الزين الحرباوي يحول معرضه الجديد إلى مهرجان من الألوان

التشكيلي التونسي يوفر للمتلقي من خلال وجوه وشخصيات أعماله مجالا للتأويل والنظر بأريحية تجاه حالاتنا وأحوالنا.

بحضور جمع من أهل الفن والإبداع وأحباء الفن التشكيلي وطلبة الفنون الجميلة وفي فضاءات رواق "موزاييك" الأنيق لصاحبته الفنانة لمياء الفريني يتم عشية يوم الجمعة 10 مارس/آذار افتتاح المعرض الشخصي للفنان الزين الحرباوي ليتواصل إلى غاية الثالث والعشرين من ذات الشهر.

ويضم المعرض مجموعة من أعمال التشكيلي التونسي هي فسحة جمالية في لوحات الرسام الزين الحرباوي.. هذا المسافر في اللون وبه حيث الأبجدية ما تتركه الحالة على القماشة في مواجهة الآلة.

اللوحات تنتشي في ما يشبه المهرجان اللوني وبشيء من التجريدية تقول الفكرة والموضوع الذي خلص إليه الزين الحرباوي.

هذا هو الفتى القادم من جهة بالشمال إلى الساحل وقد أخذه منذ الطفولة شغف لا يضاهى بالرسم فغدا الطفل الذي يرسم كل شيء وفي أي مكان.. منذ السنوات الأولى بالمدرسة سنة 1977 كان معرضه الأول بدار الثقافة بقعفور، وفي سنة 1979 انتظم معرضه بسيدي بوسعيد وبذلك دخل عالم الفن والمشهد التشكيلي، حيث كانت العاصمة وأروقتها ودور الثقافة والمعارض.

إثر ذلك تعرف على عدد من الفنانين ومنهم المرحوم إبراهيم الضحاك الذي أثر في الحرباوي وكان يسدي له النصائح إلى جانب المرحوم الفنان حاتم المكي الذي كان يحدثه عن رحلاته الكبرى عن طريق الجزائر.

وعمل الزين الحرباوي بعد ذلك على تكوين نفسه في المجال التشكيلي من خلال تكثيف القراءات والمطالعات في المكتبات، ثم كانت تجربة الباستال وغاص في عوالم الرسم في سوسة والقنطاوي، ثم كان المعرض الخاص بالمركز الثقافي بسوسة، وكانت فسحته الأخرى في اكتشاف الجمال والنور وأعاد النظر تجاه تجربة جماعة مدرسة تونس.. وانتبه للألوان والأضواء والظلال التونسية التي لا توجد في بلاد الغرب وتغير تعاطيه اللوني حيث الثراء.

أعماله فسحة لونية باذخة تقول بالحلم.. المقهى.. السيدات.. الرسام.. السوق.. وغيرها، لوحات فيها الكثير من مجالات القول بالبساطة والبراءة.

وجوه وشخصيات أعمال الزين الحرباوي مأخوذة بالجمال والشجن وهنا يمكن أن نلاحظ هذا السياق المفتوح الذي يوفره الفنان للمتلقي للتأويل والنظر بأريحية تجاه حالاتنا وأحوالنا.

تجربة أخرى لفنان يواصل مساره الفني بكثير من الرغبة والاجتهاد.. معرض برواق الموزاييك هذا الفضاء المميز بأناقته من خلال ما يضمه من أنشطة فنية وثقافية بين المعارض والندوات واللقاءات الشعرية وغيرها.