المغاربة يقتحمون جميع المهن في أرض المهجر
الرباط - أفاد الإعلامي المغربي المقيم في إيطاليا إبراهيم أولعربي أنه "برغم الصعوبات وتصاعد موجة اليمين بإيطاليا، فإن أبناء المهاجرين يسيرون بخطى حثيثة لاقتحام جميع المهن التي كانت حكرا على أبناء البلد الأصليين".
وأضاف أن "أبناء المهاجرين في إيطاليا على غرار باقي الدول الأوروبية الأخرى التي تأصلت فيها الهجرة بدأوا يفرضون أنفسهم في كافة دواليب الحياة بالبلاد"، متابعا "قبل عقدين من الزمن لم تكن ترى بين صفوف رجال الأمن أجانب عموما ومغاربة خاصة، عكس اليوم إذ لم يعد مدهشا رؤية مغربي أو من جنسية أخرى بزي الكرابينييري (عسكري أمني)".
وتعتبر هاجر بودراع إحدى أبناء المهاجرين الذين تمكنوا من التغلب على كل المصاعب من أجل تحقيق حلمها الذي بات على مرمى حجر.
كان حلم والدها العامل المغربي البسيط والأب لـ8 أطفال في إيطاليا أن يوفر لهم لقمة عيش كريم بعد كد وتعب طوال سنوات، لتكسر ابنته هاجر حاجز أحلام أبيها الصغيرة وتخوض أحلام الكبار.
وهاجر على بعد خطوة واحدة لتصبح أول قاضية مسلمة بإيطاليا تلبس الحجاب، هاجرت الابنة مع أسرتها إلى إيطاليا قبل سنوات وكانت متابعة الدراسة هي أولويتها، لتفرح والدها الذي يعمل مزارعا في الحقول.
وقالت في تصريحات لوسائل إعلام إيطالية إنها ولدت بالمغرب قبل أن تسافر رفقة أسرتها إلى مدينة فيرونا شمالي إيطاليا، حيث تستقر حاليا.
وأضافت "أتدرب كنائبة للمدعي العام في فيرونا وأشعر أنني في المكان المناسب"، لافتة إلى أن "المجتمع الإيطالي لا يولي أي اهتمام للدين أو العرق أو حتى اللون، بل يهتم بالكفاءة كشرط للوصول إلى أعلى المراتب".
وأشاد الناشط المغربي عبدالحكيم المردادي بنجاح هاجر في إيطاليا، قائلا إنها "في مقدمة أخبار الإعلام الإيطالي بعد أن أصبحت أول قاضية مسلمة بإيطاليا بالحجاب وهي ابنة عامل مغربي بسيط كافح وكدح لأجل أبنائه".
عدد المغاربة المقيمين بإيطاليا يناهز 400 ألف نسمة
وتابع في تدوينة عبر فيسبوك أنه "في الوقت الذي يحاول البعض في المغرب أن يحتكر بعض المهن ويتركها إرثا لأولاده، هاجر بودرع ابنة أسرة مغربية مهاجرة تستعد لاعتلاء منصة القضاء بإيطاليا من بابه الواسع".
وأضاف "لا يفصل هاجر بأن تصبح أول قاضية من أصول مغربية بإيطاليا سوى امتحان نهاية التخرج من معهد القضاء بمدينة ترينتو وفي إطار التدريب المهني للقضاة تعمل حاليا كقاضية متدربة في قسم النيابة العامة بمحكمة فيرونا".
كما أشاد الإعلامي المغربي محمد عادل تاطو عبر تدوينة بنجاح هاجر، قائلا "ابنة فلاح مغربي هاجر بودراع أول قاضية محجبة في محاكم إيطاليا".
وأكد إبراهيم أولعربي أن "المدرسة الإيطالية مفتوحة في وجه المغاربة كما الإيطاليين دون تمييز طبعا وتساهم في تكوين أبناء المغاربة الذين يلجون المدارس الإيطالية والمقدر عددهم بحوالي مئة ألف طفل، ويتخرج منها طلبة من أصول مغربية سنويا في كل المجالات".
وأوضح أن "المغاربة هم أول الجاليات الأجنبية الأكثر عددا في إيطاليا"، مستدلا بإحصاءات معهد الإحصاء الإيطالي (حكومي) التي تشير إلى أن عدد المغاربة المقيمين بإيطاليا يناهز 400 ألف نسمة.
لكن لفت إلى أن "إيطاليا لا تخلو من حوادث عنصرية، لكن ليست كثيرة".
وفي البرازيل استطاع الشاب المغربي حسن بردموش أن يصبح أول محامي من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بعد محطات صعبة من حياته، نجح في التغلب عليها.
وقال بردموش (39 عاما) في تدوينة على فيسبوك "لله الحمد والمنة تم الإعلان عن لائحة المحامين الجدد الناجحين في البرازيل"، مضيفا "بتوفيق من الله ودعاء الوالدين وست سنوات من الدراسة و الجد اليوم سأنام وأنا محامي".
وتابع "سأضع رأسي على المخدة وأنا فخور بكوني أول محامي من شمال أفريقيا والشرق الأوسط ابن الجنوب الشرقي المغربي يدرس ويتخرج ويجتاز امتحان المحاماة في أميركا اللاتينية"، معربا عن فخره بأصوله وبكل الصعوبات والدروس التي نالها.
وينحدر بردموش من مدينة بوذنيب وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 2003 وعلى الإجازة من كلية العلوم بجامعة "مولاي إسماعيل" (حكومية) شمالي المغرب.
طريق حسن لم يكن مفروشا بالورود، حيث سبق أن دخل غمار السياحة في المغرب، بعدما درس تخصص الفندقة والسياحة سنتين، إلا أن صعوبة تحقيق أحلامه بالبلاد جعلته يفكر في الهجرة إلى البرازيل وهي الوجهة التي قلما يتجه إليها المغاربة، حيث تابع هناك الدراسة بمجال المحاماة من جديد مدة 5 سنوات ويصبح محاميا.