الرئيس التونسي يشدد على المحاكمة العادلة لـ'المتآمرين' على أمن الدولة

قيس سعيد يؤكد أنه من دون قضاء عادل وناجز فإن الشعب لن يسترد حقوقه ولن يعرف الحقيقة التي نادى بكشفها، مشددا على أن الإجراءات وضعت لضمان المحاكمات العادلة.
سعيّد يشدد على ضرورة ألاّ يفلت من المحاسبة من أجرموا في حق الشعب
الرئيس سعيد يؤكد أهمية الدور الذي يضطلع به القضاة في هذا الظرف الذي تعيشه تونس

تونس - جدّد الرئيس التونسي قيس سعيد تأكيده على محاسبة المتآمرين على الدولة، مشددا حرصه على أن تكون المحاكمات عادلة وذلك خلال لقائه اليوم الأربعاء ليلى جفال وزيرة العدل، فيما تتواصل الضغوط الداخلية والخارجية في محاولة لإثنائه عن تحقيق أهم مطالب مسار 25 يوليو/تموز المتمثل في كشف المظالم ووضع حد لحالة الإفلات من العقاب ومحاكمة كلّ المسؤولين عن الإضرار بمصالح البلاد.

وتحدث سعيد عن الدور الذي يضطلع به القضاة في هذا الظرف الذي تعيشه تونس، مشيرا إلى وجود قضاء شرفاء يحتكمون إلى القانون، مؤكدا على ضرورة ألاّ يفلت من المحاسبة من أجرموا في حق الشعب.

وأكد أنه من دون قضاء عادل وناجز فإن الشعب لن يسترد حقوقه ولن يعرف الحقيقة التي نادى بكشفها، مشددا على أن الإجراءات وضعت لضمان المحاكمات العادلة، قائلا إن "من تآمروا على أمن الدولة الداخلي والخارجي لا يمكن أن يلعبوا دور الضحية".

وتابع أن الضحية هو الشعب التونسي في قوته وصحته ومعاشه، لافتا إلى أنه من حقه أن يحاسب في إطار القانون كل من تآمر على دولته وسطا على حقوقه.

وتشهد تونس منذ 11 فبراير/شباط الجاري حملة إيقافات واسعة طالت سياسيين وإعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال يشتبه في تورطهم في تهديد أمن الدولة، فيما أصدر قضاة التحقيق خلال الأيام الأخيرة بطاقات إيداع بالسجن بحق عدد من الشخصيات الموقوفة.

ويأتي التصريح الجديد للرئيس سعيد عقب التحركات الأخيرة لجبهة الخلاص الوطني (الواجهة السياسية لحركة النهضة الإسلامية) وإعلانها عن قرارها باللجوء إلى المنظمات الدولية وإطلاق حملة تحسيس للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين.

واعتبرت الجبهة أن الاعتقالات الأخيرة التي شهدتها البلاد وشملت عددا من الشخصيات تمت "عبر دوس القانون ومن خلال العنف ودون أذون قضائية".

وأكدت أن "الاعتقالات تستهدف فقط الخصوم السياسيين وكبت صوت النقابيين المدافعين عن الطبقات الاجتماعية المتضررة من سوء إدارة الوضع العام من قبل الرئيس سعيد".
وقال رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي في تصريح سابق "رواية السلطة لم تصمد أمام الحقائق التي كشفتها المعارضة وعلى رأسها جبهة الخلاص والمنظمات المدنية وأثبتنا أن هذه الاعتقالات لم تستند إلى القانون بل اعتمدت دوس القانون فالعديد من البيوت وقع اقتحامها بالعنف وتعنيف الموجودين فيها".
وأضاف "أن بطاقات الإيقاف التي زعمت السلطة الاستناد إليها من أجل جلب المعتقلين بالقوة هي مخالفة للقانون وصادرة من جهات ليس من صلاحياتها إيقاف المواطنين دون استدعائهم مسبقا والاستماع إليهم بحضور محاميهم".

أما على الصعيد الخارجي فقد عبر الاتحاد الأوروبي عن انشغاله إزاء الإيقافات الأخيرة، مؤكدا على ضرورة أن تعمل مختلف القوى السياسية والمدنية معا من أجل مشروع مشترك ومتكامل للبلاد.

 وأعرب المفوض السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء عن الأمل في أن تتمكن السلطات التونسية من التوصل إلى الحلول المناسبة للعديد من التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجهها البلاد في لحظة دقيقة، معبرا عن "القلق الشديد إزاء تدهور الوضع الاقتصادي على وجه الخصوص وتأثيره على الجانب الاجتماعي".

بدوره عبر مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فولكر تورك عن "قلقه من تفاقم القمع ضد أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم معارضون سياسيون ومنتمون إلى المجتمع المدني في تونس من خلال الإجراءات التي اتخذتها السلطات في مواصلة لتقويض استقلالية القضاء".

 ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان السلطات التونسية إلى "احترام معايير الإجراءات القانونية المحاكمة العادلة والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، بمن فيهم أي شخص محتجز على خلفية ممارسته لحريته في الرأي أو التعبير".

ولئن يؤكد سعيد على استقلال المنظومة القضائية فإن المعارضة تتهمه باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لمسار 25 يوليو/تموز ولئن تعتبر إجراءاته تكريسا لحكم فردي مطلق، فإن قوى أخرى تراها تصحيحا لمسارة ثورة 2011.