بافل طالباني يطلق مبادرة لتحقيق توافق بشان الانتخابات في كردستان

رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني يؤكد أن المشكلات الراهنة في الإقليم ستُعالج في ظرف خمس دقائق فقط إذا وجدت إرادة قوية محذرا من تداعيات تأجيل الانتخابات.
بافل طالباني يرفض تسليم قيادات امنية اتهمت في ملف اغتيال العقيد هاوكار جاف
طالباني يدافع عن العراق كبلد الحضارات الضاربة في التاريخ
الحزب الديمقراطي يرحب مبادرة بافل طالباني ويطالب بمبادرات حزبية مماثلة

اربيل - مثلت المبادرة التي تقدم بها بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني لاستئناف الحوار والتفاوض مع الحزب الديمقراطي الكردستاني خطوة مهمة لإنهاء الخلافات والتراشق الإعلامي بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق وبالتالي سيؤدي ذلك إلى نتائج ايجابية على الوضع السياسي ليس فقط في الإقليم ولكن في كامل العراق.
وخلال مشاركته في منتدى أربيل السنوي قال بافل طالباني أن المشكلات الراهنة في الإقليم ستُعالج في ظرف خمس دقائق فقط إذا وجدت إرادة قوية.
وحذر في المقابل من أن تأجيل حل هذه المشكلات قد تكون لها العديد من الانعكاسات وتحول دون إجراء الانتخابات التشريعية.
ودافع بافل طالباني عن العراق كبلد الحضارات الضاربة في التاريخ بالقول "ان اهالي البلد كانوا يستعملون ويلبسون أزياء حريرية في حين ان الأشقاء الأوروبيين كانوا يعيشون في الكهوف". 
وفيما يتعلق بقضية اغتيال العقيد في قوات مكافحة الإرهاب "هاوكار جاف" السنة الماضية جدد بافل طالباني نفيه القاطع لتلك الاتهامات جملة وتفصيلا و أكد في كلمته في منتدى اربيل بانه لن يسلم قادة حزبه الأمنيين إطلاقا.
وقال حرفيا "والله لن ترونه حتى في منامكم" في إشارة الى مذكرات قبض صدرت بحق قادة أمنيين من قبل محكمة اربيل بتهمة الوقوف وراء عملية اغتيال هاوكار جاف الذي وصفه بانه شهيد الاتحاد الوطني.

كما أكد ضرورة وحدة الصف في العراق ووحدة الصف في البصرة والنجف وبغداد مشيرا الى أهالي العراق هم إخوته وأخواته جميعا دون تمييز.
وقوبل موقف رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بردود ايجابية من قبل الحزب الديمقراطي حيث أيدت جنار سعد عبدالله، عضو المكتب التنفيذي في الحزب الديمقراطي المبادرة مشيرة إلى ان حزبها يدعم جهود الحوار واستئنافها في اقرب فرصة بهدف التوافق حول موعد محدد لتنظيمها خلال السنة الحالية.
وأشارت في حديث صحفي ان مبادرة بافل طالباني ستكون لها تداعيات ايجابية على خفض التوترات داعية مختلف القوى لطرح مبادرات شبيهة خاصة مع وجود نقاط مشتركة بين مختلف القوى السياسية الكردية.
ودعت العضوة في الحزب الديمقراطي في المقابل إلى مراعاة  حقوق جميع المكونات في الإقليم وأخذ رأيها بعين الاعتبار.
وادى فشل القوى السياسية في الاتفاق على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في سبتمبر/أيلول الماضي ببرلمان كردستان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الى تمديد دورته التشريعية الحالية سنةً أخرى وذلك بغالبية أعضائه.

الانتخابات في كردستان باتت ضرورية للحفاظ على الاستقرار
الانتخابات في كردستان باتت ضرورية للحفاظ على الاستقرار

من جانبه يطالب الاتحاد الوطني بضرورة إجراء الانتخابات سنة 2024 لكن مع التأكيد على ضرورة ان تعبر على سكان الإقليم 
وطالب قوباد طالباني، نائب رئيس حكومة الإقليم بدروه خلال لقائه القنصل التركي في إقليم كردستان بضرورة المضي في الانتخابات وعدم تاجيلها اكثر من اللازم مضيفا " يجب الاستعداد لإجراء انتخابات نزيهة ومراعاة حقوق جميع المكونات.
ويعرف قوباد طالباني بأنه صاحب عقلية دبلوماسية مرنة أثناء التصعيدات السياسية، وتطلق عليه عبارة " العم الصغير" حيث دافع عن حقوق الاقليات ودعا لضرورة تمثيلهم بعيدا عن التدخلات الحزبية.
ودعا "لإزالة العراقيل التي تعترض إجراء انتخابات شفافة ونزيهة، لتعزيز ثقة المواطنين ومكانة إقليم كردستان من خلالها".
وتمكن الحزبان الأكبر في كردستان العراق من التوصل لتوافقات بشان مجمل النقاط المتعلقة بتعديل قانون الانتخابات وتفعيل المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في الإقليم وذلك خلال لقاء جمع ممثلي الحزبين في مدينة السليمانية.
واتفق الحزبان في بيان مشترك على " إجراء الانتخابات بأربع دوائر انتخابية، وإجراء الانتخابات بدوائر نصف مفتوحة ونصف مغلقة، وتحديد عدد مقاعد الدوائر الانتخابية وفق إحصاء وزارة التجارة الاتحادية، ثم التنسيق مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق للاستفادة من سجلّات الناخبين لديها.
وتحدث الحزبان "أن هناك نقاطا قليلة متبقية سيبحثها الجانبان في اجتماع آخر سيعقد خلال الأيام المقبلة، بعد أخذ آراء وملاحظات الأطراف السياسية الأخرى في الإقليم".
من جانبها قالت المفوضية العليا للانتخابات في إقليم كردستان ان عدم الاتفاق بين القوى السياسية على تحديد موعد لإجراء الانتخابات في الإقليم ستكون له تداعيات سلبية.
وأفاد شيروان زرار المتحدث الرسمي باسم المفوضية "أن المفوضية تحتاج إلى ستة أشهر على الأقل قبل موعد إجراء الانتخابات، وإن هذه الفترة ستكون كفيلة بتنظيم الأمور اللوجستية والفنية المتعلقة بتحديث سجلَّات الناخبين".
يشار إلى ان رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني حذر خلال مؤتمر صحفي في مؤتمر ميونخ للأمن الشهر الماضي "من المخاطر التي تهدد شرعية الإقليم في حال عدم إجراء الانتخابات في العام الجاري".