تعذرنا بخصوص نشر عروض لأعمال هامة كثيرة، إن أمكن لنا نشرها لأفادت المكتبة التونسية والعربية والعالمية ولأثبتت ما للتونسيين وعدد من المفكرين العرب من مستوى عال، لكنها تحتاج إلى الكثير من المال لإخراج أعمال خطيرة (أي بالغة الأهمية) من العتمة إلى النور، فنسير ببطء مخافة الوقوع في دائرة الإفلاس.
٭ شركة لوغوس ومعرض تونس الدولي العلاقة والحضور؟
● سبق أن شاركنا مرتين سابقا في معرض تونس الدولي وقد كان هناك إقبال كبير على منتوج شركتنا بشهادة الناشر والصديق الهادي دانيال المشرف على الجناح المخصص لشركتي ديار للنشر والتوزيع والشنفرى للنشر والتوزيع وشركة لوغوس للنشر والتوزيع.
ويكفي أن ينظر في المنتوج والمواضيع وجمالية الغلاف والطباعة المتقنة لشد انتباه زوار المعرض.
شركة لوغوس للنشر والتوزيع ناجحة إجمالا إلى حد هذه الساعة لأَننا اخترنا طريقة المغامرة بعقلانية، فلا إبطاء ولا تسريع ولا مراهنة على القيمة التجارية الربحية بمضامين ساذجة فضائحية استفزازية وإنما على ما يمكث في قادم الزمن، كأعمال مرجعية لا تفقد وهجها بالتقادم.
القيمة أَولا ثم الجانب التجاري في المرتبة الثانية وهذا هو سر نجاح شركة لوغوس اليوم.
٭ ما هي انتظاراتكم من الوزارة؟
● كلمة صدق نقولها في هذا المجال وزارة الشؤون الثقافية في تونس رائدة في تشجيع صناعة النشر بالإسهام في تمويل الورق والشراء وإن تراجع في العامين الأَخيرين بسبب جائحة كورونا والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
ثَمةَ مكاسب بخصوص التشجيع على صناعة النشر لا نجد شبيها لها في بلدان عربية أُخرى، بما فيها البلدان النفطية والغازية الثرية، إلا أننا نطمح نحن جميعا من ناشرين ومؤلفين لمزيد دعم ما تحقق إلى الآن ومراجعة مواطن الخلل وتوفير عدل أوثق بلجان قراءة مختصة تنتصر لصناعة الكتاب الجيد على الكتاب الرديء محتوى وشكلا وتذهب إلى المساواة أيضا بين سائر الناشرين والمؤلفين.
لكن على أساس العدل القائم على إبراز القيمة الفكرية والجمالية وبذلك يتحقق ترشيد الدعم وبلوع أنبل مقاصده التي من أجلها تحدد اختياره والعمل به منذ أعوام.
فلا بدّ إذن من انتهاج سبيل الشفافية والصدقية والمصداقية في هذا الشأن كي لا يحيد الدعم عن مقاصده الكبرى النبيلة ويستفيد منه أطراف دون أخرى ليخسر الجميع مكسبا لطالما أفاد الكل ولولاه لكان وضع الكتاب التونسي أسوأ بكثير مما هو عليه الآن.
٭ كلمة أخيرة...
● شكرا على الحوار كلمة أنهي بها: التزامنا الآن هو أن نعمل بصمت، لنحقق الكثير من حلمنا الناشئ ونذهب بعيدا في طريق إنجازه وإنجاحه أكثر فأكثر.