نتنياهو يسخر من تحذير غروسي من اي هجوم إسرائيلي على إيران

بنيامين نتنياهو يقول إن "رافائيل غروسي شخصية لها قيمة أدلت بتصريح بلا قيمة"، مؤكدا أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها.
نتنياهو يتحدث عن أدوات ذبح تعدّها إيران لتدمير إسرائيل
إسرائيل لا ترغب في كسر جمود مباحثات إحياء الاتفاق النووي

طهران- استخفت إسرائيل اليوم الأحد بتصريحات أدلى بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وأكد من خلالها أن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي على المنشآت النووية الإيرانية سيكون غير قانوني، واصفة إياها بأنها "بلا قيمة"، في وقت تحشد فيه الدولة العبرية لدفع الغرب وواشنطن إلى تسليط أقسى العقوبات على الجمهورية الإسلامية ومطالبتها برد أقوى على استفزازاتها النووية، فيما هددت مؤخرا باستعمال كل الوسائل للحيلولة دون تصنيع طهران لقنبلتها الذرية.

ويأتي هذا الموقف الإسرئيلي في سياق مساع تبذلها تل أبيب لمحاولة إجهاض أي مساع لكسر جمود مباحثات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية المبرم في العام 2015، في خضم حالة العداء المعلن بين الدولتين.

وقال غروسي السبت خلال زيارته إلى إيران في محاولة لتيسير المحادثات المتعثرة "أي هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية محظور".

وتأتي تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب تهديدات أطلقتها كل من إسرائيل والولايات المتحدة بمهاجمة منشآت نووية إيرانية إذا ما اعتبرتا أن السبل الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك قنبلة ذرية وصلت إلى طريق مسدود، في حين تقول طهران إن برنامجها النووي سلمي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحكومته في تصريحات بثها التلفزيون اليوم الأحد "رافائيل غروسي شخصية لها قيمة أدلت بتصريح بلا قيمة"، متسائلا "غير قانوني بناء على أي قانون؟ هل يجوز لإيران التي تدعو صراحة إلى تدميرنا أن تعد أدوات الذبح لتدميرنا؟ هل نحن ممنوعون من الدفاع عن أنفسنا؟ من المسموح لنا أن نفعل ذلك بطبيعة الحال".

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة السبت إن غروسي تلقى تطمينات واسعة النطاق من إيران بأنها ستتعاون مع تحقيق متعثر منذ فترة طويلة بشأن جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في مواقع غير معلنة كما ستعيد تركيب أجهزة المراقبة التي أزيلت.

وتتزامن زيارة غروسي إلى طهران مع جمود مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين طهران ومواصلة الجمهورية الإسلامية لنهجها التصعيدي إزاء العقوبات الأخيرة التي فرضت عليها وأدت إلى مزيد تعميق عزلتها الدولية.

واعتبرت الخبيرة في جمعية الحد من الأسلحة كيلسي دافنبورت أن "إعلان غروسي لا يكفي للحد من تزايد خطر الانتشار الذي تشكله إيران"، مستدركة أنه على الولايات المتحدة والأوروبيين "أن يسعوا للاستفادة من هذا الزخم من خلال تحرك دبلوماسي من شأنه أن يعيد إشراك إيران في المفاوضات"، في إشارة إلى قرار محتمل لمجلس محافظي الوكالة ردا على اكتشاف جزيئات اليورانيوم في فوردو.

وبررت إيران التي تنفي سعيها لتطوير أسلحة نووية وجود تلك الجزيئات بحصول "تقلّبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60 في المئة".

 وتحرص إسرائيل على تأمين ضمانات لأمنها في أي اتفاق نووي مستقبلي بين طهران والقوى الكبرى، في ظل شكوك قوية على نطاق واسع بأن الدولة العبرية لديها ترسانة نووية، لكنها لا تؤكد ذلك كما أنها لا تنفيه.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قد صرح الشهر الماضي بقوله "عندما نتحدث عن منع إيران من الحصول على سلاح نووي يجب أن نطرح كل الوسائل الممكنة على الطاولة".